السعادة مفردة سهلة و لكنها صعبة المنال !

كلما بحثت عن السعادة لم أجد لها أي مكان أو أي زمان فأين أبحث عنها و إذا سألت أي أحد في أي مكان أو زمان لم أجد منه أي إجابة ، فأين يمكن إيجاد السعادة تلك الكلمة الفضفاضة و الجذابة ، إن الجميع قد يصدقك القول و لا ينافقك أبدا إذا سألت أو إستفسرت عن هذا الموضوع ، إن الجميع هنا قد إكتشف الحقيقة المرة و لا يمكنه هنا أن يكذب أو ينافق مثل النفاق في باقي المفردات التي يكذب و يخادع فيها كثيرون و يراوغون حولها.


السعادة مفردة سهلة و لكنها صعبة المنال !


إن الجميع يعلم الآن أنه لا وجود لمعنى السعادة إلا في قصص الوهم و الخرافة التي لطالما قرأنا عنها كثيرا في الأساطير و قصص ألف ليلة و ليلة ، إن أي إنسان من الواضح أنه قد بحث أو حاول في وقت ما إيجاد مفردة السعادة في أي مكان فخاب في النهاية كل مسعاه هباءً منثورًا ، إنك إذا بحثت في أي مكان بين آمال و تطلعات الإنسان و التي لا يبدو لها نهاية في هذه الحياة و إذا بحثت عن السعادة بين أفكار العقول إما الواعية أو اللاواعية فإنك بالتأكيد لن تجد لها أثرا.



لقد حاول قبلك كثيرون لإيجاد معنى السعادة و لقد بحثو في أماكن لم يبحث فيها أغلب الناس لكن من دون فائدة ، إن السعادة هي تلك الكلمة البراقة و التي ينبني عليها أمل الكثيرين في هذه الحياة في حين أنها تبدو وهما و زيفا لا أكثر.

إن السعادة يبدو أنه على أرض الواقع لا وجود لها ف أي مكان و ليس لها أثر في أي زمان و من قال لك يوما أنه قد وجد معنى السعادة في مكان ما على هذه الأرض فتأكد أن ذلك الإنسان يغشك و يكذب عليك و يبيع لك شيئا يسمى الوهم هكذا يبيع كثيرون من الأناس هذه البضاعة الرائجة في زماننا هذا و التي يحاول آخرون شراءها بأي ثمن كان، يبدو أن السعادة لا يمكن أن نجدها أبدا في هذا الحيز الزماني و المكاني الذي نعيش في اليوم إنما يمكن إيجادها فعلا في عوالم أخرى و حيز آخر من الزمان و المكان بعيد كل البعد عما نحن نعيش فيه الآن.

رغم كل هذا لا يمكن القول أن السعادة معدومة و ليس لها أي وجود في عالمنا الذي نعيش فيه اليوم فقد يشعر الإنسان للحظات عابرة من الزمن المسرع بشيئ من السعادة و هي تمر خاطفة و حثيثة الخطى أمام أعينه الحالمة بإستمرار تلك اللحظات الأجمل و الأكثر متعة في هذه الحياة لكن رغم ذلك فهناك أناس سيئون يملأون هذه الحياة يخادعون و يحاولون إيهام الذين حولهم أنهم يعيشون في قمة السعادة لكن أسرار القلوب تبدو مجهولة عن الآخرين إلا لأصحابها ، إن الذين لا ينظرون إلا لظاهر الأمور و هم غافلون عن بواطن الأشياء هم بلا شك لا يستطيعون التمييز أو التفريق بين الواقع و الخيال الذي هم يعيشون فيه.

إن السعادة في هذه الحياة لا يمكن أن توجد بحياة فارهة أو رغد عيش أو أموال طائلة أو جنة زائفة من جنان الدنيا كل هذه الأشياء و المسميات لا تجلب للإنسان أي معاني السعادة ، إن المسألة أعمق بكثير مما يفكر فيه كثير من السذج و الحمقى حول مفهوم السعادة فالمسألة أعمق بكثير من كون الغنى و الفقر هما من يتحكمان في سعادة المرء أو شقاءه لذلك تجد كثيرا من أصحاب الثروات الضخمة و الطائلة لم يذوقو طعم السعادة في حياتهم. 


