ألم تمل الجلوس في مكانك ؟


ألم تمل الجلوس في مكانك ؟




لقد قضينا أوقاتا كثيرة ليس لها عد أو حصر و نحن نقبع في نفس المكان و لعل المكان قد رفضنا و نحن لا نعلم أو نعلم أو نتظاهر بالجهل هكذا إختار كثير من الناس الجلوس في نفس المكان رغم أنهم قد يكونو مخطئين في أشياء و مصيبين في أشياء أخرى فالجميع هنا يخطئ و يصيب.







هكذا هي حياة الإنسان تبدو على كل حال و لكن المهم في كل هذا هو التعلم من الدروس في حين لا يحاول آخرون تعلم أي درس في هذه الحياة المملة و المتكررة في كل يوم.

إن الجلوس في نفس المكان قد يكون بمثابة نعمة يبحث عنها أشخاص و لا يجدونها لأنهم قد إختارو طريقا آخر يمكن أن يكون طريقا مأديا أو طريقا مقفلا و هكذا هي الحياة مليئة بالخيارات المتعددة و لعل القضاء و القدر الذي لا يلتفت إليه كثيرون قد سطر أفق حياة كثيرين.
هناك في هذه الحياة من ليس لديه خيارات كثيرة إلا أن يجلس في مكانه منتظرا الموت لعله يأتي و هو آت لا محالة ، إن هذا هو القدر المحتوم منذ البداية و لعل هذا الإنسان هو عاجز عن فعل أي حركة في أي إتجاه لأن تلك هي قدراته و طاقاته و التي لا يمكن لهذا الإنسان أن يتجاوزها بأي حال من الأحوال لأنه و رغم الملل و تلك الأيام المتكررة فلن يستطيع هؤلاء مبارحة أماكنهم رغم كرههم الشديد لتلك الأماكن.

لا تجد اليوم أحدا راض عن مكانه الذي يقبع فيه و كل يوم يمر تزداد علما و يقينا أن ذلك المكان قد يكون قبرا لك في المستقبل أو يمكن أن يكون منطلقا لبداية إكتشاف أمكنة أخرى إن كانت هناك إرادة ، إن الجلوس في نفس المكان هو ما يعيشه أغلب الناس عادة و بما أنهم هم أنفسهم من أرادو ذلك إما طوعا أم كرها.

هناك من يحاول البحث عن إيجاد طريقه ما تنقذه من ورطة الزمان الغادر و التي لا تستثني أحدا هؤلاء مبدأهم الأول و الأخير في هذه الحياة مقولة إذا بحثت فحتما سوف تجد طريقة ما ، هذه المقولة لا يعرفها كثيرون في حين يتمسك بها آخرون لا يرغبون في العيش مثل كثيرين رضو بحياة التكرار.
لطالما جلسنا في نفس المكان و قد يكون هذا رغبة أم رهبة لكن إذا حانت لحظة التحرك فلا بد من إستغلالها ، إنها تلك اللحظة الفارقة و التي إذا لم يتحرك فيها الإنسان فأكيد أنه سوف يخسر كثيرا فيما بعد.

إذا لم تتحرك في تلك اللحظة الفارقة فأكيد أن الزمن سوف يدوسك مثلما داس كثيرين من قبلك فأنت حين أتتك الفرصة لم ترحم نفسك فكيف سيرحمك هذ الزمان الغادر . إن الجلوس في المكان نفسه هو بمثابة حكم الإعدام الذي لا ينتظر سوى التنفيذ و إذا بقيت لا تحرك ساكنا تنتظر تنفيذ حكم الإعدام عليك فأنت بدون شك أغبى الأغبياء و ليست لديك الشجاعة الكافية حتى لتحرر نفسك و تنقذ حياتك التي لا تملك غيرها. 

الآن بدا الأمر واضحا أن هناك صنفان من الناس أما صنف فهو يرضى بالعجز و الوهن و الخنوع بأي مكان هو فيه إلى ما لا نهاية و لعل ذلك المكان هو جنته الموعودة حسب إعتقاده فهو لا يرغب و لن يرغب أبدا في الإبتعاد عن ذاك المكان لأن الخوف يكبله و هو الذي يخاف من الخوف و لعله قد أصاب في بعض الشيئ أما الصنف الآخر فهو الصنف الثائر و الناقم عن المكان و الزمان هؤلاء هم من يملكون شيئا من شجاعة في زمان الجبناء و رغم ظلم الواقع لهم إلا أنهم لم يأبهو أو يلتفتو له يوما.

هكذا إذا كره هؤلاء أماكنهم رغم جمالها و كرهو بقية الأماكن الظالمة للجميع لذلك هم يحاولون الخروج من تلك الأماكن دون عودة لأن العودة تعني لهم الموت و هم لا يبحثون إلا على الموت في أماكن أخرى على الأقل تلك الأماكن تجعلهم يموتو مثل الرجال و ليس مثل بقية بني الإنسان ، إن المحاولات قد تتضمن وقوعا و فشلا و تعبا و جهدا لكن المهم هو مواصلة السير رغم كل العقبات و العوائق التي لا يخلو منها طريق حيث الطريق صعبة و ليست مملوءة بالورود مثلما يعتقد بعض السذج البلهاء لأن كل طريق سهلة المنال هي ليست بطريق الرجال.













إكتشف العالم يسعى إلى المعلومة المفيدة و البسيطة التي يحاول الجميع إيجادها و مهما كانت المعلومة غريبة أوعجيبة سوف تجدها في عالم الإكتشاف بسيطة و سهلة , إكتشف حولك هو إكتشاف العالم الذي نعيش فيه و لا زلنا لم نكتشف منه حتى قطرة من محيط .                                                                                                                                                                                                                                                                الكاتب محمد علي [ عالم الإكتشاف ]  


- مقالات متصلة :

- كيف تعيش سعيدا   

- الطفولة أجمل مرحلة يعيشها الإنسان

- الذكريات الجميلة في حياة الإنسان

- كلمات مؤثرة عن الحياة

- تمر الأيام و تمضي السنين





 

copyright © 2020. كتابـــي - جميع الحقوق محفوظة