الرئيسية » , » السعادة كلمة يبحث عنها الجميع فكيف نجدها ؟

السعادة كلمة يبحث عنها الجميع فكيف نجدها ؟



السعادة إنها كلمة محيرة و معقدة لطالما شغلت بال الإنسان و جعلته في حيرة من أمره إنها كلمة لها تأثيرها العميق في وجدان الإنسان لكن الغموض دائما ما يحوم حول هذه الكلمة في كل تفاصيلها حيث يرى كل إنسان حسب رؤيته الخاصة عما تعنيه هذه الكلمة بالفعل لذلك سوف نغوص في أعماق هذه الكلمة لنرى كيف إستطاع أناس أن يعيشو معنى هذه الكلمة بحق في حين غاب معنى هذه الكلمة عن كثيرين !


إن هذه الكلمة لها صدى كبير في حياة الإنسان فهي كلمة يدور حولها مضمون حياته كلها و قد تكون الكلمة الأهم في حياته ، منذ أن يولد هذا الإنسان و يعي مأزق الحياة الممل و المبهم لا يتوانى عن البحث عن أشياء مختلفة تدور في فلك حقيقة الحياة و كيف سنعيشها بل كيف سيعيشها كل واحد منا لقد بدا الأمر كعمن يجري خلف سراب زائف تحفه الأحلام و الأماني و هكذا نبدأ بالبحث عن السعادة .


السعادة كلمة يبحث عنها الجميع فكيف نجدها ؟





بالتأكيد أن حياة الإنسان مع وجود هذه الكلمة هي الأفضل و لكن كيف ذلك قد يكون سهلا لدى بعضهم و صعبا لدى البعض الآخر و مستحيلا لدى آخرين على الأقل هكذا تبدو الأمور . تبدأ حياة هذا الإنسان على الأقل بشيئ من السعادة ففي فترات الطفولة يجد الإنسان ضالته في الحياة فيكون ذاك المرح و اللهو الذي لا يعود بعدها أبدا في تلك الفترة الجميلة و قد تكون الوحيدة للبعض قد يجد الإنسان تلك السعادة بقصد أو عن غير قصد لكن كلمة سعادة حاضرة في تلك الفترة من حياة الإنسان ، إنها فترة صافية و نقية من الشوائب الكثيرة التي تعج بها الحياة ليس هناك وعي و ذلك شيئ مفضل لكثيرين لأن الفترة التي تلي ذلك سوف يبحث فيها ذاك الإنسان نفسه عن غياب الوعي و لا يجده و قد يشتريه بالمال .

السعادة إنها كلمة لطالما توهت الإنسان و حيرت الأجيال لكن في مرحلة أخرى من عمر الأنسان تبدأ السعادة بالأفول و قد تبدأ المرحلة مع البلوغ لتتواصل أو لا تتواصل إلى نهاية المطاف المحتوم لأي واحد منا لكن السؤال هنا هو كيف سيتصرف الإنسان خلال هذا الطريق لأن المسألة هنا سوف تصبح مغايرة تماما الآن فقد أصبح الإنسان راشدا و يستطيع التصرف بحكمة لكن المسألة قد لا ينفع معها حكمة هنا فكم من أناس لديهم حكمة و هم لم يذوقو طعم السعادة في حياتهم . إن السعادة هي أن تعيش في طمأنينة و راحة نفسية غالبة و ليست لا متناهية و ليس معنى ذاك أن لا تجد فترات من الحزن و الهم و الكدر لأن هذا شيئ من محض الخيال لكن السعادة هي أن تهيمن تلك الكلمة المعقدة على باقي المفردات . 

