الرئيسية » » لماذا أنا حزين

لماذا أنا حزين

يعيش الإنسان لحظات مختلفة على مدى الحياة فيها الفرح و فيها أيضا الحزن لكنّ هذا الأخير قد يطول ببعضهم ممن لم يعد بإستطاعتهم الخروج من بحر الحزن ذلك البحر العميق الذي لا يُرِى ظاهره من باطنه من شدة عتمته و التي تكاد تذهب بالأبصار ؟

فهل هناك من إجابة عن هذا السؤال الذي لطالما شغل بال كثيرين ؟



لماذا أنا حزين



1- الإنســـــــان و الحـــــــــزن


هناك صراع كبير يحدث للإنسان في الحياة من خلال صراعه الذي لا يتوقف مع أحزانه و آلامه فهي تملأ حياته و كل لحظة تمر تحمل معها حزنا آخر ينضاف إلى ما قد سبق و لا يوجد للإنسان أي طريق واضح للهروب الذي قد ينجيه من ألم الأحزان. لا بد للحياة أن تظهر عن قناعها الآخر الذي يكرهه الجميع، إنه قناع الزيف و الوهم و الأمل في حياة سعيدة و مثالية و هذا لا يمكن أن يكون إلا في خيال الإنسان الواسع الذي لا حدود له.
الحزن إنه سمة الحياة الفارقة فهو موجود دائما لعل بعضهم يستطيع فهم أن معنى السعادة لا يمكن إيجاده بتلك السهولة بل على عكس ذلك فقد يقضي أحدهم حياته طولا و عرضا و لا يعرف شيئا يطلق عليه سعادة، إن كل زمن يمر يحمل معه حزنا آخر فهي أحزان متراكمة فوق بعض تعكس فترات الحياة و تراكماتها التي يبدو أن الحزن غلب عليها لتعكس مثل مرآة يكره الجميع النظر فيها حيث رؤية مسخ شيطاني مثل أي إنسان سيطرت عليه الأهواء و الشهوات فأصبح عبدا للشيطان في حين كان يفترض به أن لا يكون عبدا إلا لله.

يعيش الإنسان مع الحزن في صراع محتدم لا يتوقف فالحياة مليئة بالأحزان التي لا تستثني أحدا على الإطلاق لكن الأهم هنا أن لا يعيش الإنسان في سجن الحزن الأزلى الذي هو يعتبر قبرا من نوع آخر.







2- أيــــــــن المفـــــــــر ؟


هو سؤال يطرحه كثيرون على أنفسهم كل يوم و كل يوم يمر تزداد حبال الأحزان إلتفافا حول أعناق بعضهم و لأن طريق الهروب تبدو صعبة على أصحاب النفوس الضعيفة و التي لا تملك أي إرادة في خوض أي مغامرة تذكر و هؤلاء هم الجبناء الذين إستسلمو منذ اللحظة الأولى لكن الأقوياء و أصحاب العزيمة و الثقة في الله فإن طريقهم أصعب و رغم ذلك فإن الإستسلام هو شيئ غير وارد في أدبياتهم.
هكذا هي طريق الأحزان طريقين طريق للرجال و طريق للجبناء و كل إنسان يختار بين سبل الحياة المتشعبة، إنه صراع لا ينتهي و لا يبدو له نهاية فهو صراع أزلي مثل صراع الخير و الشر داخل ذات الإنسان حيث تحاول تلك الذات إيجاد شيئ من التوازن في حياة مليئة بالمفارقات و فترات مبكيات و أخرى مضحكات.

ليس هناك مفر من الأحزان و لكنها قدر من أقدار هذا الإنسان منذ وعى بها و حتى آخر نفس سوف تبقى تلاحقه من دون رحمة إلا إذا رحم هذا الإنسان نفسه و إرتقى بها من الأسفل إلى الأعلى، إن الإجابة عن السؤال لمجابهة الأحزان دوما ما نبحث عنها في الكتاب و ليس هناك أي مكان للأهواء فهي مصدر لكل داء و أصحاب الأهواء هم أول سجناء الحياة السفلى دائما.


