الحضارة الاسلامية هي إحدى أهم الحضارات التي عرفها التاريخ و سوف تبقى كذلك بلا شك إلى أن يرث الله الأرض و من عليها و رغم أن الحضارة الإسلامية اليوم تعيش أتعس و أرذل أيامها منذ حتى ظهورها للعالم إلا أنها تنفض غبار الذل و تنهض في نهاية المطاف و قد شهدت هذه الحضارة البارزة أياما أحلك من أيامنا هذه في فترات متباينة من فترات التاريخ و إستطاعت تجاوزها في وقتها و الوقوف من جديد ، إنها حضارة الإيمان و اليقين بالله عز و جل حيث لا إنهزام أبدا مهما كانت درجة الضعف .
للمتأمل اليوم في الحضارة الإسلامية و ما وصلت إليه من تخلف و تراجع لا يمكن تخيله و تصوره فهو سيكتشف حقيقة الفرق الشاسع بين ما كنا عليه و ما صرنا إليه ، إنه نزول حاد من أعلى القمة التي تليه من بعده غيبوبة لا يمكن التكهن بفترتها الزمنية و كم ستطول هذه الغيبوبة و لكن حسب إعتقادي فهي لن تطول أكثر مما مضى و هكذا بدأت القصة و التي بدون أدنى شك أن تلك الحضارة الأبرز سوف تستفيق في النهاية لتقف من جديد كما كانت في أوج شبابها و عنفوانها و إبان عصرها الذهبي حيث كانت في مقدمة العالم ، إنها حضارة رسول الإسلام محمد صلى الله عليه و سلم و لا يمكن أبدا أن تبقى في الأسفل .
كانت حضارة الإسلام في الزمن الماضي و خلال فترة ليست ببعيدة في الريادة و على كل المستويات و يشهد بذلك اليوم كل من الشرق و الغرب حيث وضع علماء الإسلام أسس العلم الحديث الذي نراه في العالم اليوم و إذا قلنا أن الحضارة الإسلامية غيرت مجرى التاريخ فهي غيرت بالفعل ففي علم الرياضيات مثلا وضع العلماء المسلمون أسس هذا العلم و طوروه مثل وضعهم للخوارزميات الرياضية و الجبر و علوم أخرى تتعلق بالرياضيات كالهندسة و قد ترك هؤلاؤ العلماء بصمتهم الواضحة في تقدم الحضارة الإنسانية جمعاء و من أمثال هؤلاؤ العالم و الفيلسوف المسلم يعقوب بن إسحاق الكندي ذاك العلامة الذي كانت له الريادة في وضع علم التشفير و إخفاء البيانات .
إن العلماء المسلمون الذين إرتقو بحضارة الإسلام أولا ثم بحضارة الإنسان ثانيا لا يمكن حصرهم لكن سوف نحاول التطرق لبعض هؤلاؤ الأعلام و الأقطاب و الذين كان الرجل منهم بأمة في عقله و رشده و علمه ليترك في النهاية أثرا يخلده بعد الموت و لو بكلمات بسيطة و بصمة واضحة في خضم التاريخ الذي لا ينسى و من أمثال هؤلاؤ الأقطاب نذكر المخترع و العالم المسلم عباس بن فرناس الذي قدم للتاريخ الإنساني منجزات و إختراعات حصرية أفادت كل البشرية و يكفي عن هذا العالم الأندلسي أنه أول إنسان يصنع قلم حبر في تاريخ البشرية .
يوجد كثير من العلماء و المخترعين المسلمين الذين كان لهم السبق في دفع عجلة التاريخ الإنساني إلى الأمام أو إلى ما وصلت إليه اليوم من تكلنوجيا و تقنية و من أهم هؤلاؤ المخترعين "بديع الزمان الجزري" و هو من العلماء الذين قدمو للبشرية أهم الإختراعات كالآلات الهيدرولوكية مثل نواعير رفع المياه و الساعات المائية و غير ذلك من تصاميم لعديد الإختراعات و في المجمل يعتبر الجزري أول العلماء الذي وضعو أسس استغلال الطاقة المستخرجة من المياه .
