كثيرا ما يتبادر إلى ذهن المرء أسئلة عديدة و أفكار كثيرة و ألغاز متناثرة من هنا و هناك يشوبها الغموض و الحيرة حول سؤال واحد ما إنفك يخطر على بال كثيرين ففي حين تزداد دول تقدما و تطورا و غنىً تزداد دول أخرى فقرا و تبعية و جهلا و إنحطاطا و دمارا، إنه سؤال كان لا بد لأي شخص أن يطرحه حول من يقف خلف كل هذا لأن كل ما يحدث لا يمكن أن يكون صدفة أبدا؟
نحن اليوم هنا و في هذا المنبر المتواضع سوف نحاول بقدر المستطاع أن نكتشف خفايا و أسرار و ألغاز هذا النظام الغامض و الذي يقود العالم حيث لم يشهد التاريخ مثل هذا النظام أبدا؟
١- النظام العالمي الجديد، من أين أتى !
السؤال هنا هو سؤال شاسع جدا و متشعب و يحتوي على تفاصيل و فصول لا تنتهي و لا يبدو لها نهاية في المستقبل القريب على الأقل لكن بذور نشأة هذا النظام هي من دون شك تحمل معها جينات قاتلة و التي سوف تلعب دورا حاسما في تفكيك هذا النظام المعقد من داخله و من نواته الصلبة، هناك أيادي كثيرة و مختلفة في أشياء عديدة هي من أسست منذ البداية لقيام نظام جديد يتحكم في كل العالم بزر واحد و عملة واحدة و دعاية واحدة و الأهم في كل هذا عقيدة واحدة تحكم العالم بأسره، إنها عقيدة الإلحاد حيث لا وجود لأي معتقد و العالم في أصلة هو مجرد ماديات و لا وجود و لا معنى لما يسمى بالغيبات و هكذا و بسيطرة هذا الفكر و هذه العقيدة سوف تسهل السيطرة على العقول و هذا هو أهم جزء للسيطرة على العالم.
هكذا بدأت الفكرة منذ البداية و بدأ بعدها تخطيط و دهاء و خداع و من دون مؤامرات لن يفلح القوم الذين يعملون في السر و العلانية لكن شخصا واحدا منهم هو الذي لا يمكنه أن يظهر أمام العلن أبدا، إنه زعيمهم و هو بدون شك من أسس لهذا النظام العالمي الملحد و هو من يقف خلف كل هذا بعد قدرة الله عز و جل، إن الذي خطط لكل هذا العالم يحمل أبعادا مختلفة و متخالفة لكنها إجتمعت لخدمة هدف واحد و هو السيطرة على كل العالم بما فيه من عقول و ذهب و إعلام و مقدرات و ثروات....
إن الأكيد أن الذين صنعو هذا النظام العالمي الذي يسيطر على العالم و الذين يسيطرون هم من خلاله على ثروات و مقدرات العالم هم مصدر كل الشرور في هذا العالم و قد حولو هذا العالم من عالم الإنسان إلى عالم لا يعترف بأي معنى للإنسانية فقانون الغاب هو المسيطر و القوي يتغذى على الضعف حيث تستبيح الدول العظمى كل دول العالم و بصفة خاصة أرض المسلمين أما من ناحية أخرى فإن أحد أهم أهداف هذا النظام العالمي الشرير هو أن تزداد دول وشعوب غنى و ثروات طائلة مقدسة في حين تزداد شعوب أخرى فقرا و عبودية و تبعية و كل هذا يحدث اليوم في العالم تحت أسماء مموهة مثل منظمة الأمم و حقوق الإنسان و الحرية و الديمقراطية و أصنام هذا العصر الجديدة.
إنها لعبة قذرة و دنيئة يملك أوراقها كاملة من يحكمون و يتحكمون في هذا العالم من خلف الستار و الذين لا يخدمون في كل هذا إلا زعيمهم الأوحد و هو بدون شك الشيطان. إنهم أناس يخدمون الشيطان و مصالحه في السيطرة على العالم و على كل العقول حيث وصل العالم في ظل هذا النظام إلى درجة من الإلحاد لم يشهدها تاريخ الإنسان على مر كل عصوره.
٢- النظام العالمي، كيف يحكم !
