منذ أن نلد و منذ تلك اللحظة تبدأ رحلة الإنسان في هذه الحياة الدنيا و قد وصفها الخالق في كتابه المعجز بالحياة الدنيا لأنها دنيئة إلى حد ما فهي حياة فانية و زائلة لكن المعنى الحقيقي المقصود به هنا هو أن هذه الحياة ذات سقف محدود لا يمكن تجاوزه و هو سقف الدنيا أما بعد ذلك فتلك عوالم أخرى لا يعلمها إلا الله عز وجل و هكذا نحن أمام حياة ليس لها شأن مهم عند الذي خلقها و لكنها قد تعتبر كل شيئ عند إنسان مخلوق فيها !
إنها رحلة كأي رحلة يعيشها الإنسان و مثل أي رحلة لا بد من زاد لهذه الحياة كل واحد يختار زاده هناك من يختار زاده من الخير و هناك من يختار زاده من الشر هكذا تبدو أي حياة فيها الأشرار و فيها الصالحين، إن لكل رحلة أحداثها و أفعالها و نحن نعيش الحياة لحظة بلحظة و كل لحظة تمر تحمل أحداثا و أفعالا لا تبقى سوى مجرد ذكرى عابرة و في النهاية يكتشف الإنسان أن كل حياته هي مجرد ذكرى ليس إلا و هذا قد يكون وجها بسيطا من دناءة الحياة.
نحن نعيش و نحاول بكل طريقة إكتشاف أسرار و ألغاز رحلة الحياة، كثير من الأشياء قد تبدو مخيفة و غامضة و مرعبة أحيانا لدى بعضهم خاصة لأولئك أصحاب العقول و القلوب الضعيفة لأن كثير من الأشياء قد إختلطت عليهم كما تداخلت عليهم أمور أخرى متشابكة فأصبحت هناك أشياء عديدة تثير الريبة و الحيرة.
كل الحياة ليست سوى مجرد رحلة نعيشها و قد تكون رحلة أقصر بكثير مما قد يتخيله البعض لأنها ببساطة رحلة من عالم الفناء إلى عالم الخلود، كلنا سوف يموت و سوف ينتقل من دار إلى دار لكن المهم في ما بين هاتين الدارين هو ما سوف يحمله هذا الإنسان من زاد في هذه الحياة.
عندما نلد لم نكن ندري أو نتخيل تلك الرحلة التي سوف نخوض غمارها لكن مع تدرج الإنسان في مراحل الحياة تبدأ الرحلة التي تتضمن عديد الرحلات الأخرى الفرعية و مثل أي إنسان قد تكون الرحلة إما قصيرة أو متوسطة أو طويلة و هي بدون شك إنعكاس لطول حياة الإنسان أو قصرها، هناك من يعيش رحلة مليئة بالأحداث تعكس طول حياة الإنسان و أفعاله الكثيرة بحسناتها و سيئاتها و هناك من تنتهي رحلته قبل أن تبدأ أو هي إحدى أقصر رحلات الإنسان في الحياة الدنيا حين تنتهي حياة الإنسان في سن مبكرة.
يعيش الإنسان هذه الحياة و هو يتعلم في كل يوم يمر درسا جديدا هو درس آخر تعلمه له الحياة، إنها المدرسة الأهم في رحلة قصيرة يسلك دربها كل شخص يولد و يولد معه أمل و حلم سوف يكتشف في المستقبل أنها مجرد آمال و أحلام وردية كانت تختفي خلف سراب الأيام و هكذا سوف يستفيق هذا الإنسان مع أول صدمة يتلقاها إنها الصدمة الأولى صدمة الموت حيث يظهر زيف تلك الأحلام. إننا نسير في رحلة بإرادتنا أو بعدم إرادتنا لعلنا نلتمس طريقا ينجينا و يبعدنا عن الهاوية لكن على ما يبدو أن كل الطرق أصبحت مليئة بالعقبات المختلفة و التي قد تجعل الإنسان عاجزا و غير قادر على كبح إرادته التي يقف خلفها الشيطان متبرصا و منتظرا لحظة الوقوع في الخطيئة من هذا الإنسان ضعيف الإيمان.
ليس المهم في أي رحلة أن تكون عاجزا أمام أي عقبة تقف في طريقك و لكن المهم هو أن تبادر بالمحاولة مهما كان ما يحيط بك من مفارقات و من إبتلاءات عظيمة حتى تستطيع أن تنقذ نفسك من طريق لا يسلكها عادة إلا الغاوين، إن كل المحاولات صعبة و ليست بالسهلة لكن لا شيئ مستحيل.
