الرئيسية » » عظماء التاريخ في العالم

عظماء التاريخ في العالم

عظماء التاريخ في العالم : نبي الإسلام محمد صلى الله عليه و سلم




حين كان الأعراب أو العرب قديما و تحديدا قبل ما يزيد عن ألف و أربعمائة سنة غارقون في ظلام حالك من عبادة الأصنام و الأوثان و فعل كل شيئ يخطر على البال حيث لم يكن شيئ محرم حينها كان العرب يعيشون في جاهلية لا قرار لها كانو يعيشون في ظلام دامس من الجهل الكبير، كانو يعبدون حينها عددا من الأصنام التي كانو يعتبرونها آلهة بعدد أيام السنة. 
تواصلت فترة الجاهلية عند العرب إلى أن ولد طفل صغير في مكة يسمى "محمد" لأب و أم من قبيلة قريش و هي القبيلة الأشرف في قبائل العرب حينها حيث كان أبوه عبد الله بن عبد المطلب و أمه آمنة بنت وهب لينجبا بعدها ذلك الطفل "محمد" الذي سوف يصبح محل إهتمام قبيلته قريش و العرب و العالم و في النهاية محل إهتمام التاريخ بأكمله ليصبح أعظم عظماء الإنسانية.



عظماء التاريخ في العالم



ولد محمد و عاش مثل أي طفل آخر حيث لم تظهر عليه علامات النبوة بعد و عاش مثل أي شاب آخر حياة عادية و رغم جهل العرب حينها الكبير إلا أن اليهود و علماءهم كانو يعلمون بظهور نبي خاتم في تلك الفترة من الزمن، إشتغل محمد في فترة شبابه في رعي الأغنام و كان ذلك عند عمه أبو طالب و قد كانت مهنة رعي الأغنام مهنة البسطاء و الأنبياء على مر التاريخ.

كان محمد عند كهولته تاجرا بمكة حتى أن أهل مكة كانو يلقبونه بالأمين و ذلك لأمانته في التجارة و صدقه أما فيما يخص عبادة الآلهة و الأصنام و الأوثان التي كانت تملأ مكة فهو لم يكن له أي صلة بها أو إعتقاد أو تعبد بها كما أنه لم يكن يؤمن بها أبدا...أبدا. كان اليهود في مكة يعلمون جيدا أن الله سوف يخرج للبشرية في آخر الزمان نبيا أميا و كان ذلك من خلال كتبهم، ظهرت على محمد و له علامات كثيرة قبل بدء نزول الوحي و قد كانت تلك علامات ما قبل النبوة.
لما بلغ محمد عقده الرابع كانت علامات و إشارات ما قبل النبوة تشارف على نهايتها و سوف يدخل بعدها هذا الرجل الأمين كما كان يلقبه العرب في مرحلة النبوة ليغير من خلالها مجرى تاريخ العرب في الجاهلية خاصة و مسار تاريخ البشرية عامة.


كان محمد قبل النبوة إنسانا مفكرا و متدبرا في مسألة الخلق رغم أميته فقد كان من عادته أن يخلو بنفسه ليتأمل و يتفكر في عظمة الكون و من الذي يقف خلف تلك العظمة، كان محمد يصعد إلى جبل النور في مكة ليعبد الله الذي كان يؤمن به و قد كان ذلك قبل نزول الوحي عليه
في غار حراء الذي يعد أحد أهم معالم الديانة الإسلامية حيث اليوم يتوافد على ذلك الغار في مكة مسلمون من كل أصقاع العام لإكتشاف أول مكان نزل على محمد فيه الوحي.
كانت أول ليلة للنبوة على محمد ليلة عظيمة و مشهودة تلك الليلة التي غيرت تاريخ العرب و الإنسانية من الظلام و الجاهلية إلى النور و الإيمان، إنه دين جديد أنزل وحيه على الأمين محمد و الذي سوف يصبح فيما بعد النبي الأمين و الذي سوف تحاربه كل قوى الجاهلية و الظلام في العالم، لما نزل على محمد أول الوحي كانت تلك علامة فارقة في حياة هذا الرجل و قد عاد في تلك الليلة إلى زوجته خديجة بنت خويلد في حالة يرثى لها من عظمة الأمر لقد كان شيئا معجزا و عظيما على محمد الأمين و الذي سوف يصبح الآن أمام أثقل أمانة على الإطلاق إنها أمانة النبوة.

