إن كل يوم يمر يترك أثرا في النفس البشرية التي لطالما ظلمت نفسها في أغلب الأوقات ليصبح الإنسان إما عاجزا أو ضعيفا أمام عظمة الأهوال و أوحال الفتن و مكائد الشيطان ليجد نفسه وسط دوامة من الشهوات تبتلع كل من يقترب منها أو يقع حتى ضمن نطاقها لتلقي به في ثقبها الأسود و أعماقه السحيقة و التي لا يبدو لها أي قرار.
إنه سيل جارف يأخذ كل من في طريقه بطريقة أو بأخرى سوف يأخذك معه لأن سبيل الشيطان لا يرحم و لا سبيل أمام ضعفاء النفوس أمامه للهروب فهو مثل موجة مدٍّ عملاقة تقتلع و تأخذ كل من في طريقها ليبقى سبيل الحياة واضحا و تبقى طرق الإنسان المتشعبة ظاهرة للعيان حيث هناك طريقين لا ثالث لهما طريق يأدي للجنة و آخر يأدي إلى الهاوية و أمام كل نفس أن تختار بين هاذين الخيارين و هما من دون شك قَدَرُ هذا الإنسان في هذه الحياة الدنيا.
1- البدايـــــــــــــــــة
إن الذنوب والمعاصي هي سبب آخر لخسران هذا الإنسان حيث تعود بداية القصة إلى أزمنة غابرة في دهاليز التاريخ حينها لم يكن لهذا المخلوق الذي يسمى إنسان أي وجود على متن هذه الأرض و بسبب خطيئة أبو البشر آدم سوف يكون لبني البشر نزول و خطايا لن تنتهي على هذه الأرض و سوف تبدأ إمتحانات أخرى لهذا الإنسان على هذا الكوكب يكون فيها دائما الفائزون كما يكون فيها آخرون خاسرون.
هناك من البشر من لا يتعض بأي عبرة و لا يتعلم أي درس كان قد لاح قبل زمن في الأفق البعيد و يمضي في نفس الطريق المهلك الذي هلك فيه من كانو قد سلكوه قبله ليكون هو أيضا رقم خاسر ينضاف إلى أرقام كثيرة أخرى كانت هي أيضا قد خسرت الرهان الذي كان أبو البشر قد خسره سابقا هكذا هو طريق الذنوب والمعاصي و الذي قد إختاره كثيرون عن قصد أو عن غير قصد عن طواعية أو عن كره عن ضعف أو عن عجز.
إن العالم اليوم غارق بلا شك في بحر لامتناهي من الذنوب التي لم يشهدها التاريخ و لا يمكن لهذا العالم أن يزداد فسادا أكثر مما هو عليه اليوم فكل شيئ أصبح مباحا و كل محرم أصبح حلالا و كل غريب و عجيب في الطبيعة البشرية أصبح شيئا عاديا و لا يستحق التعجب، البشرية أو الإنسانية أصبحت في أعلى قمة من الإنحطاط الديني و الخلقي و التي لم تشهدها على مر تاريخها و لم يعد هناك شيئ يكتسب مناعة فعالة ضد أوبئة العصر المذهلة ليست البيولوجية و لكن الغريبة عن الطبيعة الإنسانية هكذا هي أمراض العصر و مخلفات الحضارة.
إن كل يوم يمر يحمل معه ذنوبا أخرى جديدة يبدو أنه لم يعد للإنسان أي سبيل للهروب منها فهي عبارة عن أوثان جديدة يتعبد لها هذا الإنسان و يعكف على عبادتها في كل يوم و ليس أمامه أي عبادات أخرى يقوم بها فعبادة الهوى و النفس و الشيطان باتت أقرب للإنسان من حبل الوريد و طوق الخطايا يزداد إلتفافا على الأعناق يوما بعد يوم و مد الذنوب يزداد إمتدادا في كل لحظة و سبيل الهروب يزداد صعوبة في كل حين حيث لم يعد لأصحاب النفوس الضعيفة إلا الرّكون لآلهتهم الجديدة و التعبد بها أكثر فأكثر.
إن هذه الآلهة الجديدة التي يعكف الجميع على عبادتها في يومنا هذا هي من دون شك مولود مهلك من رحم الحضارة لكن الهلاك هنا ليس من رحم الحضارة و لكنه بلا شك يأتي من رحم الذات البشرية التي هي من تملك حق الإختيار بين الخير و الشر و مثل أي إنسان فهناك من يملك نفسا طيبة و هناك من يملك نفسا خبيثة، إن من يملك تلك النفس الطيبة سوف يحاول حثيثا الهروب و التخلص من إستعباد النفس الخبيثة التي تحاول أن تجعله عبدا حقيرا لنزواتها و شهواتها لذلك فهو يحاول أن لا يكون ذلك العبد الحقير لغير الخالق و سوف يسعى بكل إرادة سعي آخرين من أجل أشياء أخرى أن لا يكون في هذه الحياة عبدا إلا لله.
