لقد تركت الحضارة الاسلامية في الاندلس بصمات واضحة في ذلك المكان من العالم و الذي يطلق عليها شبه الجزيرة الأيبيرية و التي تقع جنوب القارة الأوروبية و قد حكمت الإمبراطورية الإسلامية و هي في أوج قوتها تلك المنطقة التي سماها المسلمون بالأندلس و إمتدت هذه الفترة أكثر من سبعة قرون. شهدت الأندلس حروبا مستمرة خلال فترة تاريخها القديم و كان هذا الصراع على السيطرة في مجمله بين الإمبراطورية الإسلامية و التي كانت تتمثل آن ذاك في الخلافة الإسلامية و بين القوى الأوروبية حينها و التي كانت تتمثل في الإمارات المسيحية في تلك الحقب من القرون الوسطى.
1- الأصـــــــــول و التــــــــــاريخ
يعود إسم الأندلس إلى اللغة البربرية و هي لغة كانت سائدة لدى شعوب ضفة جنوب البحر المتوسط و تحديدا شعوب شمال إفريقيا الذين كانو في الأصل من البربر و الأمازيغ لكن في حين يقول بعضم بأصل تسمية شبه الجزيرة الإيبرية مثلما أصبح يطلق عليها بالأندلس يرى آخرون أن تسمية الأندلس تعود للعرب الفاتحين الذين فتحوها سنة 711م، يرى البعض الآخر أن الأندلس هي تسمية ذات أصول رومانية حين كانت الإمبراطورية الرومانية تحكم ما تسمى إسبانيا اليوم.
هناك عديد النظريات حول تسمية "الأندلس" حيث يرجح بعض المؤرخين أن يكون مصدر هذه الكلمة لقبائل القوط الغربيين و هي قبائل جرمانية كانت في صراع مع الإمبراطورية الرومانية. هناك عدة نظريات و آراء مختلفة حول مصدر كلمة 'أندلس' و يرجع ذلك إلى الأحداث التي شهدتها تلك المنطقة و صراعات متعددة بين إمبراطوريات عظمى في تلك الفترة، سيطر المسلمون على الأندلس خلال سنة 711م و إنتزعوها من سيطرة مملكة القوط الغربيين و كان ذاك حين أرسلت الخلافة الإسلامية جيشا بقيادة القائد الشهير المسلم موسى بن نصير.
أرسل القائد المسلم موسى بن نصير جيشا قوامه 12 ألفا من المسلمين و قد كان جل قادة هذا الجيش من أصول بربرية و من بين هؤلاء كان طارق بن زياد و الذي كان حاكم طنجة آن ذاك و الذي خلد إسمه فيما بعد على جبل طارق حيث هزم جيش المسلمين مملكة القوط الغربيين و سيطرو على الأندلس. لم يقم جيش المسلمين بالسيطرة على الأندلس بطريقة خاطفة أو بإعتماد الحرب الخاطفة التي تعتمدها بعض الجيوش بل كانت هذه السيطرة بصفة تدريجية حيث سيطرو في البداية على إشبيلية ثم إسيجا و أخيرا قرطبة و في النهاية تمكن جيش الإمبراطورية الإسلامية أو الخلافة الإسلامية من السيطرة على مدينة سرقسطة.
كانت سيطرة المسلمين على الأندلس غير مكتملة في بعض المناطق حيث لم يستطع المسلمون التوغل كثيرا في مرتفعات كانتابريان كما أنهم لم يستطيعو أيضا إختراق مملكة الباسك في الشمال، بدأت بعد ذلك مراحل جديدة من الصراع و السيطرة على شبه الجزيرة بين المسلمين و المسيحيين في الشمال. سيطر بعد ذلك المدعو عبد الرحمان الدَّاخل على مفاصل الدولة الإسلامية الناشئة في شبه الجزيرة لتدخل بعدها الأندلس في مرحلة جديدة من الحكم الإسلامي الرشيد على يد هذا الرجل و تنفصل عن حكم الخلافة العباسية في المشرق و تستقل ذاتيا عنها.
مرت الأندلس بعد ذلك بحقب تاريخية طويلة و صراعات لا تنتنهي تقاسمها و المسلمون و الإفرنج و المسيحيين فمن إمارة قرطبة التابعة للخلافة الأموية إلى عهد و ملوك الطوائف الذين حكمو الأندلس إلى الدولة المرابطية بالمغرب الأقصى التي إستطاعت إعادة أجزاء كبيرة جنوب الأندلس على يد قائدها يوسف بن تاشفين و التي كانت قد سقطت على يد الإفرنج حيث وصولا إلى الدولة الموحدية و التي كانت قد هزمت دولة المرابطين.
2- المعمــــــــار الإســــــــلامي
أثرت الحضارة الإسلامية بدرجة لا تصدق على المعمار في الأندلس و كان ذلك طيلة أكثر من خمسة قرون حكمها فيها المسلمون لذلك فإن المعمار الإسلامي لا يكاد يغيب عن أي جزء من بقاع الأندلس. كانت المساجد من أهم التحف الفنية التي شيدها المسلمون و هي رمز على مدى قوة و إزدهار الخلافة الإسلامية آن ذاك و التي كانت في أوج عنفوانها و من أهم هذه المعالم مسجد قرطبة في غرناطة و برج الذهب في إشبيلية و قصر الحمراء في غرناطة و كذلك القصر الملكي في إشبيلية .
