يمر الإنسان في حياته المليئة بالمفاجآت بأوقات سعيدة و أخرى عصيبة و هكذا يسير إلى أن يصل إلى مآله المحتوم ألا و هو الموت الذي يتحاشى ذكره كثير من الناس . إن حياتنا مليئة بأحزان قد تتجاوز كثيرا فترات السعادة التي نعيشها لكن الجميع يتفق على قصر هذه الحياة الدنيا التي نعيش فيها .
لا تمر فترة من فترات هذه الحياة إلا و يفقد أحدنا شخصا عزيزا عليه أو إنسانا لطالما قضينا معه أوقاتا ممتعة و تأتي صدمة الموت هادم اللذات لتهدم تلك الأوقات في لمح البصر و هنا تبرز شخصية الإنسان التي قد تعتبر لهادم اللذات و مفرق الجماعات أو قد لا تنظر إليه بتمعن و تدبر كاف و قد لا تتفكر في أعظم آية يمر بها الإنسان في هذه الحياة .
ينظر كل إنسان للموت و يفكر فيه بطريقته الخاصة و حسب إعتقاده هو حيث يرى بعضهم ممن عميت بصيرتهم أن الإنسان يعيش في هذه الحياة مرة واحدة و أخيرة و ينتهي كل شيئ بموت هذا الإنسان في حين يرى أناس آخرون ممن يملكون بصيرة إلى جانب أبصارهم العكس حيث يعتقدون بوجود تلك الحياة الآخرة بعد الموت كما حدث بها كل الرسل و الأنبياء . إن الحياة مليئة بالعقد و الهموم و قد يكون الموت من أهم هذه العقد و أكثرها تعجيزا لهذا الإنسان الذي علم يقينا أنه لا مهرب و لا نجاة من هذه الحقيقة التي لا بد منها . لقد وارينا عديد الأشخاص تحت التراب و لكن الحكمة تسير وفق قصة نبي الله موسى و فرعون حيث يزداد أحدهم إيمانا و تدبرا في حين يزداد الآخر طغيانا و كفرا . لن يأثر كثيرا الموت في أشخاص مردو على البعد عن الله و سيكون بالنسبة إليهم شيئا عاديا مثل بقية الأشياء الأخرى . لا يأثر كثيرا الموت في أناس ليس لهم هم إلا جمع حطام هذه الدنيا الزائفة لأنهم لا يستفيقو من سكرتهم إلا في سكرة الموت الأخيرة و للأسف يكون الأوان قد فات . الوحدة و المستقبل كيف ينظر إليهم الإنسان ؟ مثل الموت ينظر كل إنسان إلى الوحدة و المستقبل بتوجس و ريبة خاصة إذا كان هذا الشخص ذو شخصية ضعيفة و عقيدة مهترئة فهذا سوف يكون له تأثير كبير في هذا الشخص و على مجمل حياته . أغلب الناس تأرقهم كل من الوحدة و التفكير في المستقبل فالشعور بالوحدة يعيشه أي إنسان إما لفترة قصيرة أو لفترة طويلة لكن تعامل الأشخاص مع هذا الشعور يختلف من شخص لآخر .
إن شعور الإنسان بالوحدة هي حالة يمر بها أي إنسان لكن المهم هو في كيفية الخروج من مثل هذه الحالة و حالات أخرى صعبة تواجه الإنسان في هذه الحياة مثل صدمة الموت و عقدة الخوف مما هو قادم أو الخوف من المستقبل . لا تزال حياة الإنسان مكتظة بالدروس و الإمتحانات التي لا تنتهي إلا بإنتهاء حياته لذلك فهو متوجس دائما من القادم مهما كانت طبيعة حياته لقد أصبح كثير من الناس يشعرون بالوحدة و الفراغ نظرا لغياب العقيدة و كذلك بعدهم عن الله . إن كل إنسان في هذه الحياة تأتيه لحظات من الضعف تجعله يشعر بالوحدة و الخوف و هكذا هي تعقيدات الحياة المختلفة , إن الخوف هو الجامع بين كلتى الحالتين و هما الشعور بالوحدة أو الوحشة و الخوف من المستقبل . إذا أراد الإنسان الخروج من حالة الخوف التي تسيطر عليه نتيجة الخوف من الموت أو الشعور بالوحدة أو الخوف من المستقبل فلا بد له أن يكون واثقا في الله أولا وفي نفسه ثانيا . بدون شك أن غياب الإيمان عنصر حاسم و محوري في مثل هذه الأمراض التي قد يسميها البعض بالأمراض النفسية و التي إذا ما تمكنت من شخص ما فإنها قد تحول حياته إلى جحيم و هذه حياة كثير من الجبناء في هذا الزمان . إن إيمان الإنسان بربه و عقيدته الراسخة لهي بالفعل طوق نجاته من كثير من الأمراض النفسية التي تفتك بكثير من الناس في هذا الزمان . لن ينظر الإنسان من خلال إيمانه و عقيدته بعد ذلك للموت أو المستقبل بتوجس أو بخوف بل سوف تزداد شجاعته و يختفي خوفه لأن ثقته بالله بدأت تزداد و هذا هو الدواء الشافي من عدة أمراض تشغل بال و نفس و عقل الإنسان .
إكتشف العالم يسعى إلى المعلومة المفيدة و البسيطة التي يحاول الجميع إيجادها و مهما كانت المعلومة غريبة أوعجيبة سوف تجدها في عالم الإكتشاف بسيطة و سهلة , إكتشف حولك هو إكتشاف العالم الذي نعيش فيه و لا زلنا لم نكتشف منه حتى قطرة من محيط . الكاتب محمد علي [ عالم الإكتشاف ]
- مقالات متصلة :
- الهدف من خلق الإنسان وعمارة الارض
- السعادة مفردة سهلة و لكنها صعبة المنال !
- إنسان يبحث عن حياة ؟
لا تمر فترة من فترات هذه الحياة إلا و يفقد أحدنا شخصا عزيزا عليه أو إنسانا لطالما قضينا معه أوقاتا ممتعة و تأتي صدمة الموت هادم اللذات لتهدم تلك الأوقات في لمح البصر و هنا تبرز شخصية الإنسان التي قد تعتبر لهادم اللذات و مفرق الجماعات أو قد لا تنظر إليه بتمعن و تدبر كاف و قد لا تتفكر في أعظم آية يمر بها الإنسان في هذه الحياة .
إكتشف العالم يسعى إلى المعلومة المفيدة و البسيطة التي يحاول الجميع إيجادها و مهما كانت المعلومة غريبة أوعجيبة سوف تجدها في عالم الإكتشاف بسيطة و سهلة , إكتشف حولك هو إكتشاف العالم الذي نعيش فيه و لا زلنا لم نكتشف منه حتى قطرة من محيط . الكاتب محمد علي [ عالم الإكتشاف ]
- مقالات متصلة :
- الهدف من خلق الإنسان وعمارة الارض
- السعادة مفردة سهلة و لكنها صعبة المنال !
- إنسان يبحث عن حياة ؟