الحياة بعد الموت البرزخ



نحن نعيش في الحياة و لا ندري في أي لحظة ينقض علينا ملك الموت و يقبض هذه الروح و يأخذها إلى حياة البرزخ أو عالم البرزخ الذي لا نعرف أشياءً كثيرة عنه إنه العالم الفاصل بين الحياة و الموت و لا أحد يعرف ما الذي يجري فيه إلا الخالق عز و جل !



الحياة بعد الموت البرزخ



الحياة الدنيا ؟


لقد وجدنا أنفسنا مخلوقين فيها و كنا قبل مرحلة الوعي لا ندري لماذا نحن هنا أو ماهية خلقنا في هذه الحياة الدنيا لكن القرآن ذلك الكتاب المعجز حل لنا رموز الأحجية و ألغازها المتناثرة هنا و هناك فأصبحت الحقيقة واضحة وضوح الشمس في كبد السماء فكل قطع الأحجية الكونية كان القرآن قد جمعها بين صفحاته فلم يبقى شيئ للإنكار و ما على الإنسان سوى التدبر و الإعتبار.

إن حقيقة الحياة الدنيا التي نعيش فيها هو أنها لم تكن إلا مجرد توطئة للحياة الآخرة و ما هي إلا مجرد إمتحان مليئ بالإختبارات ليختبر الله عز و جل هذا الإنسان و قدرته على أن يكون إنسانا صالحا أم لا.

إن العبرة من هذا الخلق هي الإمتحان و الإبتلاء و إنها عوالم متعددة خلقها الله سبحانه و منها عالم البرزخ ذلك الحاجز بين الحياة الدنيا و الحياة الآخرة و إن الحياة الدنيا هي حياة الروح في هذه الحياة أما حياة البرزخ فهي فترة سبات لهذه الروح، إنها تنتظر يوم البعث و النشور.


إن الجميع يعلم كم هي هذه الحياة الدنيا قصيرة و هي تنقضي مثل حلم اليقظة مسرعة و كلمح البصر ينقض على إبن آدم ملك الموت ليقبض روحه على عجل لتجد هذه الروح نفسها في عالم جديد ألا و هو عالم البرزخ، إنه عالم مجهول و ليس هناك أشياء كثيرة معلومة حول هذا العالم الذي تنام فيه الروح إلى حين البعث.



حياة البرزخ !


إنها حياة أخرى على ما يبدو لتلك الروح حيث لا وجود للجسد لا أحد يعلم ما هي تلك الحياة بالضبط إلا من خلال الإسم يطلق عليها حياة البرزخ إنها المكان الفاصل أو الحاجز بين حياة الروح في الدنيا و حياة الروح في الآخرة لا أحد يعلم هذا العالم بالضبط إنه مثل الثقب الأسود الذي لا أحد يعلم ما يخفيه بالضبط وراء ظلمته اللامتناهية. لقد قرب لنا خالق الكون هذه المسألة قليلا فبات معلوما لدى الجميع فكرة و لو بسيطة عن عالم البرزخ و هو برزخ الحياة الدنيا. 


إن البرزخ الذي نقصده هنا هو ذلك الحاجز الذي نراه رأي عين في المحيط و البحر و النهر و الذي هو عبارة عن ذلك الحاجز أو الفاصل بين المياه العذبة و المياه المالحة حتى أن المياهين لا تختلطان فيما بينها و لا يبغي أحدهما على الآخر مثلما ذكر ذلك الله عز و جل في كتابه المعجز. يقول سبحانه في الآية "بينهما برزخ لا يبغيان" لقد وضع الله سبحانه و تعالى هذه الآية و لم يخلقها عبثا إنما هي تذكرة و عبرة أخرى لأولي الأبصار و العقول المدركة، إن برزخ الماء في الحياة الدنيا هو مثال و آية متشابهة عن برزخ الآخرة و الذي هو أيضا يمثل ذلك الحاجز الذي يحجز الروح ما بين بعد الحياة الدنيا و بعد الحياة الآخرة.

بعد موت الإنسان و خروج الروح من الجسد تبقى الروح في عالم البرزخ إلى الأجل الذي لا يعلمه إلا الله سبحانه حيث يفسر بعضهم و الله أعلم أن البرزخ هو شبيه لخلايا النحل حيث تخلد كل روح إلى مسكنها الجديد في العالم الجديد و المؤقت لأجل مسمى لا يعلمه إلا الله.


الحياة بعد الموت


لا أحد يعلم بالضبط كيف ستكون تلك الحياة بعد الموت، إنها أفكار حول تلك العوالم لا يستطيع عقل إنسان تخيلها أو حتى تصورها لأن عقل الإنسان البشري في هذا العالم غير مؤهل لذلك و لديه حدود في التفكير مرسومة و موضوعة منذ النشأة الأولى لا يستطيع تجاوزها إنها حدود العقل البشري.

إن عوالم أخرى في أبعاد أخرى أسرت مخيلة هذا الإنسان الضعيف وجعلته في بعض الأحيان ينكر وجودها و لا يعتقد فيها لكن أهل الإيمان و أصحاب العقول المؤمنة كان لهم رأي آخر و هو أن الذي خلق ذلك الحاجز الطبيعي بين المياه العذبة و المياه المالحة ألا و هو البرزخ لهو أيضا قادر على خلق تلك العوالم الآخرة و التي ذكرها لنا في كتابه العظيم.






إكتشف العالم يسعى إلى المعلومة المفيدة و البسيطة التي يحاول الجميع إيجادها و مهما كانت المعلومة غريبة أوعجيبة سوف تجدها في عالم الإكتشاف بسيطة و سهلة , إكتشف حولك هو إكتشاف العالم الذي نعيش فيه و لا زلنا لم نكتشف منه حتى قطرة من محيط .                                                                                                                                                                                                                                                               الكاتب محمد علي [ عالم الإكتشاف ] 


- مقالات متصلة :


- الهدف من خلق الإنسان وعمارة الارض

- السعادة مفردة سهلة و لكنها صعبة المنال !

- تمر الأيام و تمضي السنين   

- كيف تكون رجلا 





 

copyright © 2020. كتابـــي - جميع الحقوق محفوظة