هناك من تصبح هذه الحياة في عقله كابوسا لا ينتهي فهو لا يؤمن بشيئ و لا يعتقد في أي شيئ و لذلك فلا بد لهذه الرحلة أن تكون له جحيما قبل أن يصل إلى الجحيم الآخر لأن حياته العبثية لا تستحق العيش فهي مجرد فراغ في فراغ و مع ذلك لا وجود لأي إيمان هكذا يعيش بعضهم حياةً حيوانية هي أبعد ما يكون للحياة الإنسانية فأين العقل من كل هذا ؟ إن صاحب هذا العقل يعتقد دائما نفسه أنه على حق و أنه من أهل المعرفة و أن البقية ليسو سوى مجرد متخلفين عن ركب الحضارة التي يعبدها و يسجد لها من دون الله لذلك فهو في أغلب الأوقات تجده عاكفا على عبادة صنمه و أي صنم هذا إنه صنمه الذي سوف يغوي به في الهاوية حينها لا ينفع أي ندم لكن الجميل أن هذا الصنف من العقول لا يندم أبدا في رحلته القصيرة لأنه مغترٌّ دائما بكونه يسلك الدرب الصحيح و هكذا فعل الغرور بعقول كثيرة ظنت لوهلة أنها عقول تمثل محور الكون، ليس بالضرورة أن يأخذ الغرور الإنسان إلى الهاوية مثلما أخذ الفرعون لكن الضرورة هنا أن يفقه الإنسان عبرة الفرعون فيسلك من خلالها الطريق المنجية.
إن العقل الأرجح أن يكون للإنسان في قلبه جزء بسيط من إيمان مهما كانت سيئات ذاك الإنسان لأن ذلك الجزء البسيط من الإيمان سوف يكون بمثابة المضاد الحيوي ضد أمراض كثيرة تعصف بحياة و رحلة الإنسان في هذه الحياة إنها أمراض قد تكون قاتلة ليس للجسد فحسب بل إنها قاتلة للروح و العقل و القلب لهذا هناك من يعيش في هذه الحياة الدنيا من دونهم لتصبح حياته أقرب بكثير إلى الحياة الحيوانية.
إن كل إنسان يخطئ و يصيب و الذي خلقنا قد خلقنا لهدف فيه حكمة، إنها حكمة الخلق فكم من أحد دفناه تحت التراب و كم من أحد ودعنها إلى الأبد إنها رحلة بالية لكن لا يمكن خوضها من دون إيمان لكأن قد بحث بعضهم عن الإيمان فلم يجده و لكأن قد بحث بعضهم الآخر عن الإيمان فوجده قد تاه في سوق الحضارة أما الآن فإن الإيمان أصبح نادر الوجود بل يكاد يكون معدوما في حين تزداد قبضة الشيطان على البشرية لتزداد معها صعوبة رحلة الحياة الدنيا.
نحن لا نحاول من كل هذا الهراء إلا أن نصف رحلة يمر بها أي إنسان و هي قضاءه و قدره في الحياة حيث لا يستطيع أحد الهروب من قدره، إنها مليئة بالأسئلة و الألغاز و الأسرار و التيه حيث يمكن لأحدهم أن يتيه حول سؤال واحد فيها مثل لماذا رحلة الحياة الدنيا قصيرة ؟ إنه سؤال من بين أسئلة عديدة لا تنتهي حول حياتنا التي تمضي مسرعة حتى أن الإنسان فيها يُخلقُ و كأنه لم يُخلقْ و يعيش فيها و كأنه لم يعيش لأنها حياة يحوم حولها الفناء فكل شيئ فيها يسير إلى الفناء و النهاية.
إن كل هذه البدايات و النهايات وسط هذا التيه لا تستوجب منا إلا إيمانا و عملا قد ينقذ هذا الإنسان و سط هذه الظلمات و العتمات فلا يمكن لعقول أو قلوب عشش فيها الشيطان أن تصمد كثيرا في هذه الرحلة لأنها أمكنة خاوية من أهم لبنات الحياة التي لا يفقهها أولياء الشيطان.
الإيمان، إنه الجزء الأهم في رحلة حياة، إنه كل شيئ و أي شيئ بعده سوف يكون سهلا للغاية و أي شيئ من دونه سوف يكون مستحيلا لأن الذين يعتقدون أنهم سوف يجدون أجوبة عن أسئلتهم المتناثرة هنا و هناك هم مخطئين لأنه ما من أجوبة من دون يقين و الآن لا يوجد سوى الشك و التيه و الحيرة و القلق و كيف لا يقلق أمثال هؤلاء من جراء عقولهم و قلوبهم الخاوية على عروشها و المليئة بالغرور و التكبر عن أي إيمان.
