اليأس مرض نفسي

اليأس مرض نفسي




لقد أصبح العالم أشد أمراضا إنها أمراض لا تترك خيارات كثيرة لدى الإنسان حتى أنها قد تبعث به إلى اليأس و التفكير في الإنتحار ، أصبح العالم اليوم ملبدا بغيوم أمراض لا قبل لأناس كثيرين بها إنها أمراض تقتل العقل و النفس و التفكير.




إن مرضا مثل اليأس يزداد اليوم إنتشارا و إتساعا بطريقة تثير الإنتباه و السؤال و كيف لا و مشاغل الحياة و جوانبها تزداد ضيقا و تأزما يوما بعد يوم ، إن الحياة أيضا هي بلا شك تزداد مللا و تكرارا كما أن المعيشة تزداد تضخما و صعوبة و الإقتصاد يزداد كسادا و الأيام المتكررة تتواصل كما هي في صمت مفزع و العالم يزداد كل يوم ظلاما و أنت أيها الإنسان تبحث في كل يوم عن طريق خروجك من هذا الظلام الدامس الذي تغرق فيه البشرية جمعاء.

إن مشاكل الحياة تزداد و تتعاظم كما يضيق خناقها على رقبة الإنسان في كل حين في نفس هذا الوقت تنعدم و تغيب الأشياء الإيجابية التي تملأ فراغ الأغلبية و حين تجتمع كل هذه الظروف القاتمة من الحياة و المفزعة و المرعبة فإنه ليس له بعد ذلك أي أفق أو بصيص من أمل هكذا سوف يظهر مرضنا اليأس من دون أي إستئذان أو تنبيه ، إنه مرض بلا دواء حيث يمكن لأي كان أن يقع في مثل هذا المرض المعقد.

إن مرضا مثل اليأس لا بد لوجوده من عقول مضيفة لهذا المرض ، إنها بلا شك تلك العقول الخاوية على عروشها و التي ليس لها أمل و لا مبادئ و لا أهداف و لا أحلام هكذا تسقط تلك العقول بسهولة في معنى اليأس ، إن تلك العقول هي الملاذ الآمن التي يعشش فيها اليأس من دون أي مشاكل تذكر ليبدأ فيما بعد في سلب ذلك العقل كل شيئ أو أي بصيص من الأمل  في غد مشرق و مختلف نحو الأفضل.


يبدو مرض اليأس في إنتشار اليوم لا يمكن توقعه أو تخيله حيث لم يعد أحد يمكنه تقدير مدى تأثير هذا الوباء الذي أصبح لا يفرق بين أي إنسان فالجميع لا يستثنيهم هذا المرض ، إن اليأس يصطاد الجميع و على حين غفلة قد يقع أي إنسان في اليأس ، إن الذين ليس لهم إعتقاد و إيمان بالله عز و جل هم دائما الأشخاص الأكثر عرضة لأمراض العصر مثل هذا المرض و رغم أن من هؤلاء الأشخاص من يعيش في رغد كبير من العيش و رفاهية و بذخ و ترف و قصور مشيدة و أموال طائلة إلا أن مرضا مثل اليأس لا يستثني أمثال هؤلاء بل هم أول الأشخاص الذين يصيبهم مثل هذا المرض حيث لا ترف و بذخ و لا رغد و لا مال قد يقيك من الوقوع في اليأس.
إن مرض اليأس لا يرتبط بأي حال من الأحوال بظروف الإنسان في هذه الحياة بل هو في إرتباط وثيق بأشياء أخرى بعيدة تماما عن هذا السياق.


إن مرضا مثل اليأس هو مرتبط إرتباط وثيق بمسائل ليست ظاهرية أو مادية إنما قد تكون مسائل نفسية يعرفها جيدا علماء النفس و الباحثون في ذلك الإختصاص ، إن مرض اليأس هو مرتبط آساسا بإعتقاد الشخص أولا و عقيدته التي يعتقدها فمثلا لا يمكن للمؤمن الصادق أن يذوق طعم اليأس أو لا يمكن لهذا المرض أن يسيطر على مثل هؤلاء الأشخاص و ذلك لأن هؤلاء الصنف من الناس لديهم المضاد الحيوي لمرض اليأس ، إنه الإيمان بالله و هو بلا شك ذلك المصل الشافي لمثل هذا النوع من الأمراض.

إن الإيمان بالله و اليقين في قضاءه و قدره هو المناعة الوحيدة لدى الإنسان ضد مرض اليأس و عندما يغيب الإعتقاد بالله و يغيب معه الإيمان فتأكد جازما أنك سوف تقف عما قريب أمام مرض يسمى اليأس ليحاسبك حسابا عسيرا و سوف تنقلب في النهاية كسيرا حسيرا.


عندما يغيب الإيمان بالله عز و جل فسوف لن يحضر هناك وسوسة الشيطان و هذا شيئ بديهي و حينها أنت أيها الإنسان لست في مأمن أبدا من ما يمليه عليك شيطانك قد تفعل بعدها أي شيئ هكذا تبدأ الفتنة و هكذا تنتهي بشيئ يسمى اليأس حينها قد يفعل الإنسان أي شيئ بطريقة لا شعورية حيث لم يعد الإيمان و الإستسلام لله عز و جل يسيطران على هذا العقل بل أصبح كل ذلك بمثابة إستسلام للشيطان أما اليأس فهو الوحيد الآن الذي يقود العقل.

إن اليأس اليوم هو المسيطر على الكثيرين من أصحاب العقول الواهية لأن الإلحاد يعم و ينتشر و إن لم يكن هو فهناك نفاق و إن لم يكن فهناك رياء و إن لم يكن فهناك بعد عن الله واضح و ظاهر للعيان ، كلم إزداد الناس إبتعادا عن اليقين كلما إزدادو قربا من اليأس الذي أصبح اليوم لا يبقي و لا يذر حيث تعيش الأغلبية اليوم في يأس إما من حيث المشاكل أو من حيث الهموم و الملل.

إن العودة إلى الهدى و التقى هو السبيل الوحيد لشفاء مثل هؤلاء المرضى الذين قد يكونو في جهل يبدو في الظاهر علما و معرفة لكنه في الباطن جهل لا أفق له.















إكتشف العالم يسعى إلى المعلومة المفيدة و البسيطة التي يحاول الجميع إيجادها و مهما كانت المعلومة غريبة أوعجيبة سوف تجدها في عالم الإكتشاف بسيطة و سهلة , إكتشف حولك هو إكتشاف العالم الذي نعيش فيه و لا زلنا لم نكتشف منه حتى قطرة من محيط .                                                                                                                                                                                                                                                                الكاتب محمد علي [ عالم الإكتشاف ]  


- مقالات متصلة :

- كيف تعيش سعيدا   

- الطفولة أجمل مرحلة يعيشها الإنسان

- الذكريات الجميلة في حياة الإنسان

- كلمات مؤثرة عن الحياة

- تمر الأيام و تمضي السنين







 

copyright © 2020. كتابـــي - جميع الحقوق محفوظة