الرئيسية » » كيف تعالج الاكتئاب والحزن

كيف تعالج الاكتئاب والحزن

أصبحت الحياة مليئة بالأمراض و أصبح الإنسان حائرا و تائها في أي لأمراض مثل مرض الذي إنتشر حديثا مثل النار في الهشيم، إنه مرض الإكتئاب و هو مرض العصر و داء القرن من دون شك هكذا أفرزت الحضارة سمومها و ظهر هذا المرض الذي يسيطر على العقول و يرسم أمام الإنسان طريقا واحدا إنه طريق اليأس!



كيف تعالج الاكتئاب والحزن



الإكتئاب اليوم هو مرض منتشر بين مثله مثل أي مرض آخر وجد في جسم الإنسان الجسم المضيف الأمثل و الذي يعشش فيه هذا المرض في صمت من دون أي أعراض واضحة أو ظاهرة ، إنه مرض من الأمراض النفسية التي إحتار أمامها الإنسان و عجز أمامها اللسان و مازال الإنسان الضعيف العاجز يبحث فيها عن البيان. يعود مرض الإكتئاب كذلك إلى نوعية الحياة الحاضرة التي يعيشها إنسان اليوم و التي دفعته إليه الحضارة لعيشها إما طوعا أو كرها و لعله في أغلب الأحيان قد كان مكرها على فعل ذلك.




1- الإكتئاب مرض العصر


إن هذا المرض اليوم أصبح بالفعل مرض لا يمكن السيطرة عليه بأي طريقة كانت إنه مثل المخلفات النووية للحضارة الإنسانية إنه داء قاتل لا يسيطر على الجسم بالدرجة الأولى و لكنه يسيطر على ماهو أهم، إنه يسيطر على العقول فلا يترك لها مجالا يذكر و يكتم أنفاس هذا العقل واحدا تلو الآخر هكذا يكتم في النهاية مرض الإكتئاب أنفاس الإنسان كلها. لا أحد يستطيع مقاومة هذا المرض إلا من خلال تفكيره و أفكاره حيث لا أحد يقدم له أفكارا، إنها أفكار كثيرة تحوم حول هذا الإنسان لتلقي به تارة في الأمل و تارة في الإكتئاب لكن يبدو أن حياة اليوم تجعل الجميع يقع في ما يسمى بالإكتئاب.
يعاني اليم كثيرون من هذا المرض حول العالم، إنه مرض العصر بلا منازع حيث يقع الجميع في هذه الحالة النفسية القاسية و المدمرة في شدة تدميرها و تأثيرها على نظرة الإنسان للحياة. إن طريقة الحياة اليوم هي بلا شك من الأسباب الأولى لإنتشار هذا المرض المتسبب الأول للإنتحار في هذا العالم.


2- الإنسان و مرض الإكتئاب


يقف الإنسان عاجزا أمام هذا المرض و ينضاف هذا إلى عجزه الذي لا يتوقف فهو إنسان ميت و ليس له في هذه الحياة إلا أن يقدم الخير لنفسه أولا و للآخرين حتى يستطيع النجاة لاحقا. لا يستثني مرض الإكتئاب أحدا في هذا العالم لأنه مرض يسيطر على العقول و يملي عليها التصرفات فيما بعد لهذا فإن الإنسان يقف عاجزا أمام شدة تأثير هذا المرض لأنه في هذه الحياة و منذ البدء ليست لديه أي قوة و لا حول على توجيه الدفة، إنها دفة الحياة الغير المتوازنة و المليئة بالتناقضات المحيرة و العجيبة حيرة الإنسان أمام هذا المرض المحير. إن الإنسان في تقلب مستمر بين أمراض نفسية عديدة و لكن مرض الإكتئاب أو مرض العصر أصبح بالفعل ملك هذه الأمراض و المسيطر على هذه العقول.
أصبحت العقول تافهة و القلوب فارغة و حينها تمكن هذا المرض من هذا الإنسان الذي لا يملك رؤية واضحة تجاه نفسه و حياته و إعتقاده و حتى موته.


3- لماذا يقع الإنسان في الإكتئاب ؟


إن هموم الحياة بمختلف أنوعها و مشاكلها تبقى من الأسباب التي تجعل هذا الإنسان يقع بسهولة في مثل هذا النوع من الأمراض النفسية لكن رغم ذلك فإن هناك أسباب أخرى عديدة تدفع الإنسان للوقوع في حالة مدمرة من الإكتئاب و من ذلك هو تكرار الحياه و نسقها الذي يعاد و يتكرر في كل يوم، إنها حياة تعاد و تتكرر و تجعل هذا العقل البسيط في ذهول و سأم مع ملل و تشاؤم تحفز هذا الإنسان إلى إحتقار نفسه أولا و إحتقار كل الحياة ثانيا و هكذا تبدأ مشاكل الإكتئاب في الظهور.
تبدو الحضارة المدنية أحد مسببات حالة الإكتئاب حيث لم يعد الإنسان يرى أي طبيعة حوله و هو لا يرى سوى جدرانا تخفي وراء ما تخفي من أسرار، لقد أصبحت حياة المدن سجونا ضخمة تجعل كثيرين يشعرون بكل معاني الإكتئاب. هناك أشياء أخرى كثيرة تدفع بهذا الإنسان إلى حالات من الإكتئاب فحياة الإنسان الفارغة من أي عقيدة أو إيمان تجعل بلا ريب أي إنسان داخل دوامة لا تنتهي من الفراغ الديني تجعل منه إنسانا أجوف في حياة يعتبرها جوفاء أصلا، إنها حياة من دون أي هدف و من دون أي إعتقاد في شيئ لذلك ليس هناك مبرر لآن يعيشها الإنسان.