لم يكن الجزري لوحده من قدم منجزات غيرت مجرى التاريخ بل هناك آخرون أثرو بشكل كبير و في مجالات أخرى و مختلفة ففي مجال الطب قدم الطبيب المسلم إبن سينا للبشرية ما لم يقدمه طبيب آخر عبر التاريخ و يكفي فقط أن نذكر كتابه " القانون في الطب" الذي يعتبر مرجعا أساسيا لدراسة الطب في أغلب جامعات العالم . كان أيضا للعالم و الطبيب المسلم إبن النفيس نصيب لا بأس به جعل من إسمه خالدا بين صفحات التاريخ فقد إستطاع هذا العالم الموسوعي أن يدون أكبر موسوعة طبية عرفها الإنسان و تتضمن هذه الموسوعة 300 مجلد .
عندما كان العالم بأسره يغرق في ظلام الجهل و لا يجد نورا يضيئ له وحشة الطريق و عثراته المتناثرة كانت الحضارة الاسلامية تنير درب العالم و تمسك دفته و تشيد طريق المستقبل الذي وصل إليه العالم اليوم حينها كان العالم يعيش قرونه الوسطى و كانت الحضارة الاسلامية تعيش عصرها الذهبي من خلال منجزات و إختراعات سطرها أبرز علماء الإسلام الذين خلدهم التاريخ بين سطوره الفضية .
أما في مجالات أخرى فقد إستطاع عالم آخر مسلم و هو "إبن الهيثم" أن يبدع في مجال الفيزياء و علم البصريات و قد كان لكتابه " المناظر " جل الأثر في تقدم البشرية في هذا العلم حيث تم ترجمة كتابه لعدة لغات حول العالم كان لها صدى كبير حتى عند علماء غربيين أثنو على هذا العالم الفذ و الغني عن التعريف كما إعتبرو منجزاته العلمية من بين أهم الإنجازات التي يقدمها إنسان للبشرية جمعاء .
إذا تمادينا في الحديث عن حضارة الإسلام و عما قدمته للتاريخ الإنساني فقد يطول الحديث كثيرا و ربما يمل القارئ العربي سريع الملل كما أن العلماء المسلمين الذين أنارو سراج الإنسانية و أشعلو قنديل العلوم للعالم بأسره في عصور ظلمات الجميع هؤلاؤ ليس لهم حصر لذلك كانت هذه نبذة قصيرة عما قدمته الحضارة الاسلامية للإنسان و هذا ما يجعل أي مسلم يعيش اليوم يقف مذهولا في تعجب لا متناهي عما آلت إليه أحوال هذه الحضارة في يومنا هذا و لكن السؤال هنا هو هل تعود الحضارة الاسلامية إلى عصرها الذهبي يوما !
إكتشف العالم يسعى إلى المعلومة المفيدة و البسيطة التي يحاول الجميع إيجادها و مهما كانت المعلومة غريبة أوعجيبة سوف تجدها في عالم الإكتشاف بسيطة و سهلة , إكتشف حولك هو إكتشاف العالم الذي نعيش فيه و لا زلنا لم نكتشف منه حتى قطرة من محيط . الكاتب محمد علي [ عالم الإكتشاف ]
- مقالات متصلة :
- أهم معالم الحضارة الفرعونية
- أهم معالم الحضارة الإسلامية في الأندلس
- الحضارة الإسلامية في الاندلس
- جوانب من الحضارة العربية الإسلامية القديمة
- الحضارة الفرعونية أهم الحضارات العريقة عبر التاريخ
- حضارة المايا ونهاية العالم
- اطلانتس المفقودة ؟
- غرائب العالم القديم أهرامات الجيزة !