تعتبر الغوريلا من الثديات و التي هي في الغالب قردة عاشبة تعيش في غابات وسط أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى و تنقسم هذه الحيوانات الفريدة و المذهلة إلى نوعين و هما الغوريلا الشرقية و الغوريلا الغربية حيث أنهما معرضتان لخطر الإنقراض. يشبه الحمض النووي للغوريلا بشكل كبير الحمض النووي لدى البشر بنسبة تتجاوز 95 بالمائة و بذلك يعد هذا الحيوان أقرب الحيوانات لبني البشر بعد حيوانات قردة الشمبانزي.
تعود تسمية حيوان "الغوريلا" إلى تاريخ يمتد لحوالي 500 عام قبل الميلاد و قد تم إكتشاف هذا الحيوان من طرف القرطاجيين خلال رحلة إستكشافية على ساحل غرب أفريقيا إلى المنطقة التي أصبحت فيما بعد تسمى سيراليون.
تعد حيوانات الغوريلا و الشمبانزي قريبة جدا من الإنسان في الجينات و الشكل و المظهر و كذلك السلوك منذ حوالي 7 ملايين سنة حيث تختلف شفرة الجينات البشرية بنسبة 1.6٪ فقط في المتوسط من تسلسل جينات الغوريلا في المقابل. يوجد من حيوان الغوريلا نوع واحد مع ثلاث سلالات فرعية و هم غوريلا الأراضي المنخفضة الغربية و الغوريلا المنخفضة الشرقية و الغوريلا الجبلية لكن تم العثور على سلالة ثالثة تطورت من نوع واحد من الغوريلا خلال العصر الجليدي عندما تقلصت بيئتها الطبيعية في الغابات و أصبحت معزولة عن بعضها البعض.
تتحرك الغوريلا خلال المشي على قدمين لمسافات قصيرة أثناء حمل الطعام أو في حالات دفاعية و في بعض المناطق الأخرى تستخدم الغوريلا أجزاء أخرى للمساعدة في الحركة.
يعتبر لون الغوريلا الشرقية أكثر قتامة من الغوريلا الغربية في حين تعد الغوريلا الجبلية الأكثر قتامة على الإطلاق كما أن للغوريلا الجبلية شعر أكثر سمكا من بقية الأنواع الأخرى. تكون غوريلا الأراضي المنخفضة الغربية عادة ذات بنية رمادية مع جبهة محمرة و بالإضافة إلى ذلك فإن الغوريلا التي تعيش في غابات الأراضي المنخفضة هي أكثر رشاقة من الغوريلا الجبلية الضخمة أما الغوريلا الشرقية فلديها وجه أطول و صدر أوسع من الغوريلا الغربية.
تعيش الغوريلا الغربية في غرب وسط أفريقيا في حين تعيش الغوريلا الشرقية في شرق أفريقيا الوسطى كذلك تعيش الغوريلا في بيئات متنوعة و إرتفاعات مختلفة و تعد الغابات الجبلية و المستنقعات موطنا محبذا لهذا الحيوان الضخم. الغوريلا الشرقية تعيش في غابات جبلية على إرتفاع قد يتجاوز 13 ألف قدم فوق مستوى سطح البحر في حين تعيش الغوريلا الجبلية في الغابات الجبلية في الأطراف العليا كما تعيش الغوريلا الغربية في الغابات و المستنقعات المنخفضة و الغابات الجبلية على إرتفاع قد يتجاوز 5 آلاف قدم.
تبني الغوريلا بيتها و الذي هو عبارة عن مجموعة بسيطة من الأغصان و الأوراق كما تعتبر الغوريلا على عكس الشمبانزي حيث تميل إلى النوم في الأعشاش التي بنتها على الأرض.
تختلف الحميات الغذائية و التي تتبعها الغوريلا فالغوريلا الجبلية غالباً ما تأكل أوراق الشجر مثل الأوراق و السيقان و البذور و البراعم بينما تشكل الفاكهة جزءًا صغيرًا جدًا من وجباتها الغذائية. يتم توزيع أغذية الغوريلا الجبلية على نطاق واسع حيث تقل المنافسة بين هذه المخلوقات إلا أن الغوريلا الجبلية لديها نظام غذائي مرن و يمكنها أن تعيش في مجموعة متنوعة من الموائل و البيئات المختلفة.
غوريلا الأراضي المنخفضة الشرقية لديها نظم غذائية أكثر تنوعا و التي تختلف موسميا لكن الأوراق تمثل عادة الوجبة الرئيسية لهذا الحيوان و لكن يمكن أن تشكل الثمار أيضا ما يصل إلى 25 ٪ من وجباتها الغذائية. تجوب الغوريلا مسافات شاسعة في كل يوم بحثا عن الطعام قد تتجاوز الستة كيلومترات، نادراً ما تشرب الغوريلا الماء لأنها تستهلك النباتات النضرة التي تكون في الغالب غنية بالمياه.
تعيش الغوريلا في مجموعات تتكون في العادة من ذكر بالغ واحد و إناث متعددة و يميل الذكور و الإناث إلى الهجرة من مجموعاتها الأصلية إلى مجموعات أخرى جديدة كما يميل الذكور الناضجون إلى ترك مجموعاتهم و تأسيس مجموعات جديدة من خلال جذب الإناث المهاجرة. يعتبر حيوان النمر أحد المفترسين المحتملين للغوريلا و لكن عندما تتعرض المجموعة للهجوم من قبل البشر أو النمور أو الغوريلا الأخرى فإن قائد المجموعة و الذي يكون في الغالب ذكر بالغا و قوي البنية هو الذي سوف يحمي المجموعة حتى لو كان ذلك على حساب حياته.
إكتشف العالم يسعى إلى المعلومة المفيدة و البسيطة التي يحاول الجميع إيجادها و مهما كانت المعلومة غريبة أوعجيبة سوف تجدها في عالم الإكتشاف بسيطة و سهلة , إكتشف حولك هو إكتشاف العالم الذي نعيش فيه و لا زلنا لم نكتشف منه حتى قطرة من محيط . الكاتب محمد علي [ عالم الإكتشاف ]
مواضيع متصلة:
- أضخم أنواع الأفاعي في هذا العالم !
- حيوان وفي للإنسان بدرجة لا تصدق لنكتشفه ما هو ؟
- السنجاب من الحيوانات الجميلة و اللطيفة !
- الجمل حيوان مذهل يثير التفكر و التدبر