الرئيسية » , » إن كنت صالحا فلماذا هذه الذنوب !

إن كنت صالحا فلماذا هذه الذنوب !


يبدو الصلاح نادرا في هذا الزمان و لئن وجد فإنه من الصعب جدا المحافظة عليه إنه مبدأ لا يستطيع الحفاظ عليه إلا الرجال الصادقين مع أنفسهم و يخافون على أنفسهم في يوم يعتقدون أنه قادم رغم إعتقاد آخرين أن ذاك اليوم لا وجود له و هم مرتابون في قدوم ذلك اليوم من عدم قدومه .


إن الذنوب تكاد تعجز الإنسان و تجعله تائها حائرا و عاجزا و لئن كن هناك أغلبية ساحقة تعيش العبودية المقيتة و الأزلية عندما تقف أمام محكمة ذنوبها في نفس الوقت هناك ثلة قليلة قد فهمت معنى الخلق و إستوعبت عبرة الإستخلاف في الأرض و رسمت بذلك طريقها القويم و الذي لا لبس فيه ، إنه طريق الإيمان الواضح أتباعه من السعداء و أعداءه من الأشقياء و هكذا تختار الحكمة أتباعها و يختار الغرور أولياءه ليحيى من حيي على بينة و يشقى من شقي على بينة هكذا عودتنا سردية الزمان منذ البدء و سوف تبقى كذلك حتى النهاية .

إن كنت صالحا فلماذا هذه الذنوب !


يعيش الإنسان في حياته أنواع مختلفة الأوجه من العبوديات و التي قد تجعله مكبلا و أسيرا حتى نهاية المطاف لكن العبودية الأشد خطرا و الأصعب هي تلك العبودية التي يعيش فيها الجميع و لا يستطيع أحد التحرر منها إلا ما رحم ربي . إن هذا النوع من العبودية هو أن تسيطر الذنوب على الإنسان فيصبح عبدا مطيعا و ذليلا لها هكذا تسقط الأغلبية بسهولة في شراك العبودية و هكذا تكبل هؤلاؤ ذنوب لا تنتهي من كل إتجاه فيصبح الإنسان لا معنى له من حيث الإسم بل هو مجرد حيوان يعيش بصفة إنسان ليس له هم إلا إشباع رغباته و شهواته ليس أكثر .

إن الإنسان شبيه بفقاعة الهواء التي إذا لم تجد ما يملأها فأكيد أن الهواء سوف يملأها و هكذا هي حياة الإنسان لا بد من وجود شيئ نافع يملأ ذلك الفراغ المهيمن على الحياة ، لقد أصبح الصلاح أمرا نادر الوجود حيث يعم الفساد و هاهي الذنوب تملأ الآفاق فهي عن اليمين عن الشمال و من الخلف و من الأمام و ليس هناك من مفر إلى الهروب ، إنه الهروب إلى الجحيم .
إن الصادقين إستطاعو النجاة و التحرر من إستعباد سجن ذنوبهم لهم أما عباد النفس و الهوى فهم في سجنهم قابعون حائرون و هم محتارون لا يعلمون إلى سوف ينتهون أو إلى أي ردهة ترسلهم ذنوبهم التي هم لها طوال اليوم عاكفون .

لقد بحثنا عن الصلاح و سوف نتابع البحث عنه رغم ندرته هكذا هي الحياة هناك من يحاول و هناك من لا يستطيع المحاولة أبدا ، إن الصلاح هو أن تعيش في طاعة الله عز و جل لأنك في هذه الحياة ليس لك إلا خيارين إثنين لا ثالث لهما فإما أن تعيش حرا أو أن تموت عبدا في زمن العبيد . يبدو أن زمن العبيد هو المسيطر بدون شك لهذا فإن الإنسان لن يستطيع أبدا التحرر من سجن ذنوبه إلا من خلال إرادته هو و ليس إرادة بلدان اللاإرادة .


إن أعداء الصلاح كثيرون و هم لا يريدون إلا أن يبقى الجميع في زنزاناتهم المغلقة لأن هؤلاؤ هم الشياطين الآخرين الذين ساعدو شياطين الجن ليعيش الجميع عبيدا لذنوبهم من دون أي أمل في يوم التحرر ، تبدو هذه الذنوب مصطنعة و مبرمجة شأنها شأن تلك الأوطان الواهية لكن الشفاء لهذه الأجسام و هذه الأوطان ليس ببعيد ما دامت هناك إرادة و عزيمة و يقين لدى بعض النفوس التائقة للشفاء من هذه الأمراض .





  إكتشف العالم يسعى إلى المعلومة المفيدة و البسيطة التي يحاول الجميع إيجادها و مهما كانت المعلومة  غريبة أوعجيبة سوف تجدها في عالم الإكتشاف بسيطة و سهلة , إكتشف حولك هو إكتشاف العالم الذي  نعيش فيه و لا زلنا لم نكتشف منه حتى قطرة من محيط .                                                                                                                                                                                                                                                               الكاتب محمد علي [ عالم الإكتشاف ] 



 

copyright © 2020. كتابـــي - جميع الحقوق محفوظة