إن معنى السعادة لا يمكن إيجادها بأي حال من الأحوال من خلال المال مثلما يظن بعض المفتونين بماديات الحياة رغم أن المال بمقدوره أن يجعل الإنسان شيئا ما في وضعية جيدة مقارنة بإنعدامه لأن إنعدام المال هو بالضرورة معناه الفقر و الفقر لطالما كان سبب بؤس و حزن كثيرين في هذه الحياة الدنيا.

إن السعادة لم تكن يوما من الأيام من الأشياء التي قد تمتلكها بين يديك و لكنها أقرب لأشياء أخرى تدور في نفسك و عقلك و خاطرك لذلك يجب عليك أن لا تحلم أبدا أنه من أشياء مادية بإستطاعتك أن تجد تلك السعادة التي لطالما كنت تبحث عنها تلك هي مخيلات الذين لا يفقهون حديثا و الذين يظنون أو ظنو لوهلة أن السعادة يمكن إيجادها من خلال شيئ مادي أو ظاهري من هذه الحياة

إن الذي بات معلوما لدى الجميع هو أن السعادة لا يمكن أن تكون في عالمنا هذا و الدليل على ذلك هو أن الأسئلة حول مفهوم السعادة لا يوجد حولها أجوبة وافية و شافية و ضافية لذلك فإن مكان الإجابة حول هذه الكلمة مازال شاغرا و سوف يبقى كذلك إلى أجل غير مسمى . إن لأصل الكلمة أبعاد أخرى هي نفسها تلك التي قرأناها و فهمناها في مفهوم الرسالة و مضمون المقالة فلقد قرأنا في علم اليقين أن للإنسان عالم آخر سوف يعيشه و ذلك بعد مروره بعوالم أخرى مثل عالم البرزخ ولعل كلمة السعادة يقصد بها عالم آخر سوف يعيشه الإنسان بعد الموت لن تسود فيه إلا السعادة، إنه عالم الآخرة و لقد كشف لنا علم اليقين أن للحياة سعادة و للسعادة حياة لكنها بلا ريب ليست في هذه الحياة الدنيا بل هي بلا شك في تلك الحياة الآخرة التي وعدنا الله بها عز و جل لأن ذاك العالم مغاير لما يفوق حدود العقل في هذا العالم.



إن تلك الحياة الآخرة لمن لا يؤمن بها هي بلا ريب حياة لا يوجد فيها إلا السعادة الأبدية، لا يمكن للجنس البشري أو لعقولنا الضعيفة اليوم التفكير حتى أو تصور ذلك العالم و كيف ستكون الحياة فيه لأننا و ببساطة شديدة نحن اليوم لسنا مخلوقين و مؤهلين لتجاوز حدود تفكير كان الخالق قد وضعها لنا آنفا ، إن كل شخص يصف السعادة حسب ما يراه هو حيث يظهر و يوهم من حوله أنه قد إكتشف لها طريقا و أنه قد وجد الإجابة عن السؤال اللغز و المحير ؟








إكتشف العالم يسعى إلى المعلومة المفيدة و البسيطة التي يحاول الجميع إيجادها و مهما كانت المعلومة غريبة أوعجيبة سوف تجدها في عالم الإكتشاف بسيطة و سهلة , إكتشف حولك هو إكتشاف العالم الذي نعيش فيه و لا زلنا لم نكتشف منه حتى قطرة من محيط .                                                                                                                                                                                                                                                                الكاتب محمد علي [ عالم الإكتشاف ]  


- مقالات متصلة :

- كيف تعيش سعيدا   

- الطفولة أجمل مرحلة يعيشها الإنسان

- الذكريات الجميلة في حياة الإنسان

- كلمات مؤثرة عن الحياة

- تمر الأيام و تمضي السنين






 

copyright © 2020. كتابـــي - جميع الحقوق محفوظة