الرئيسية » » أحلام الدنيا

أحلام الدنيا

إن الذي يتأمل جيدا في هذه الحياة فلن يراها سوى مجرد حلم تائه وسط أمواج عاتيه من التيه الذي يعكس ما في العقل و القلب إنه بمثابة الحلم الذي كان يدور في عقله فكل حلم يعكس شخصية و يسرد رواية و يصف قصة ما حدثت في الماضي أو سوف تحدث في المستقبل ؟


أحلام الدنيا



يعيش الإنسان ليكتشف حلمه الذي لطالما راوده في المنام و شغل باله في الأوهام و هل سيكون ذلك الحلم في يوم من الأيام حقيقة على أرض الواقع أم سبقى حلما كُتب له أن يبقى سجين عقله الباطن، هناك أسئلة عديدة حول هذا الحلم أو أحلام أخرى لا يمكن للعقل لوحده أن يجيب عنها لكنه دوما ما يحاول في دأبه المستمر لتفسير ظاهرة أخرى غريبة و يلفها الغموض في أجزاءها و تفاصيلها .



قد لا تكون الأحلام لوحدها حلما بل الحياة مجتمعة هي ذلك الحلم الأكبر و الذي يضم جميع أنواع و أشكال الأحلام فهو حلم يعيشه الإنسان منذ البداية و حتى النهاية و هو ذاك الحلم الذي يعرفه كثيرون و الذي يبدأ بالحياة و ينتهي بالموت و لا وجود لأحلام أخرى تتجاوز حدود هاذين الحلمين. إن الحلم الذي يراه الإنسان هو كل يوم جديد يمر و ينقضي من دون رجعة حيث ينتهي منه جزء و تأتي أجزاء أخرى لتضيف إليه و لتكمله، إن كل إنسان في الحياة يسعى خلف حلمه و يركض في كل إتجاه و قد ينخدع و لا يكتشف أن حلمه ليس سوى مجرد زيف من نسج خياله و هو لا وجود له في عالم الحقيقة.


هناك فرق شاسع بين عالم الأحلام و عالم الحقيقة مثله مثل الفرق بين عالم الأحياء و عالم الأموات فكل عالم يسرد قصصه و أحداثه و كل حدث أو قصة تتأرجح بين الحلم و الحقيقة فكم رأى الإنسان من أحلام و كم إطّلع على رؤى إكتشف فيما بعد أنها تحدث له في الحقيقة و لهذا فإن حياتنا هي أيضا ليست سوى مجرد حلم يعيشه الإنسان في صورة رغبة أو قصة أو أمنية أو فكرة أو أمل أو حتى أيضا مأساة أو فاجعة قد تعصف في لحظة بكل شيئ بناه الإنسان على مر حياته.
الجميع يحلم و يرى كل أنواع الأحلام منها الجميل و منها السيئ منها الذي يبعث في الإنسان التفاؤل و منها الذي يبعث فيه التشاؤم و هكذا يمر كل شيئ و ينقضي من خلال الفرح أو الألم لا شيئ ثابت في الحياة فكل شيئ يتغير و يتبدل و هو يسير نحو التلاشي و الفناء، لذلك كان لا بد لأي حلم من بداية و نهاية منها السعيدة و منها المحزنة و كل هذه الأحلام هي في النهاية ليست سوى إنعكاس آخر لكل معاني و مفاهيم الحياة مجتمعة مع بعضها تسرد قصة أخرى من قصص هذا الإنسان في هذا العالم.


إن الحلم هو من دون شك وجه آخر من وجوه الذات الإنسانية التي تعيش في عالمها الخاص و ترى في أحلامها ما لا يراه آخرون حيث لكل واحد حلمه في هذا العالم و مهما كان الحلم واضحا أو مشوشا فإنه لا بد أن يعني شيئا ما أو فكرة أو هدفا أو أملا أو هاجسا أو خوفا أو أي شيئ يدور في عقل و قلب هذا الحالم الذي قد يكون وجد في حلمه ما لم يجده في واقعه أو قد يكون وجد في واقعه ما لم يراه في حلمه ؟

إن الحلم قد لا يعني أي شيئ للبعض في حين قد يعني كل شيئ للبعض الآخر فكم من أناس عاشو و ماتو و لم يحلمو يوما أو حتى خلال ساعة من نهار فذهبو من دون حلم و قد يكون خطأهم الأكبر هو أنهم لم يحلمو يوما و مهما كان هذا الحلم قصيرا فلا بد من أن يكون له مغزى و عبرة يتعلم منها الإنسان أن لكل بداية هناك نهاية و أن الإنسان لوحده هو من بإستطاعته رسم تلك النهاية نحو ما هو طيب أو نحو ما هو شرير فكل واحد يختار نهايته بنفسه و لا أحد يختارها له.


إن الأحلام مثلها مثل أي إنسان يوجد فيها الطيب كما يوجد فيها الشرير فالحلم السعيد هو قد يعكس مدى التعاسة التي يعيشها بعضهم في الحياة كما أن الكوابيس لا تعكس حياة سيئة يعيشها البعض الآخر لكن الإله و الشيطان قد ألقيا كلمتهما الفصل في هذا العالم فكانت الرؤية الصالحة من الخالق و الرؤية السيئة من مكائد الشيطان و التي لا تنتهي حول هذا الإنسان فكان حلم الحياة الأكبر هو صراع آخر بين الحق و الباطل يجري على أرض الواقع أو تدور حلبته في العقل الباطن لهذا الإنسان.









إكتشف العالم يسعى إلى المعلومة المفيدة و البسيطة التي يحاول الجميع إيجادها و مهما كانت المعلومة غريبة أوعجيبة سوف تجدها في عالم الإكتشاف بسيطة و سهلة , إكتشف حولك هو إكتشاف العالم الذي نعيش فيه و لا زلنا لم نكتشف منه حتى قطرة من محيط .                                                                                                                                                                                                                                                                الكاتب محمد علي [ عالم الإكتشاف ]  


- مقالات متصلة :

- كيف تعيش سعيدا   

- الطفولة أجمل مرحلة يعيشها الإنسان

- الذكريات الجميلة في حياة الإنسان

- كلمات مؤثرة عن الحياة

- تمر الأيام و تمضي السنين






 

copyright © 2020. كتابـــي - جميع الحقوق محفوظة