عندما تبدأ مرحلة المسؤولية تبدأ مفردة السعادة بالغياب المتواصل و المتدرج شيئا فشيئا إنها لعبة الوقت التي تتحكم في مصير الإنسان و لعله السلاح الأقوى حينها تبدأ نظرة الإنسان للحياة في مجملها تتغير إنها أحلام وردية كان الإنسان يحلم بها و إنتهت الآن مع هذه اللحظة سوف تبدأ الكوابيس المزعجة التي لا قبل للإنسان بها إنها كوابيس من الممكن أن تلازمه حتى الفناء لكن إذا إستطاع أن يستفيق فسوف ينجو .
يبدأ الإنسان التائه خلال هذه المرحلة بالبحث و النظر في الأشياء و الأسباب التي تجلب له السعادة التي بدأ يفقدها شيئا فشيئا خلال مرحلة المسؤولية التي يفكر فيها الإنسان في إنشاء عائلة و إستكمال سير درب الحياة الفاني إنها سنة الإستمرار و البحث عن الإطمئنان الذي يفتقده أغلب الناس خاصة في هذا الزمان المربك و الشديد الغرابة و الذي لا ينتهي من تناقضاته و التي لا طاقة للإنسان الضعيف بتحمل أوزارها لكن قد يكون هناك منفذ في خضم هذا المحيط الهائج و وسط هذا النفق المظلم و لعل إيمان الإنسان بالله و عقيدته الراسخة رغم ما إقترفته يداه من موبقات و من خطايا و لكن رغم كل هذا فهناك رحمة إلاهية نحن نعول عليها دائما لأننا نحسن الظن في الله عز و جل .
تلك الثقة في الله عز و جل و الأمل و طلب رضاه و البحث عما يقربنا من الجنة و يبعدنا عن الهاوية كل ذلك يبدأ في إيجادك شيئا من الراحة النفسية و طمأنينة في القلب يجدها كل إنسان مؤمن و لا يجدها أي كافر حتى ممن يدعون الإسلام و هم حولنا كثير , إن صلة العبد بربه هي خطواتك الأولى لا للبحث عن مفهوم السعادة بل للشعور بذاك المعنى الغائب عن كثير من الناس . نعم سوف تجد معنى السعادة إذا كنت مؤمنا لا بالقول فقط بل قولا و فعلا ليس هذا فحسب بل كذلك محافظا عما يفرق بين إيمانك و الكفر و هي بلا شك صلاتك تلك دعامة صلبة من دعامات راحة الإنسان النفسية و الجسدية أما إيمانك بالأشياء الأخرى و هي مختلفة كالقضاء و القدر و الغيبات فهي سبل أخرى لإيجاد تلك السعادة في هذه الحياة القاسية الدنية و الروتينية .

يبدو يا عبد الله أنك بدأت تستوعب الطريق و بالطبع ليس طريق المال و النساء لأنك إذا بحثت جيدا في هاذين الطريقين فلن تجد أبدا مبتغاك و قد تجد لذتك العابرة للحظات واهية أو حتى لفترة قد تمتد قليلا لكن في النهاية و قد تكون نهاية الطريق سوف تكتشف أنك يا عبد الله في الطريق الخطأ الذي سلكه كثيرون ممن نظرو لظاهر الحياة و لم يحدثو أنفسهم عما في باطنها . هكذا يجب عليك يا عبد الله أن تختار منذ الآن عما يسعدك في هذه الحياة متقلبة المزاج فلئن إخترت طريقك إلى الله فأنت على بينة من أمرك و مدرك لا محالة ما ينتظرك من سعادة في الدنيا فضلا عن الآخرة و كل هذا هو توفيق من الله و نظرة منك ثاقبة في باطن الأمر أما إذا إخترت يا عبد الله طريقك الخاطئ فأنت في الفتن وقعت و من عتمتها لا تستطيع النظر عندها فحسب سوف تقول وا أسفاه و لن ينفعك حينها الندم .
إنك بإختيارك طريقك الخاطئ تكون قد وقعت على نفسك بالنهاية منذ البداية و قد تصح فيك مقولة أكلت يوم أكل الثور الأبيض التي رويناها آنفا فأنت الآن في طريق غير طريق الله ليس فيه إيمان إذا ليس فيه نور سوف تظل تتخبط فيه إلى النهاية إلا في حالة ما إستطعت أن تتحرر من قيود الخانا و الفسق و الرذيلة و هذا أمرا يعود لقدرتك على ذلك , إن السعادة لا يمكن أن توجد و أنت مثلا تعاقر الخمر لأنك في الواقع تريد الخروج من واقع الحياة الممل و المقرف لهذا فأنت ليس لديك إيمان قوي فضلا على أن صبرك ضعيف و لا تستطيع التضحية بأشياء هي سبب تعاستك و حماقتك . الآن يجب عليك أن تتحرر و تبحث عن الطريق الصواب قبل أن يباغتك ملك الموت و حينها إنتهى الأمر , الأمر ليس مستحيلا و لكن عليك أن تثق في قدرتك عن إيجاد طريقك ثم بعد ذلك سوف تنقلب حياتك الضالة رأسا على عقب نحو الأفضل طبعا و سوف تكون آن ذاك قد وضعت خطواتك الأولى في طريق السعادة رغم وحشة الطريق و قلة السالكين .








 إكتشف العالم يسعى إلى المعلومة المفيدة و البسيطة التي يحاول الجميع إيجادها و مهما كانت المعلومة  غريبة أوعجيبة سوف تجدها في عالم الإكتشاف بسيطة و سهلة , إكتشف حولك هو إكتشاف العالم الذي  نعيش فيه و لا زلنا لم نكتشف منه حتى قطرة من محيط .                                                                                                                                                                                                                                                               الكاتب محمد علي [ عالم الإكتشاف ] 
 

copyright © 2020. كتابـــي - جميع الحقوق محفوظة