الرئيسية » » الحياة الآخرة نظرة و تأمل !

الحياة الآخرة نظرة و تأمل !



كل الناس لا ينظرون إلا لما يرونه واقعا ملموسا و يعتبرون تلك حقيقة لا لبس فيها إنها طبيعة الجنس البشري الذي لا ينظر إلا لظاهر الأمور و هكذا ما تبدو دائما الأشياء لكن الفاصل بين الحياتين هو خيط رقيق لكنه متين قد يجعلك في نهاية الأمر تؤمن بحياة و تكفر بالأخرى أو تكفر بحياة و تؤمن بالأخرى إنها سيرورة الإنسان التي لا مفر منها و سردية التاريخ التي يدور في فلكها الإنسان !


تبدو القصة معقدة و ليست سهلة أبدا في حجج الخوض فيها إنها عبارة عن عقدة صعبة في حل ألغازها و إيجاد إجابات شافية لأسئلة لا أظن أن لها نهاية لقد غدونا بكرة و أصيلا نبحث عن تلك الإجابات التي أرقت على مر الدهور علماء و أطباء و أدباء و بسطاء و كل من يملك ذرة من عقل فلعلك باخع نفسك معنا اليوم حتى تفهم فهمنا البسيط لهذه المسألة التي ما طرحت علينا يوما في بيداغوجيا اليوم التافهة و الساذجة , تبدأ القصة حين ينظر الإنسان بعقله و أفكاره لما بعد الموت و يسأل نفسه بديهيا ذاك السؤال! لماذا يوجد موت و هل توجد حياة بعد الموت أم يوجد موت بعد الحياة ؟


  الحياة الآخرة نظرة و تأمل !



نعم نحن نعي جيدا أن نهايتنا محتومة مهما طالت الطريق و كثرت السنين فإننا نتقدم إلى نهايتنا بخطى ثابتة و قلوب مرتجفة و أيادي مرتعشة أما القلوب فهي فزعة و أما العقول فهي تائهة و حائرة بين الأمس و الغد و قد تكون العقول أيضا سكرى لتتجنب ذلك التفكير المفرط الذي لا يستطيع تحمله أيا كان إذا لا بد من تناول تلك الجرعة المغشية و المنسية و التي قد لا تنسيك في ما بعد الموت بل ربما تأخذك إليه على حين غرة . نعم تبدو تلك الحياة الآخرة بعيدة عنا لكنها في نفس الوقت قد تكون أقرب إلينا من حبل الوريد فلماذا يتغافل الإنسان و يتناسى كل هذا و يحسب أنه من الخالدين هكذا يقوده و يملي عليه غروره و تكبره و تجبره في هذه الحياة الدنيا .

إن نهاية الطريق واضحة لكن بدايته قد تكون مجهولة و هذا للذين يؤمنون بوجود طريق أخرى بالنسبة إليهم هي الأهم لذلك لا بد لهم أن تكون سالكة فتلك الطريق تبدأ بعد الموت و بعد وصوله لنهاية الطريق في هذه الحياة و الذي يعني الموت تبدأ الطريق الأخرى و الأهم و التي تعني الخلود إما في الجنة أو في جهنم نسأل الله عز و جل أن يعيذنا منها لذلك فإن طريق المؤمن تبدو سالكة في الحالتين فهو الرابح و الفائز في الأولى و الآخرة فهو يعلم منذ البداية أن طريقه الأول هو بمثابة الإمتحان و أن طريقه الثاني هو بالتأكيد نتيجة أي إمتحان كما إمتحانات البيداغوجيا التافهة إما نجاح أو فشل لكن هذه المرة القصة تختلف كثير ....

هذه المرة النتيجة لن تتكرر أبدا و سوف تبقى على ماهي عليه إلى ما لا نهاية هذه المرة النتيجة خالدة لأننا الآن و في هذه اللحظة لسنا في الدنيا بل نحن بعد الموت حيث القصة مغايرة فأول منازل الحياة الآخرة هي ذاك القبر الذي سوف تبقى فيه إلى أن يأذن له الله سبحانه لينفتح عليك و تخرج منه قد يسأل جاهل أو كافر سؤاله المعهود كيف سأعود حيا بعد أن أموت ؟ إن القصة هنا محسومة بالنسبة للمؤمنين أما الكافرين فهم في الحيرة يتخبطون و في أذهانهم هم محتارون و هم حول المسألة ينظرون وجلون مرتابون ليس لهم عن السؤال حجج و لا براهين إلا بعض التهكم و قال قيل هكذا عاشو حياتهم و هكذا سوف يلقون مصيرهم المشؤوم .