إن من خططو و دبرو لقيام نظام واحد في العالم ليسيطر و يتحكم في كل شيئ كانو منذ البداية أناس أقوياء و لديهم نفوذ واسع في كل العالم و يدهم الطولى تستطيع الوصول إلى أي ثروة أو أي جزء في العالم.
إنه نظام في مجمله مخادع و دجال يوهم أتباعه و مريديه أنهم هم الأسياد أما البقية فهم مجرد عبيد لا بد لهم أن يبقو مخلدين في ذلك الفقر لأنهم ببساطة إن أصبحو أثرياء فهذا سوف يشكل خطرا مصيريا على نظام الدجل العالمي.
لا بد لهذا النظام العالمي القذر أن يبقى مهيمنا و مسيطرا على العالم لذلك فهو لا يتردد أبدا في إستعمال كل الدجل و الخداع الممكن ليسيطر على عقول البسطاء أنه أفضل نظام وفر الرفاهية و الرخاء للبشرية على مر التاريخ الإنساني.
إنه نظام متغطرس كل أساليبه القذرة و الدنيئة هي وسائل متاحة و شرعية فلا يوجدفي قاموس هذا النظام شيئ إسمه حقوق أو عدالة أو أي قيم و مبادئ إنه نظام قائم أساسا على الشر رغم مظهره المخادع و الذي لا يكاد يخلو من الحيل و المؤامرات.
يسيطر هذا النظام على العالم من خلال أيادي لا تريد إلا الهلاك للأغلبية فهذه الأيادي الشيطانية تزرع في كل يوم بذور الشر من حروب و مآسي و ربا و اللاعدالة و فقر و دجل و إستعباد الأغلبية و نشر الإلحاد و المجون و كل أنواع الرذيلة بحيث لم تشهد البشرية فسادا مثلما هو اليوم كل أنواع الفساد على وجه هذه الأرض يحدث اليوم حيث إختلطت المفاهيم و إختلفت المعايير و تداخلت المقاييس و لم تعد الأمم و الشعوب تعرف من يتحكم في العالم و من يسيره في هذا الإتجاه الخاطئ الموصل إلى الجحيم.
يعلم الجميع اليوم أن العالم و من يحرك خيوطه يجعلها في طريق الهاوية و الذي وضع كل هذا المخطط هو يسارع بأخذ هذا العالم إلى النهاية و المصير الحتمي لكل شيئ خلقه الله في هذا العالم لكن القارئ الذي لا ينظر إلا للماديات يسأل سؤاله الجدلي كما جرت العادة في أي زمان و مكان و هو أين الله من كل ما يحدث في العالم و لماذا يهيمن و يسيطر الشر على هذا العالم؟
إن هذا النظام العالمي كان هدفه منذ البداية أن يحكم العالم من خلال نظام موحد في كل شيئ و بعد توحيد كل شيئ التعاملات، العملة، الإعلام و الدعاية و الأعمال سوف يسهل كثيرا ليس حكم العالم بل التحكم فيه من كل النواحي و الأهم من كل هذا هو عقائد الناس، إن هذا الذي يطلقون عليه النظام العالمي الجديد لم يكن له أبدا هدف تنظيم هذا العالم المليئ بالتناقضات و المفارقات التي تعتبر من أسس هذا النظام فمن جهة يرفع هذا النظام قيما جذابة كالمساواة و حقوق الإنسان و من جهة أخرى فإن عمق هذا النظام العالمي الجديد يخفي وراءه غموض و جمعيات سرية و مؤامرات و خداع و شرور لا تنتهي خاصة لدى من يتحكم و يحرك الأحداث الغامضة غموض هذا النظام الدولي في حد ذاته.
لا يقتصر مفهوم النظام العالمي الجديد على مفهوم واحد بل على عدة مفاهيم رئيسية لكي تستطيع التحكم في هذا العالم الذي لا يسيطر عليه إلا مجموعة من المتغطرسين و الدجالين الذي يخدمون دجالهم الأكبر و الذي يحرك هذه الدمى جميعها، إنه من يحكم هذا العالم الذي نعيشه اليوم و الذي يسوده غموض رهيب و أسئلة متشعبة و أمور غريبة لا تتطابق مع المنطق و هذا هو ما يميز نظام الدجل العالمي و الذي يختطف هذا العالم و يهوي به إلى الجحيم.
٣- النظام العالمي بين السياسة و الدين !