2- النهــــــــــاية
حين يصبح الإنسان عبدا لصنم آخر من أصنام العصر التي أصبحت تملأ الآفاق من كل صنف و من كل لون فقد لا يكون أمامه خيارات كثيرة أمام رضى الله و البعد عن الشيطان و هكذا تصبح الأغلبية أكثر تعبدا لأي صنم يلبي تلك الرغبة و يسكّن تلك الشهوة فتصبح الغريزة هي التي تتحكم في حياة الإنسان و حينها لن تجد إلا أنفسا خاوية و قلوبا واهية و عقولا فارغة و أفكارا تافهة و حين يكون الأغلبية بمثل هذه المواصفات فهذا قد يكون السبب الأول لما تعيشه كل الأمة اليوم.
إن الأثر لكل هذه الذنوب والمعاصي وآثارها ليس على هذا الإنسان فحسب بل على مصير هذه الأمة المغلوبة على أمرها و المنهزمة و هذه الهزيمة لم تكن يوما لضعف أو قوة الأعداء و لكن السبب المحوري و الحاسم في كل هذا هو أن ذنوب و معاصي المسلمين فاقت أو أصبحت متساوية مع ذنوب أعداء هذه الأمة فكانت بذلك نتيجة الصراع محسومة حتى قبل أن تبدأ، الإنسان هو لبنة من لبنات هذه الأمة و إذا كانت هذه اللبنة خاوية من أي أساس صلب و متين فأكيد أن كل الأمة سوف تكون مهددة بالسقوط و هذا هو سبب السقوط التي تعيشه هذه الأمة اليوم ؟
إكتشف العالم يسعى إلى المعلومة المفيدة و البسيطة التي يحاول الجميع إيجادها و مهما كانت المعلومة غريبة أوعجيبة سوف تجدها في عالم الإكتشاف بسيطة و سهلة , إكتشف حولك هو إكتشاف العالم الذي نعيش فيه و لا زلنا لم نكتشف منه حتى قطرة من محيط . الكاتب محمد علي [ عالم الإكتشاف ]
- مقالات متصلة :
- مآسي الأمة
- الصبر على البلاء والمصائب
- عندما تغيب الشمس
- الدين تجارة رابحة
إنه سيل جارف يأخذ كل من في طريقه بطريقة أو بأخرى سوف يأخذك معه لأن سبيل الشيطان لا يرحم و لا سبيل أمام ضعفاء النفوس أمامه للهروب فهو مثل موجة مدٍّ عملاقة تقتلع و تأخذ كل من في طريقها ليبقى سبيل الحياة واضحا و تبقى طرق الإنسان المتشعبة ظاهرة للعيان حيث هناك طريقين لا ثالث لهما طريق يأدي للجنة و آخر يأدي إلى الهاوية و أمام كل نفس أن تختار بين هاذين الخيارين و هما من دون شك قَدَرُ هذا الإنسان في هذه الحياة الدنيا.
1- البدايـــــــــــــــــة
إن الذنوب والمعاصي هي سبب آخر لخسران هذا الإنسان حيث تعود بداية القصة إلى أزمنة غابرة في دهاليز التاريخ حينها لم يكن لهذا المخلوق الذي يسمى إنسان أي وجود على متن هذه الأرض و بسبب خطيئة أبو البشر آدم سوف يكون لبني البشر نزول و خطايا لن تنتهي على هذه الأرض و سوف تبدأ إمتحانات أخرى لهذا الإنسان على هذا الكوكب يكون فيها دائما الفائزون كما يكون فيها آخرون خاسرون.
هناك من البشر من لا يتعض بأي عبرة و لا يتعلم أي درس كان قد لاح قبل زمن في الأفق البعيد و يمضي في نفس الطريق المهلك الذي هلك فيه من كانو قد سلكوه قبله ليكون هو أيضا رقم خاسر ينضاف إلى أرقام كثيرة أخرى كانت هي أيضا قد خسرت الرهان الذي كان أبو البشر قد خسره سابقا هكذا هو طريق الذنوب والمعاصي و الذي قد إختاره كثيرون عن قصد أو عن غير قصد عن طواعية أو عن كره عن ضعف أو عن عجز.