إكتشف العالم يسعى إلى المعلومة المفيدة و البسيطة التي يحاول الجميع إيجادها و مهما كانت المعلومة غريبة أوعجيبة سوف تجدها في عالم الإكتشاف بسيطة و سهلة , إكتشف حولك هو إكتشاف العالم الذي نعيش فيه و لا زلنا لم نكتشف منه حتى قطرة من محيط . الكاتب محمد علي [ عالم الإكتشاف ]
- مقالات متصلة :
- الهدف من خلق الإنسان وعمارة الارض
- السعادة مفردة سهلة و لكنها صعبة المنال !
- إنسان يبحث عن حياة ؟
إنها رحلة كأي رحلة يعيشها الإنسان و مثل أي رحلة لا بد من زاد لهذه الحياة كل واحد يختار زاده هناك من يختار زاده من الخير و هناك من يختار زاده من الشر هكذا تبدو أي حياة فيها الأشرار و فيها الصالحين، إن لكل رحلة أحداثها و أفعالها و نحن نعيش الحياة لحظة بلحظة و كل لحظة تمر تحمل أحداثا و أفعالا لا تبقى سوى مجرد ذكرى عابرة و في النهاية يكتشف الإنسان أن كل حياته هي مجرد ذكرى ليس إلا و هذا قد يكون وجها بسيطا من دناءة الحياة.
نحن نعيش و نحاول بكل طريقة إكتشاف أسرار و ألغاز رحلة الحياة، كثير من الأشياء قد تبدو مخيفة و غامضة و مرعبة أحيانا لدى بعضهم خاصة لأولئك أصحاب العقول و القلوب الضعيفة لأن كثير من الأشياء قد إختلطت عليهم كما تداخلت عليهم أمور أخرى متشابكة فأصبحت هناك أشياء عديدة تثير الريبة و الحيرة.
كل الحياة ليست سوى مجرد رحلة نعيشها و قد تكون رحلة أقصر بكثير مما قد يتخيله البعض لأنها ببساطة رحلة من عالم الفناء إلى عالم الخلود، كلنا سوف يموت و سوف ينتقل من دار إلى دار لكن المهم في ما بين هاتين الدارين هو ما سوف يحمله هذا الإنسان من زاد في هذه الحياة.
عندما نلد لم نكن ندري أو نتخيل تلك الرحلة التي سوف نخوض غمارها لكن مع تدرج الإنسان في مراحل الحياة تبدأ الرحلة التي تتضمن عديد الرحلات الأخرى الفرعية و مثل أي إنسان قد تكون الرحلة إما قصيرة أو متوسطة أو طويلة و هي بدون شك إنعكاس لطول حياة الإنسان أو قصرها، هناك من يعيش رحلة مليئة بالأحداث تعكس طول حياة الإنسان و أفعاله الكثيرة بحسناتها و سيئاتها و هناك من تنتهي رحلته قبل أن تبدأ أو هي إحدى أقصر رحلات الإنسان في الحياة الدنيا حين تنتهي حياة الإنسان في سن مبكرة.
يعيش الإنسان هذه الحياة و هو يتعلم في كل يوم يمر درسا جديدا هو درس آخر تعلمه له الحياة، إنها المدرسة الأهم في رحلة قصيرة يسلك دربها كل شخص يولد و يولد معه أمل و حلم سوف يكتشف في المستقبل أنها مجرد آمال و أحلام وردية كانت تختفي خلف سراب الأيام و هكذا سوف يستفيق هذا الإنسان مع أول صدمة يتلقاها إنها الصدمة الأولى صدمة الموت حيث يظهر زيف تلك الأحلام. إننا نسير في رحلة بإرادتنا أو بعدم إرادتنا لعلنا نلتمس طريقا ينجينا و يبعدنا عن الهاوية لكن على ما يبدو أن كل الطرق أصبحت مليئة بالعقبات المختلفة و التي قد تجعل الإنسان عاجزا و غير قادر على كبح إرادته التي يقف خلفها الشيطان متبرصا و منتظرا لحظة الوقوع في الخطيئة من هذا الإنسان ضعيف الإيمان.
ليس المهم في أي رحلة أن تكون عاجزا أمام أي عقبة تقف في طريقك و لكن المهم هو أن تبادر بالمحاولة مهما كان ما يحيط بك من مفارقات و من إبتلاءات عظيمة حتى تستطيع أن تنقذ نفسك من طريق لا يسلكها عادة إلا الغاوين، إن كل المحاولات صعبة و ليست بالسهلة لكن لا شيئ مستحيل.