لا يختلف هذا النظام الذي يسيطر على عالمنا اليوم في مفهومه من الناحية السياسية أو في مفهومه من الناحية الدينية حيث يكمل كل واحد الآخر في مفهوم هذا النظام المسخ ففي السياسة يعتمد هذا النظام العالمي على كل أساليب الغش و الخداع و الإنتهازية و الأنانية و النفاق و الكذب هو من قواعد هذا النظام الأساسية حيث تقول القاعدة في هذا المفهوم إكذب ثم إكذب ثم إكذب حتى يصدقك الآخرون و لكنهم يفلحون في ذلك و بفضل دعاية عالمية مركزة فإنهم أي من يتحكمون في قواعد اللعبة و التي هي لعبة لا يسيطرون على العالم فحسب بل هم يسيطرون على ما هو أهم إنها العقول التي أصبح الشيطان يعشش فيها.
إن السيطرة تعني في كل المفاهيم إستخدام كل الأساليب حتى لو كانت هذه الأساليب بدون أي قيم أو مبادئ تنظر للإنسان و لو لمرة نظرة إنسانية إنما ينظر له آخر شيئ يمكن أن ينظر له حيث لا ينظر إلا للمخططات و الأرقام فهو نظام بكل بساطة يستعبد البشرية في كل شيئ ليس ماديا فحسب بل روحيا أيضا فهو يهدف بالإضافة للسيطرة على مقدرات العالم و عقوله أيضا همه الديني أن يصبح كل العالم يعتقد إعتقادا واحدا و هو أن الإله خرافة و أن كل الديانات لا أساس لها من الصحة و هكذا أتم هذا النظام المسيطر هدفه الأهم و هو أن تسيطر عقيدة الإلحاد التي لا تعترف بأي عقيدة على كل العالم و هذا ما يحدث اليوم في هذا العالم الغريب.
لقد أراد من يقفون خلف هذا النظام العالمي الجديد أن ينشرو الإلحاد و قد أفلحو إلى حد لا يصدق في مبتغاهم هذا لكنهم رغم ذلك فهم ليسو ملحدين أبدا هؤلاء الذين يتحكمون في العالم اليوم فبعيدا عن سياساتهم القذرة و الدنيئة فهم أناس عقائديون جدا إلى درجة لا تصدق و لا تعكس سعيهم لنشر الإلحاد و يعود ذلك لسبب مهم لديهم و هو أن الإلحاد هو العقيدة الوحيدة التي تخدم مصالحهم و تتماشى مع أهدافهم.
إنهم يعتقدون و يتمسكون بعقيدتهم التي تعتبرهم هم فقط الأسياد و البقية كلهم عبيد كما أنهم يعتقدون إعتقادا جازما أن زعيمهم الأوحد و الأكبر الذين يتعبدون له سوف يخرج من خلف الستارة إلى العلن ليكشف عن نفسه و يحكم العالم هذه المرة في العلن، إنها أحجية هذا النظام و هي إحدى الأحجيات من أحجيات لا تنتهي حول هذا النظام العالمي الذي يلفه الغموض.
إنه نظام عالمي يلعب آخر لعبته لحكم العالم بطريقته الخاصة و هو يملك كل المقومات لفعل ما يريد في هذا العالم و نحن هنا بالطبع لا نتحدث عن هذا النظام كنظام بل نتحدث عن الذي يتحكم في هذا النظام لكن هذا النظام سوف يسقط لا محالة إن عاجلا أو آجلا و مثل أي إمبراطورية حكمت العالم عبر التاريخ فداس عليها التاريخ في النهاية و لم تبقى سوى تاريخا يُروى و كذلك مآل هذا النظام في نهاية التاريخ لكن من سيحمل مشعل هذا النظام هو من يقوده اليوم إلى الحافة و لا أحد يدري من سيخلف هذا النظام و من هو و هل هو إنسان أو كيان أو جان أم هو مزيج من كل هؤلاء ؟
إكتشف العالم يسعى إلى المعلومة المفيدة و البسيطة التي يحاول الجميع إيجادها و مهما كانت المعلومة غريبة أوعجيبة سوف تجدها في عالم الإكتشاف بسيطة و سهلة , إكتشف حولك هو إكتشاف العالم الذي نعيش فيه و لا زلنا لم نكتشف منه حتى قطرة من محيط . الكاتب محمد علي [ عالم الإكتشاف ]
- مقالات متصلة :
- الهدف من خلق الإنسان وعمارة الارض
- السعادة مفردة سهلة و لكنها صعبة المنال !