إن العالم اليوم غارق بلا شك في بحر لامتناهي من الذنوب التي لم يشهدها التاريخ و لا يمكن لهذا العالم أن يزداد فسادا أكثر مما هو عليه اليوم فكل شيئ أصبح مباحا و كل محرم أصبح حلالا و كل غريب و عجيب في الطبيعة البشرية أصبح شيئا عاديا و لا يستحق التعجب، البشرية أو الإنسانية أصبحت في أعلى قمة من الإنحطاط الديني و الخلقي و التي لم تشهدها على مر تاريخها و لم يعد هناك شيئ يكتسب مناعة فعالة ضد أوبئة العصر المذهلة ليست البيولوجية و لكن الغريبة عن الطبيعة الإنسانية هكذا هي أمراض العصر و مخلفات الحضارة.
إن كل يوم يمر يحمل معه ذنوبا أخرى جديدة يبدو أنه لم يعد للإنسان أي سبيل للهروب منها فهي عبارة عن أوثان جديدة يتعبد لها هذا الإنسان و يعكف على عبادتها في كل يوم و ليس أمامه أي عبادات أخرى يقوم بها فعبادة الهوى و النفس و الشيطان باتت أقرب للإنسان من حبل الوريد و طوق الخطايا يزداد إلتفافا على الأعناق يوما بعد يوم و مد الذنوب يزداد إمتدادا في كل لحظة و سبيل الهروب يزداد صعوبة في كل حين حيث لم يعد لأصحاب النفوس الضعيفة إلا الرّكون لآلهتهم الجديدة و التعبد بها أكثر فأكثر.
إن هذه الآلهة الجديدة التي يعكف الجميع على عبادتها في يومنا هذا هي من دون شك مولود مهلك من رحم الحضارة لكن الهلاك هنا ليس من رحم الحضارة و لكنه بلا شك يأتي من رحم الذات البشرية التي هي من تملك حق الإختيار بين الخير و الشر و مثل أي إنسان فهناك من يملك نفسا طيبة و هناك من يملك نفسا خبيثة، إن من يملك تلك النفس الطيبة سوف يحاول حثيثا الهروب و التخلص من إستعباد النفس الخبيثة التي تحاول أن تجعله عبدا حقيرا لنزواتها و شهواتها لذلك فهو يحاول أن لا يكون ذلك العبد الحقير لغير الخالق و سوف يسعى بكل إرادة سعي آخرين من أجل أشياء أخرى أن لا يكون في هذه الحياة عبدا إلا لله.
2- النهــــــــــاية
حين يصبح الإنسان عبدا لصنم آخر من أصنام العصر التي أصبحت تملأ الآفاق من كل صنف و من كل لون فقد لا يكون أمامه خيارات كثيرة أمام رضى الله و البعد عن الشيطان و هكذا تصبح الأغلبية أكثر تعبدا لأي صنم يلبي تلك الرغبة و يسكّن تلك الشهوة فتصبح الغريزة هي التي تتحكم في حياة الإنسان و حينها لن تجد إلا أنفسا خاوية و قلوبا واهية و عقولا فارغة و أفكارا تافهة و حين يكون الأغلبية بمثل هذه المواصفات فهذا قد يكون السبب الأول لما تعيشه كل الأمة اليوم.
إن الأثر لكل هذه الذنوب والمعاصي وآثارها ليس على هذا الإنسان فحسب بل على مصير هذه الأمة المغلوبة على أمرها و المنهزمة و هذه الهزيمة لم تكن يوما لضعف أو قوة الأعداء و لكن السبب المحوري و الحاسم في كل هذا هو أن ذنوب و معاصي المسلمين فاقت أو أصبحت متساوية مع ذنوب أعداء هذه الأمة فكانت بذلك نتيجة الصراع محسومة حتى قبل أن تبدأ، الإنسان هو لبنة من لبنات هذه الأمة و إذا كانت هذه اللبنة خاوية من أي أساس صلب و متين فأكيد أن كل الأمة سوف تكون مهددة بالسقوط و هذا هو سبب السقوط التي تعيشه هذه الأمة اليوم ؟
إكتشف العالم يسعى إلى المعلومة المفيدة و البسيطة التي يحاول الجميع إيجادها و مهما كانت المعلومة غريبة أوعجيبة سوف تجدها في عالم الإكتشاف بسيطة و سهلة , إكتشف حولك هو إكتشاف العالم الذي نعيش فيه و لا زلنا لم نكتشف منه حتى قطرة من محيط . الكاتب محمد علي [ عالم الإكتشاف ]
- مقالات متصلة :
- مآسي الأمة
- الصبر على البلاء والمصائب
- عندما تغيب الشمس
- الدين تجارة رابحة