هناك من تصبح هذه الحياة في عقله كابوسا لا ينتهي فهو لا يؤمن بشيئ و لا يعتقد في أي شيئ و لذلك فلا بد لهذه الرحلة أن تكون له جحيما قبل أن يصل إلى الجحيم الآخر لأن حياته العبثية لا تستحق العيش فهي مجرد فراغ في فراغ و مع ذلك لا وجود لأي إيمان هكذا يعيش بعضهم حياةً حيوانية هي أبعد ما يكون للحياة الإنسانية فأين العقل من كل هذا ؟ إن صاحب هذا العقل يعتقد دائما نفسه أنه على حق و أنه من أهل المعرفة و أن البقية ليسو سوى مجرد متخلفين عن ركب الحضارة التي يعبدها و يسجد لها من دون الله لذلك فهو في أغلب الأوقات تجده عاكفا على عبادة صنمه و أي صنم هذا إنه صنمه الذي سوف يغوي به في الهاوية حينها لا ينفع أي ندم لكن الجميل أن هذا الصنف من العقول لا يندم أبدا في رحلته القصيرة لأنه مغترٌّ دائما بكونه يسلك الدرب الصحيح و هكذا فعل الغرور بعقول كثيرة ظنت لوهلة أنها عقول تمثل محور الكون، ليس بالضرورة أن يأخذ الغرور الإنسان إلى الهاوية مثلما أخذ الفرعون لكن الضرورة هنا أن يفقه الإنسان عبرة الفرعون فيسلك من خلالها الطريق المنجية.
إن العقل الأرجح أن يكون للإنسان في قلبه جزء بسيط من إيمان مهما كانت سيئات ذاك الإنسان لأن ذلك الجزء البسيط من الإيمان سوف يكون بمثابة المضاد الحيوي ضد أمراض كثيرة تعصف بحياة و رحلة الإنسان في هذه الحياة إنها أمراض قد تكون قاتلة ليس للجسد فحسب بل إنها قاتلة للروح و العقل و القلب لهذا هناك من يعيش في هذه الحياة الدنيا من دونهم لتصبح حياته أقرب بكثير إلى الحياة الحيوانية.
إن كل إنسان يخطئ و يصيب و الذي خلقنا قد خلقنا لهدف فيه حكمة، إنها حكمة الخلق فكم من أحد دفناه تحت التراب و كم من أحد ودعنها إلى الأبد إنها رحلة بالية لكن لا يمكن خوضها من دون إيمان لكأن قد بحث بعضهم عن الإيمان فلم يجده و لكأن قد بحث بعضهم الآخر عن الإيمان فوجده قد تاه في سوق الحضارة أما الآن فإن الإيمان أصبح نادر الوجود بل يكاد يكون معدوما في حين تزداد قبضة الشيطان على البشرية لتزداد معها صعوبة رحلة الحياة الدنيا.
نحن لا نحاول من كل هذا الهراء إلا أن نصف رحلة يمر بها أي إنسان و هي قضاءه و قدره في الحياة حيث لا يستطيع أحد الهروب من قدره، إنها مليئة بالأسئلة و الألغاز و الأسرار و التيه حيث يمكن لأحدهم أن يتيه حول سؤال واحد فيها مثل لماذا رحلة الحياة الدنيا قصيرة ؟ إنه سؤال من بين أسئلة عديدة لا تنتهي حول حياتنا التي تمضي مسرعة حتى أن الإنسان فيها يُخلقُ و كأنه لم يُخلقْ و يعيش فيها و كأنه لم يعيش لأنها حياة يحوم حولها الفناء فكل شيئ فيها يسير إلى الفناء و النهاية.
إن كل هذه البدايات و النهايات وسط هذا التيه لا تستوجب منا إلا إيمانا و عملا قد ينقذ هذا الإنسان و سط هذه الظلمات و العتمات فلا يمكن لعقول أو قلوب عشش فيها الشيطان أن تصمد كثيرا في هذه الرحلة لأنها أمكنة خاوية من أهم لبنات الحياة التي لا يفقهها أولياء الشيطان.
الإيمان، إنه الجزء الأهم في رحلة حياة، إنه كل شيئ و أي شيئ بعده سوف يكون سهلا للغاية و أي شيئ من دونه سوف يكون مستحيلا لأن الذين يعتقدون أنهم سوف يجدون أجوبة عن أسئلتهم المتناثرة هنا و هناك هم مخطئين لأنه ما من أجوبة من دون يقين و الآن لا يوجد سوى الشك و التيه و الحيرة و القلق و كيف لا يقلق أمثال هؤلاء من جراء عقولهم و قلوبهم الخاوية على عروشها و المليئة بالغرور و التكبر عن أي إيمان.
إكتشف العالم يسعى إلى المعلومة المفيدة و البسيطة التي يحاول الجميع إيجادها و مهما كانت المعلومة غريبة أوعجيبة سوف تجدها في عالم الإكتشاف بسيطة و سهلة , إكتشف حولك هو إكتشاف العالم الذي نعيش فيه و لا زلنا لم نكتشف منه حتى قطرة من محيط . الكاتب محمد علي [ عالم الإكتشاف ]
- مقالات متصلة :
- الهدف من خلق الإنسان وعمارة الارض
- السعادة مفردة سهلة و لكنها صعبة المنال !
- إنسان يبحث عن حياة ؟