بدأ دين محمد الجديد بالظهور من غار في جبل بمكة سوف يكون لهذا الدين نزال حتمي لا يتوقف و لن يتوقف أبدا مع باقي الأديان و المعتقدات في العالم و على مر التاريخ و هذا الصراع هو صراع و نزال منطقي بين دين الحق و أديان الباطل، إنه صراع بين الخير و الشر، النور و الظلام، عبادة الإله الواحد و عبدة الشيطان. لقي النبي محمد صلى الله عليه و سلم مصاعب و حربا لا تتوقف عادة ما يلاقيها الأنبياء من كل جهة من القريب و البعيد و من قبيلته و قومه وباقي الأعراب إلى يهود مكة و بقية ديانات العالم حينها، لقد حارب محمد كل العالم من أجل إرسال دعوته البينة و رسالته الحق فضحى بكل شيئ و كانت نفسه أرخص ما يكون من أجل هذا الدين العظيم ليصبح اليوم أمة فرطت بأسهل ما يكون في هذا الدين.
حارب و تصدى العالم لدين العرب الجديد بكل الطرق و الوسائل و الأفكار و الدسائس الشيطانية لكون هذا الدين يخالف بقية الأديان و المعتقدات الأخرى بقوة المنطق و رجاحة العقل و الحقيقة المطلقة التي لا تقبل الشك و الجدال لهذا فإن أفكار المكر بمحمد و دينه مازالت متواصلة منذ الظهور و حتى قيام الساعة، إنه صراع أزلي سرمدي لهذا الدين الخاتم. إستطاع محمد النبي التغلب بدعوته الحق و رسالته الواضحة على مكر أبناء جلدته أولا و أعداءه مجتمعين ثانيا و رغم فترات الضعف التي مرت بمحمد و دعوته خاصة في بداياتها في مكة إلا أن عظمة الأمانة لدى الصادق الأمين كانت مصيرية لدى هذا الإنسان أمام إصطفاء الخالق سبحانه و تعالى، إنها أمانة رسالة إلاهية لو حملها الجبل لخشع و تصدع من هول عظمتها لكن الخالق إصطفى لها أعظم عظماء الإنسانية ليكون مدرسة الحكمة الإلاهية و هبة الإله الإعجازية للعالمين على هذه الأرض.

إستطاع النبي محمد أن ينشر رسالته "الإسلام" في كل أصقاع العالم بقوة العقيدة و سبيل الرشاد و منطق الحكمة و حكمة المنطق، إنه اليوم في نظر المسلمين و العالم هو ليس ذاك النبي و الرسل المرسل فحسب بل هو أيضا في نظر الإنسانية هو ذاك العالم و الفيلسوف و القائد و الطبيب و المفكر و الملهم و الرجل الذي يعد أول عظماء التاريخ في العالم حيث شهد له الشرق و الغرب بذلك.
يقول النبي محمد صلى الله عليه و سلم إن مثَل ما بعَثني الله به من الهُدى والعلم كمثلِ الغيث الكثير أصاب أرضًا، فكان منها نقيَّةٌ قَبِلت الماء فأنبتَت الكلأ والعشبَ الكثيرَ، وكانت منها أجادب أمسكَت الماء، فنفَع اللهُ بها الناس فشربوا وسقَوا وزرَعوا، وأصابت منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تُمسِك ماءً ولا تُنبِت كلأً، فذلك مَثَل مَن فَقُه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعَلِم وعلَّم، ومَثَل من لم يرفع بذلك رأسًا ولم يقبَل هُدى الله الذي أُرسلت به.ّ

محمد صلى الله عليه و سلم لا ينتهي الحديث أبدا عن سيرته العطرة، إنه بلا شك ملهم البشرية و قدوة كل المسلمين و هو بدون شك أعظم عظماء التاريخ في هذا العالم.