- إنسان يبحث عن حياة ؟
نحن اليوم هنا و في هذا المنبر المتواضع سوف نحاول بقدر المستطاع أن نكتشف خفايا و أسرار و ألغاز هذا النظام الغامض و الذي يقود العالم حيث لم يشهد التاريخ مثل هذا النظام أبدا؟
١- النظام العالمي الجديد، من أين أتى !
السؤال هنا هو سؤال شاسع جدا و متشعب و يحتوي على تفاصيل و فصول لا تنتهي و لا يبدو لها نهاية في المستقبل القريب على الأقل لكن بذور نشأة هذا النظام هي من دون شك تحمل معها جينات قاتلة و التي سوف تلعب دورا حاسما في تفكيك هذا النظام المعقد من داخله و من نواته الصلبة، هناك أيادي كثيرة و مختلفة في أشياء عديدة هي من أسست منذ البداية لقيام نظام جديد يتحكم في كل العالم بزر واحد و عملة واحدة و دعاية واحدة و الأهم في كل هذا عقيدة واحدة تحكم العالم بأسره، إنها عقيدة الإلحاد حيث لا وجود لأي معتقد و العالم في أصلة هو مجرد ماديات و لا وجود و لا معنى لما يسمى بالغيبات و هكذا و بسيطرة هذا الفكر و هذه العقيدة سوف تسهل السيطرة على العقول و هذا هو أهم جزء للسيطرة على العالم.
هكذا بدأت الفكرة منذ البداية و بدأ بعدها تخطيط و دهاء و خداع و من دون مؤامرات لن يفلح القوم الذين يعملون في السر و العلانية لكن شخصا واحدا منهم هو الذي لا يمكنه أن يظهر أمام العلن أبدا، إنه زعيمهم و هو بدون شك من أسس لهذا النظام العالمي الملحد و هو من يقف خلف كل هذا بعد قدرة الله عز و جل، إن الذي خطط لكل هذا العالم يحمل أبعادا مختلفة و متخالفة لكنها إجتمعت لخدمة هدف واحد و هو السيطرة على كل العالم بما فيه من عقول و ذهب و إعلام و مقدرات و ثروات....
إن الأكيد أن الذين صنعو هذا النظام العالمي الذي يسيطر على العالم و الذين يسيطرون هم من خلاله على ثروات و مقدرات العالم هم مصدر كل الشرور في هذا العالم و قد حولو هذا العالم من عالم الإنسان إلى عالم لا يعترف بأي معنى للإنسانية فقانون الغاب هو المسيطر و القوي يتغذى على الضعف حيث تستبيح الدول العظمى كل دول العالم و بصفة خاصة أرض المسلمين أما من ناحية أخرى فإن أحد أهم أهداف هذا النظام العالمي الشرير هو أن تزداد دول وشعوب غنى و ثروات طائلة مقدسة في حين تزداد شعوب أخرى فقرا و عبودية و تبعية و كل هذا يحدث اليوم في العالم تحت أسماء مموهة مثل منظمة الأمم و حقوق الإنسان و الحرية و الديمقراطية و أصنام هذا العصر الجديدة.
إنها لعبة قذرة و دنيئة يملك أوراقها كاملة من يحكمون و يتحكمون في هذا العالم من خلف الستار و الذين لا يخدمون في كل هذا إلا زعيمهم الأوحد و هو بدون شك الشيطان. إنهم أناس يخدمون الشيطان و مصالحه في السيطرة على العالم و على كل العقول حيث وصل العالم في ظل هذا النظام إلى درجة من الإلحاد لم يشهدها تاريخ الإنسان على مر كل عصوره.
٢- النظام العالمي، كيف يحكم !
إن من خططو و دبرو لقيام نظام واحد في العالم ليسيطر و يتحكم في كل شيئ كانو منذ البداية أناس أقوياء و لديهم نفوذ واسع في كل العالم و يدهم الطولى تستطيع الوصول إلى أي ثروة أو أي جزء في العالم.
