كيف تفهم نفسك
إن الجميع يحاول أن يفهم أشياءً و يحاول
أن يعي أشياءً أخرى تدور في نفسه و كيف يمكن للإنسان الضعيف أن يقف أمام متاهات
النفس و دهاليز الهوى ليصبح مثله مثل قشة في مهب الريح تقذف بها أينما شاءت و
أينما أرادت لذلك فهناك من يحاول فهم هذه النفس و هناك من يعجز عن القيام بأي
محاولة طيلة الحياة.
يوجد داخل نفس الإنسان متاهات و غياهب
تمثل عالما آخر من عوالم التيه داخل هذه الذات التي قد تكون هي أيضا تائهة منذ
البدء و هي في محاولة على مر التاريخ لإيجاد طريق وسط هذه المتاهة ألا و هي متاهةالنفس، إنها متاهة محيرة و مليئة بالألغاز و الطرق المتشعبة و الطرق المسدودة و
التي لا تأدي إلى أي زمان أو مكان و لكن قد تكون تلك طريق إختارها بعضهم بأنفسهم
في هذه الحياة الدنيا ؟
1- المتــــــــــــــــــــــــــــــــاهة
نحن فيها منذ النشأة الأولى و ندور فيها
و في حلقاتها المفرغة و لا أحد يستطيع أن يغير أو يبدل شيئا لأن القَدَرَ قد ألقى
كلمته الأولى و الأخيرة و لا أحد يمكنه الوقوف أمام القَدَرْ، إنه يسيّر كل شيئ و
يتحكم في باقي الأشياء حيث لا وجود للصدفة أو التلقائية فتلك نظريات خاطئة لا
تتماشى مع المنطق و العقل الذان لا يعترفان أبدا بالصدفة.
إن هذه المتاهة التي نحاول سرد دهاليزها
لم يكتبها الخيال أو تسردها الأحلام أو تصورها الأوهام إنما هي تلك المتاهة
الحقيقية التي يعيشها الإنسان في الواقع و تسرد وقائعها الحياة و التي تبدأ بالرحم
و تنتهي بالقبر و بينهما تبدأ متاهة الإنسان التي تحتوي على متاهاتٍ أخرى لا تنتهي
؟
يعيش الإنسان هذه الحياة وسط متاهة من
الطرق المتعددة و المختلفة و منذ البداية يقف أمامها حائرا محاولا أخذ نفس عميق
ليستطيع فيما بعد الغوص بعيدا بحثا عن طريق يكون موقنا أنها تلك الطريق التي كان
يبحث عنها وسط المجهول و داخل تلك الظلمة الموحشة، إنها بمثابة الرحلة التي تمثل
قَدَرَ الإنسان الذي لا مفر منه و الذي هو رحلته في الحياة إلى الموت وسط المتاهة
التي لا يمكنه إلا أن يخوض غمار دهاليزها القاسية و المذهلة و المحيرة و التي لا
ترحم و التي قد تكون أيضا قاتلة داخل متاهة الحياة و الموت. إن كل يوم يمر وسط
متاهة الحياة هو يوم يبحث فيه هذا الإنسان عن طريق اليقين و الذي قد يوصله لإيجاد
إجابات شافية عن أسئلة كثيرة شغلت المخيلة.
إن كل إنسان هو
يحاول في هذه المتاهة المذهلة و غرائبها المحيرة و أسرارها المخفية و عجائبها المثيرة
و قصصها المشوقة فك رموز معينة و عبارات مختلفة و طلاسم محيرة و ألغاز متجددة و كل
لحظة تمر داخل المتاهة تسرد قصة و تنثر رواية قد تكون تلك رواية من خضمّ الواقع أو
قد تكون رواية أخرى صنعها خيال واسع و تفكير شاسع وسط متاهة ما ؟
إن الحياة هي
أيضا قد تكون متاهة من المتاهات فطرقها هي أيضا متشعبة و مختلفة و ألغازها و
أسرارها هي أيضا لا تنتهي و لحظاتها هي أيضا متغيرة و الإنسان فيها هو أيضا يحاول
إيجاد طريق ما ؟
2- السبيـــــــــــــــــــل
إن لأي متاهة
لا بد من سبيل و لكنه يبقى سبيلا مجهولا وسط خيارات عديدة لسبل لا حصر لها و هذه
بدون شك هي الخيارات التي تقف أمام الإنسان و يقف هو أمامها و يختار إما سبيل
الخروج أم سبيل الهلاك، إن كل إنسان يحاول البحث عن ذاك السبيل الذي سوف يقوده
للخروج من تلك المتاهة التي لطالما إبتلعت كثيرين و دُفن فيها آخرين منهم من حاول
الخروج و منهم من إستسلم منذ البداية و لم يستطع المحاولة هكذا تفعل الإرادة فعلها
بين الناس.
لن يجد الإنسان سبيله في هذه المتاهة
إلا من خلال أشياء يجب أن تتوفر فيه و لا يمكنه أبدا أن يواصل البحث من دونها لذلك
لا بد له من الإرادة و عدم الإستسلام بسهولة أمام عقبات لا تنتهي و لا تنضب و
السقوط في هاته العقبات هو أمر حتمي لا بد منه لأي إنسان يسير على قدميه فضلا عن
كونه يسير داخل متاهة و يحاول إيجاد طريق الخروج و النهوض و الوقوف من جديد و
مواصلة المسير هي سمات الباحث بجد و بعزم عن تلك الإجابات الشافية و المقنعة لتلك
الأسئلة التي لطالما دارت و جالت في متاهة العقل و سراديبه المفقودة.
إكتشف العالم يسعى إلى المعلومة المفيدة و البسيطة التي يحاول الجميع إيجادها و مهما كانت المعلومة غريبة أوعجيبة سوف تجدها في عالم الإكتشاف بسيطة و سهلة , إكتشف حولك هو إكتشاف العالم الذي نعيش فيه و لا زلنا لم نكتشف منه حتى قطرة من محيط . الكاتب محمد علي [ عالم الإكتشاف ]
- مقالات متصلة :
- كيف تعيش سعيدا
- الطفولة أجمل مرحلة يعيشها الإنسان
- الذكريات الجميلة في حياة الإنسان
- كلمات مؤثرة عن الحياة