3- لمـــــــاذا أنـــــــا حـــــــزين !


يحزن الإنسان لأمور كثيرة تجعله حزينا و فاقدا أحيانا لأي أمل و هذا هو طريق اليأس الذي نهايته معلومة لدى الجميع و هو الهلاك و الخسران المبين لكن أصحاب القلوب الضعيفة و البعيدة عن الله هم أكثر الناس عرضة لمرض الحزن المسيطر و الذي قد يسيطر على كامل حياة بعضهم لسبب ما من الأسباب فيصبح أشبه بجحيم لا ينتهي.

إن العودة إلى الله بالإيمان و الثقة و اليقين هي علاج فعال و لا سبيل للتخلي عنه أمام أمراض النفس البشرية العديدة و التي لا توجد لها وصفات تباع أو تشترى و لكن هناك أمور أخرى غيبية هي العنصر الحاسم في مثل هذه الأمراض كأمراض الذات و تعقيداتها. لعل الفرار إلى الله هو الطريق الموصل لتلك الحياة التي غابت عن كثيرين و أصبح بدل ذلك يسيطر الحزن على كل شيئ إنها ببساطة حياة ينعدم فيها الإيمان و لم يملأ فراغها الموحش سوى الهم و الغم .

إنه قدر آخر يحاول الإنسان التعايش معه رغم قساوته و شدة بأسه لكن الإنسان ضعيف في هذه الحياة و يقف عاجزا أمام أصغر الأشياء لكنه رغم ذلك يحاول بالفطرة إيجاد الحلول الممكنة التي قد تخفف شيئا ما من حزنه. لا يبدو للأحزان نهاية في الأفق البعيد و كيف ذلك في حياة يملأها الموت و من تراه اليوم بجانبك قد لا تراه في الغد القريب، إنها مشيئة القدر أن تكون الأحزان غالبة على الحياة فكم من فرحة مرت و كم من حزن ساد.


4- سبيل النجاة ؟


هناك من إذا وقع في بحر أحزانه فهو لديه القدرة على الخروج لكن آخرين قد يعجزون عن الخروج و يستسلمون بسرعة كبيرة هؤلاء هم الذين ليس لديهم قدرة كبيرة على التحمل و ذلك لأسباب عديدة داخل أنفسهم تمنعهم من ذلك فهؤلاء يفتقدون لأهم العناصر الضرورية لمواجهة عقبات الحياة، بدون إيمان و عقيدة و بدون صبر و عزيمة كيف يستطيع بعضهم الإستمرار في حياة يملأها الحزن في أغلب جوانبها.

إن إيمان الإنسان بالقول و العمل و إقترابه أكثر مما يرضي ربه و إبتعاده أكثر فأكثر عن ما يغضب ربه هي بدون شك طريق النجاة الوحيدة و التي قد تنقذ الإنسان من أهوال الحياة التي لا ترحم لأنك لن تجد أبدا مؤمنا صادقا بينه و بين ربه يعيش في حزن.











إكتشف العالم يسعى إلى المعلومة المفيدة و البسيطة التي يحاول الجميع إيجادها و مهما كانت المعلومة غريبة أوعجيبة سوف تجدها في عالم الإكتشاف بسيطة و سهلة , إكتشف حولك هو إكتشاف العالم الذي نعيش فيه و لا زلنا لم نكتشف منه حتى قطرة من محيط .                                                                                                                                                                                                                                                               الكاتب محمد علي [ عالم الإكتشاف ] 




- مقالات متصلة :


- الهدف من خلق الإنسان وعمارة الارض

- السعادة مفردة سهلة و لكنها صعبة المنال !

- إنسان يبحث عن حياة ؟

- الإنسان في هذه الحياة هو مجرد قشة في مهب الريح ! 






 

copyright © 2020. كتابـــي - جميع الحقوق محفوظة