إنه نظام في مجمله مخادع و دجال يوهم أتباعه و مريديه أنهم هم الأسياد أما البقية فهم مجرد عبيد لا بد لهم أن يبقو مخلدين في ذلك الفقر لأنهم ببساطة إن أصبحو أثرياء فهذا سوف يشكل خطرا مصيريا على نظام الدجل العالمي.
لا بد لهذا النظام العالمي القذر أن يبقى مهيمنا و مسيطرا على العالم لذلك فهو لا يتردد أبدا في إستعمال كل الدجل و الخداع الممكن ليسيطر على عقول البسطاء أنه أفضل نظام وفر الرفاهية و الرخاء للبشرية على مر التاريخ الإنساني.
إنه نظام متغطرس كل أساليبه القذرة و الدنيئة هي وسائل متاحة و شرعية فلا يوجدفي قاموس هذا النظام شيئ إسمه حقوق أو عدالة أو أي قيم و مبادئ إنه نظام قائم أساسا على الشر رغم مظهره المخادع و الذي لا يكاد يخلو من الحيل و المؤامرات.
يسيطر هذا النظام على العالم من خلال أيادي لا تريد إلا الهلاك للأغلبية فهذه الأيادي الشيطانية تزرع في كل يوم بذور الشر من حروب و مآسي و ربا و اللاعدالة و فقر و دجل و إستعباد الأغلبية و نشر الإلحاد و المجون و كل أنواع الرذيلة بحيث لم تشهد البشرية فسادا مثلما هو اليوم كل أنواع الفساد على وجه هذه الأرض يحدث اليوم حيث إختلطت المفاهيم و إختلفت المعايير و تداخلت المقاييس و لم تعد الأمم و الشعوب تعرف من يتحكم في العالم و من يسيره في هذا الإتجاه الخاطئ الموصل إلى الجحيم.
يعلم الجميع اليوم أن العالم و من يحرك خيوطه يجعلها في طريق الهاوية و الذي وضع كل هذا المخطط هو يسارع بأخذ هذا العالم إلى النهاية و المصير الحتمي لكل شيئ خلقه الله في هذا العالم لكن القارئ الذي لا ينظر إلا للماديات يسأل سؤاله الجدلي كما جرت العادة في أي زمان و مكان و هو أين الله من كل ما يحدث في العالم و لماذا يهيمن و يسيطر الشر على هذا العالم؟
إن هذا النظام العالمي كان هدفه منذ البداية أن يحكم العالم من خلال نظام موحد في كل شيئ و بعد توحيد كل شيئ التعاملات، العملة، الإعلام و الدعاية و الأعمال سوف يسهل كثيرا ليس حكم العالم بل التحكم فيه من كل النواحي و الأهم من كل هذا هو عقائد الناس، إن هذا الذي يطلقون عليه النظام العالمي الجديد لم يكن له أبدا هدف تنظيم هذا العالم المليئ بالتناقضات و المفارقات التي تعتبر من أسس هذا النظام فمن جهة يرفع هذا النظام قيما جذابة كالمساواة و حقوق الإنسان و من جهة أخرى فإن عمق هذا النظام العالمي الجديد يخفي وراءه غموض و جمعيات سرية و مؤامرات و خداع و شرور لا تنتهي خاصة لدى من يتحكم و يحرك الأحداث الغامضة غموض هذا النظام الدولي في حد ذاته.
لا يقتصر مفهوم النظام العالمي الجديد على مفهوم واحد بل على عدة مفاهيم رئيسية لكي تستطيع التحكم في هذا العالم الذي لا يسيطر عليه إلا مجموعة من المتغطرسين و الدجالين الذي يخدمون دجالهم الأكبر و الذي يحرك هذه الدمى جميعها، إنه من يحكم هذا العالم الذي نعيشه اليوم و الذي يسوده غموض رهيب و أسئلة متشعبة و أمور غريبة لا تتطابق مع المنطق و هذا هو ما يميز نظام الدجل العالمي و الذي يختطف هذا العالم و يهوي به إلى الجحيم.
٣- النظام العالمي بين السياسة و الدين !