- يقول المؤرخ الإنجليزي إدوارد جيبون وسيمون أوكلي من كتاب "تاريخ إمبراطورية الشرق" History of the Saracen Empire ، لندن 1870، صفحة 54 

"ليس إنتشار الدعوة الإسلامية هو ما يستحق الإنبهار و إنما إستمراريتها و ثباتها على مر العصور فما زال الإنطباع الرائع الذي حفره محمد في مكة و المدينة له نفس الروعة و القوة في نفوس الهنود و الأفارقة و الأتراك حديثي العهد بالقرآن رغم مرور إثني عشر قرنا من الزمان".

"لقد إستطاع المسلمون الصمود يدا واحدة في مواجهة فتنة الإيمان بالله رغم أنهم لم يعرفوه إلا من خلال العقل و المشاعر الإنسانية فقول ” أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ” هي ببساطة شهادة الإسلام و لم يتأثر إحساسهم بألوهية الله عز وجل بوجود أي من الأشياء المنظورة التي كانت تتخذ آلهة من دون الله . ولم يتجاوز شرف النبي وفضائله حدود الفضيلة المعروفة لدى البشر كما أن منهجه في الحياة جعل مظاهر امتنان الصحابة له لهدايته إياهم وإخراجهم من الظلمات إلى النور منحصرة في نطاق العقل و الدين".

- يقول المفكر الفرنسي لامارتين من كتاب " تاريخ تركيا "  Historie de la Turquie  ، باريس، 1854، الجزء الثاني، صفحة 276-277. 


إذا كانت الضوابط التي نقيس بها عبقرية الإنسان هي سمو الغاية و النتائج المذهلة لذلك رغم قلة الوسيلة فمن ذا الذي يجرؤ أن يقارن أيا من عظماء التاريخ الحديث بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم في عبقريته؟ فهؤلاء المشاهير قد صنعوا الأسلحة وسنوا القوانين وأقاموا الإمبراطوريات فلم يجنوا إلا أمجادا بالية لم تلبث أن تحطمت بين ظهرانَيْهم.

لكن هذا الرجل محمدا صلى الله عليه و سلم لم يقد الجيوش ويسن التشريعات و يقم الإمبراطوريات و يحكم الشعوب و يروض الحكام فقط و إنما قاد الملايين من الناس فيما كان يعد ثلث العالم حينئذ ليس هذا فقط بل إنه قضى على الأنصاب و الأزلام و الأديان و الأفكار و المعتقدات الباطلة. 
لقد صبر النبي و تجلد حتى نال النصر من الله و لقد كان طموح النبي صلى الله عليه و سلم موجها بالكلية إلى هدف واحد فلم يطمح إلى تكوين إمبراطورية أو ما إلى ذلك حتى صلاة النبي الدائمة و مناجاته لربه و وفاته صلى الله عليه و سلم و إنتصاره حتى بعد موته كل ذلك لا يدل على الغش و الخداع بل يدل على اليقين الصادق الذي أعطى النبي الطاقة و القوة لإرساء عقيدة ذات شقين الإيمان بوحدانية الله و الإيمان بمخالفته تعالى للحوادث.









إكتشف العالم يسعى إلى المعلومة المفيدة و البسيطة التي يحاول الجميع إيجادها و مهما كانت المعلومة غريبة أوعجيبة سوف تجدها في عالم الإكتشاف بسيطة و سهلة , إكتشف حولك هو إكتشاف العالم الذي نعيش فيه و لا زلنا لم نكتشف منه حتى قطرة من محيط .                                                                                                                                                                                                                                                               الكاتب محمد علي [ عالم الإكتشاف ]
 

copyright © 2020. كتابـــي - جميع الحقوق محفوظة