 4- هل الإكتئاب عقدة من دون حل


أصبحت هذه الحالة النفسية تشكل هاجسا قاتلا لدى البعض حيث أن الذين يقعون فريسة الإكتئاب هم اليوم أكثر من مصابين آخرين بعديد الأمراض الأخرى، إنها مسألة وقت فحسب ليسيطر الإكتئاب على عقلك و نفسك فتصبح بذلك عبدا ذليلا ليس لله عز و جل و لكن لأشياء عديدة أخرى هي ألد أعداء الإنسان من بينها الشيطان و النفس و الهوى و الشهوة و في الأخير أو الآخر اليأس. إن الإكتئاب قد يكون لأصحاب النفوس الضعيفة عقدة من دون حل حيث ليس لدى هؤلاء أي قوة أو يقين أو إيمان على مواجهة المشاكل و مهما كانت المشكلة سهلة أو صعبة فهم دوما ما يسارعون إلى الفرار من المواجهة لأن عزائمهم ضعيفة و هكذا صارت عزائم الناس.
إن بعد الناس عن الإله و إنشغال الجميع بأوهام الزمان الواهية و مشاغلها الزائلة و لذاتها العابرة و نشوتها الخادعة جعل من أمراض جديدة لم تكن موجودة توجد مثلما أوجد الإنسان أشياءً لم تكن موجودة لكن لم يمكن لأي داء أن لا يوجد له دواء كما لا توجد عقدة من دون حل و لكن الحل بكل تأكيد ينبع من عقل هذا الإنسان فالإرادة في هذه الحياة هي أصل الحياة و الإيمان بالله في القول و العمل هو تذكرة لا بد من وجودها و إلا فإن الحياة حتى لو كانت سهلة فسوف تبدو مستحيلة هكذا يبدو الأمر لدى كثيرين في عالم الأرقام. إن هذا العالم مليئ بالأرقام و نحن أيضا مجرد أرقام في هذه الحياة لكن المهم في كل هذه الأرقام أن يحاول الإنسان أن يكون رقما موجبا و أن لا يكون أي رقم سالب.


5- الإيمان و الإكتئاب


رغم ضعف النفس في بعض الأحيان و إتباع الإنسان لشهوات الحياة الغاوية فإن ملجأ هذا العبد و المخلوق الضعيف هي صلته مع الإله الخالق حتى يستطيع التصدي لمشاكل الحياة المعقدة و أزماتها الشديدة و أمراضها المختلفة و منها هذه الحالة النفسية التي يطلق عليها الإكتئاب، لا يمكن لأي إنسان أن يعيش من دون إيمان و ينجو في نفس الوقت من الإكتئاب إنه أمر مستحيل. إن حياة المؤمن دوما ما تجدها خالية من مثل هذه الحالات الجديدة التي يسيطر عليها اليأس و التفكير في الإنتحار. إن المؤمن الحقيقي في هذا العالم المليئ بالفتن لا يمكن أن يفكر في شيئ إسمه إنتحار و لو للحظة لأنه ببساطة يعلم سبب خلقه و معنى وجوده على هذه الأرض.

إن الإيمان هو العلاج الفعال لمرض الإكتئاب فهو يعطي للحياة معنى و هو أيضا غذاء هذه الروح المسكينة التي لم تجد للحياة أي طعم أو معنى و لأجل ذلك فهاهو هذا الإنسان يتخبط في أمراض نفسية ليس بمقدوره التصدي لها أو إيجاد تلك الحلول التي سعى من أجل إيجادها. إن الإيمان بالله سبحانه و قضاءه لك في هذه الحياة الدنيا و قدره عليك فيما قد كتبه لك لهو المصدر الأول و الينبوع الذي لا ينضب و الذي يبعث فيك و في كل لحظة و حين تلك الروح المتجددة و المتطهرة من الذنوب الكثيرة التي يعكف عليها الإنسان صباح مساء و تهوي به في كل يوم إلى الهاوية.











إكتشف العالم يسعى إلى المعلومة المفيدة و البسيطة التي يحاول الجميع إيجادها و مهما كانت المعلومة غريبة أوعجيبة سوف تجدها في عالم الإكتشاف بسيطة و سهلة , إكتشف حولك هو إكتشاف العالم الذي نعيش فيه و لا زلنا لم نكتشف منه حتى قطرة من محيط .                                                                                                                                                                                                                                                               الكاتب محمد علي [ عالم الإكتشاف ] 



 

copyright © 2020. كتابـــي - جميع الحقوق محفوظة