لا يختلف هذا النظام الذي يسيطر على عالمنا اليوم في مفهومه من الناحية السياسية أو في مفهومه من الناحية الدينية حيث يكمل كل واحد الآخر في مفهوم هذا النظام المسخ ففي السياسة يعتمد هذا النظام العالمي على كل أساليب الغش و الخداع و الإنتهازية و الأنانية و النفاق و الكذب هو من قواعد هذا النظام الأساسية حيث تقول القاعدة في هذا المفهوم إكذب ثم إكذب ثم إكذب حتى يصدقك الآخرون و لكنهم يفلحون في ذلك و بفضل دعاية عالمية مركزة فإنهم أي من يتحكمون في قواعد اللعبة و التي هي لعبة لا يسيطرون على العالم فحسب بل هم يسيطرون على ما هو أهم إنها العقول التي أصبح الشيطان يعشش فيها.
إن السيطرة تعني في كل المفاهيم إستخدام كل الأساليب حتى لو كانت هذه الأساليب بدون أي قيم أو مبادئ تنظر للإنسان و لو لمرة نظرة إنسانية إنما ينظر له آخر شيئ يمكن أن ينظر له حيث لا ينظر إلا للمخططات و الأرقام فهو نظام بكل بساطة يستعبد البشرية في كل شيئ ليس ماديا فحسب بل روحيا أيضا فهو يهدف بالإضافة للسيطرة على مقدرات العالم و عقوله أيضا همه الديني أن يصبح كل العالم يعتقد إعتقادا واحدا و هو أن الإله خرافة و أن كل الديانات لا أساس لها من الصحة و هكذا أتم هذا النظام المسيطر هدفه الأهم و هو أن تسيطر عقيدة الإلحاد التي لا تعترف بأي عقيدة على كل العالم و هذا ما يحدث اليوم في هذا العالم الغريب.
لقد أراد من يقفون خلف هذا النظام العالمي الجديد أن ينشرو الإلحاد و قد أفلحو إلى حد لا يصدق في مبتغاهم هذا لكنهم رغم ذلك فهم ليسو ملحدين أبدا هؤلاء الذين يتحكمون في العالم اليوم فبعيدا عن سياساتهم القذرة و الدنيئة فهم أناس عقائديون جدا إلى درجة لا تصدق و لا تعكس سعيهم لنشر الإلحاد و يعود ذلك لسبب مهم لديهم و هو أن الإلحاد هو العقيدة الوحيدة التي تخدم مصالحهم و تتماشى مع أهدافهم.
إنهم يعتقدون و يتمسكون بعقيدتهم التي تعتبرهم هم فقط الأسياد و البقية كلهم عبيد كما أنهم يعتقدون إعتقادا جازما أن زعيمهم الأوحد و الأكبر الذين يتعبدون له سوف يخرج من خلف الستارة إلى العلن ليكشف عن نفسه و يحكم العالم هذه المرة في العلن، إنها أحجية هذا النظام و هي إحدى الأحجيات من أحجيات لا تنتهي حول هذا النظام العالمي الذي يلفه الغموض.
إنه نظام عالمي يلعب آخر لعبته لحكم العالم بطريقته الخاصة و هو يملك كل المقومات لفعل ما يريد في هذا العالم و نحن هنا بالطبع لا نتحدث عن هذا النظام كنظام بل نتحدث عن الذي يتحكم في هذا النظام لكن هذا النظام سوف يسقط لا محالة إن عاجلا أو آجلا و مثل أي إمبراطورية حكمت العالم عبر التاريخ فداس عليها التاريخ في النهاية و لم تبقى سوى تاريخا يُروى و كذلك مآل هذا النظام في نهاية التاريخ لكن من سيحمل مشعل هذا النظام هو من يقوده اليوم إلى الحافة و لا أحد يدري من سيخلف هذا النظام و من هو و هل هو إنسان أو كيان أو جان أم هو مزيج من كل هؤلاء ؟
إكتشف العالم يسعى إلى المعلومة المفيدة و البسيطة التي يحاول الجميع إيجادها و مهما كانت المعلومة غريبة أوعجيبة سوف تجدها في عالم الإكتشاف بسيطة و سهلة , إكتشف حولك هو إكتشاف العالم الذي نعيش فيه و لا زلنا لم نكتشف منه حتى قطرة من محيط . الكاتب محمد علي [ عالم الإكتشاف ]
- مقالات متصلة :
- الهدف من خلق الإنسان وعمارة الارض
- السعادة مفردة سهلة و لكنها صعبة المنال !
- إنسان يبحث عن حياة ؟