إن نظرة المؤمن للحياة الآخرة تبدأ برحلة بحثه عن اليقين و قد يفهم بعض الشيئ عن هذا في سورة ياسين فهو يعلم أن الذي يسر له إنجاب هذا البنين قد جعل له ذلك الكتاب ينطق بالحق المبين لهذا فإن المؤمن يعلم أن القبر هو أول خطوة في طريق الخلود و لا بد من قدوم ذلك اليوم الموعود فهو كان قد جهز نفسه مسبقا في الطريق الأولى و حمل معه زاده الذي سوف يكفيه في الآخرة و الذي كان قد جنبه منذ البداية شرور الشياطين الساخرة . إن العبد المؤمن يرى في الدار الآخرة الهدف و لذلك فهو هذه الدنيا لرضوان الله قد زحف و كذلك عن فعل المنكرات و المعاصي و الموبقات قد كف فالآخرة هي الدار الخالدة و في النهاية تبقى الدنيا دارا فانية .

لقد رسمت أيها المؤمن طريقك و إتخذت من الدار الآخرة سبيلك فقد كان كتاب الله في الدنيا خير دليلك و قد كانت سنة المصطفى صلى الله عليه و سلم في الظلماء تنيرك و لقد وفقك الله إلى الهداية رغم أهوال الفتن الجارفة و براكين الذنوب الثائرة فلم تعد عبدا لها بل قد هاجرت إلى مكان أنت فيه لا تبتلى فرأيت مسكنك في الدار الآخرة فصارت نفسك تتوق إليها صاخبة لأنك ترى الآن جنان الرحمان و من أنهار اللبن و الماء و العسل و الخمر تمر أمامك الوديان هكذا يرى الصادق مكانه بصدق في الدار الآخرة أما الكاذب الفاجر فعياذا بالله منه .
عندما نتأمل الإنسان الكافر أو المرتد أو المنافق أو أي مفردة تدور حول هذا الفلك فسوف لن تجد للدار الآخرة معنى حيث أن ليس هناك لقواعد الإيمان مبنى و عندما يغيب الإيمان فحياتك قد إنتهت بالموت إذا أنت بهذا في الآخرة لا نجوت فقد حكمت على نفسك أن النهاية تعني الموت و هذا هو خظأك القاتل لذلك كنت عن الإيمان دائما تماطل لأن الإيمان سوف يحرمك من بئر المنكرات الذي أنت واقع فيه و لذلك إذا أنت دعاك شيطانك حتما أنت سوف تلبيه هكذا ما ينظر دائما أولياء الشيطان لما بعد الموت فهم لا يؤمنون أبدا بالغيبيات و يسارعون كالحمقى للإعتقاد في الماديات .

إنهم يرون الأمور دائما من ثقب واحد و قد يكون ذاك الثقب هو آلهتهم التي يتعبدون إليها إنهم يرون ظاهر الأشياء غالبا من خلال أبصارهم و لم ينظرو للحظة واحدة من خلال بصائرهم فسحقا و تعسا لهم على تلك العقول الفارغة و تلك الضمائر الميتة فلو يتدبر و يتأمل هذا المغتر بنفسه لوهلة في حقيقة الأمر لعاد أدراجه التي سوف يندم عليها فيما بعد حينها سوف يكتشف الفرق الشاسع بين ما هو و عيد و ما هو وعد ! 


هناك إذن من فهم الحياة في هذه الحياة و إستوعب الدرس جيدا من خلال بذرة ميتة خالية من أي حياة تدفنها في الأرض و تسقيها بقليل من الماء فتوجد بعد ذلك حياة فكيف وجدت حياة في شيئ لا توجد حياة فيه , إننا نعلم أن هذا الكون خلق من العدم و نحن خلقنا و لم نكن نكسب حياة قبل أن يهبنا الله الحياة إذن فالمعادلة بسيطة نحن كنا في المرة الأولى في نطاق الموت ثم وهب الله لنا الحياة و سوف نعود مرة أخرى إلى النطاق الذي كنا فيه و هو نطاق الموت و لكننا سوف نوهب الحياة مرة أخرى و نهائية و بدون موت أنا أعلم أن هذا لا يؤمن به بعض الأخساء لأنهم مردو على الكفر و النفاق لكني هنا أحدث الذين قال اله عز و جل فيهم فهل من مدّكر !









  إكتشف العالم يسعى إلى المعلومة المفيدة و البسيطة التي يحاول الجميع إيجادها و مهما كانت المعلومة  غريبة أوعجيبة سوف تجدها في عالم الإكتشاف بسيطة و سهلة , إكتشف حولك هو إكتشاف العالم الذي  نعيش فيه و لا زلنا لم نكتشف منه حتى قطرة من محيط .                                                                                                                                                                                                                                                        الكاتب محمد علي [ عالم الإكتشاف ] 

 

copyright © 2020. كتابـــي - جميع الحقوق محفوظة