وظف المسلمون المعمار ذو الطابع الإسلامي في كل البناءات في الأندلس مثل المساجد و القصور و القلاع و المسارح و قد أثر هذا بشكل كبير على المدينة لتأخذ طابع المدن المشرقية كما شهدت الأندلس تغيرا نوعيا في المعمار خاصة إبان حقبة تولي عبد الرحمان الداخل حكمها. يعتبر مسجد قرطبة أحد أهم التحف المعمارية للحضارة الإسلامية الذي قام عبد الرحمان الداخل ببنائه و كان ذلك في سنة 786م، شيد الأمراء و الخلفاء المسلمون تحفا معمارية رائعة عديدة برهنت على عظمة العمارة الإسلامية من ذلك مدينة الزهراء و قصر الحمراء و برج الذهب في إشبيلية كما كان للزخرفة الإسلامية حضور واسع في معمار الأندلس.
3- العلمـــــــاء المسلميــــــــــن
أنجبت الحضارة الإسلامية في الأندلس خيرة علماء الإسلام و الذين هم من وضعو أسس العلم الحديث حيث ظهر آن ذاك العالم و المخترع أبو القاسم عباس بن فرناس و الذي عاش خلال حقبة حكم الدولة الأموية أما العالم الأندلسي الآخر فهو غني عن التعريف إنه العالم الفيلسوف و الطبيب و الفقيه و القاضي و الفلكي و الفيزيائي إبن رشد، ترك هذا العالم مؤلفات علمية في الطب و الفلسفة. إبن زهر هو عالم مسلم آخر من علماء الأندلس الذين إختصو في مجال الطب حيث ترك هذا العالم المسلم مؤلفات علمية عديدة و من أهمها الموسوعة الطبية "كتاب التيسير في المداواة والتدبير". إهتمت الدولة الأموية في الأندلس إهتماما كبيرا بالعلم و العلماء و شجعت على نشر المعرفة حيث قامت بفتح المكتبات و نشرها حيث كانت الخلافة الأموية حينها في أوج إزدهارها الإقتصادي و العمراني و العلمي.
4- الإســــــلام و الأندلــــــــس
إرتبطت الأندلس إرتباطا وثيقا بدين الإسلام منذ دخول المسلمين إلى ما كانت تسمى سابقا بشبه الجزيرة الإيبيرية فقبائل القوط الغربيين كانو سباقين في إعتناق هذا الدين الذي لطالما شعر معتنقوه الجدد بعظمته في حين يتركه أهله الأصليين يوما بعد يوم لكن بالرغم من ذلك حافظت الأقليات الأخرى في الأندلس عل معتقداتها كاليهودية و المسيحية و المجوسية. سمح المسلمون لبقية المعتقدات بممارسة شعائرهم بكل حرية و على دور العبادة الخاصة بهم، أظهر الإسلام عن تعامله الحسن مع مختلف الديانات الأخرى مثل اليهودية الموجودة قديما في شبه الجزيرة.
5- ســــــكان الأندلــــــــــس
ضمت الأندلس بعد فتح الخلافة الأموية لها سكانا من كل حدب و صوب و سكانا من كل طائفة و عرق فالذين قتحو الأندلس من المسلمين هم في الأصل عرب و أمازيغ و بربر و الذين تزاوجو فيما بعد مع قبائل القوط الغربيين الذين كانو يقطنون شبه الجزيرة. قدم المسلمون من بلاد الشام بعد الفتوحات حيث كانت دمشق عاصمة الأمويين كما عاشت في الأندلس أعراق و معتقدات أخرى من نصارى و يهود و مسيحيين.
6- سقــــــــوط الأندلـــــــــس
سقطت الأندلس خلال حقبة الدولة الموحدية حيث نشبت صراعات بين أفراد الأسرة الحاكمة لدولة الموحدين مما أكسب فرناندو الثالث ملك قشتالة فرصة ذهبية للإنقضاض على حصون الأندلس واحدا تلو الآخر، أدى بعد ذلك إندلاع الثورات في الأندلس ضد الحكم الموحدي لإنتهاز الممالك المسيحية في الشمال إلى العودة بقوة إلى شبه الجزيرة. إستغل المسيحيون في الشمال و الذين كانو على الحدود مع الأندلس ليقضمو أرض شبه الجزيرة الإيبيرية قطعة قطعة و قد كان الهدف الأخطر للمسيحيين هو قرطبة و التي بسقوطها تسقط الأندلس و هذا ما كان يفكر فيه الملك فرناندو الثالث.
كان السقوط المدوي للأندلس و التي تعد آخر قلاع المسلمين في جنوب أوروبا في سنة 1234م حيث سير المسيحيون جيشا ماهولا لإنتزاع القلعة الأخيرة و الحصن القديم للمسلمين ألا و هي قرطبة لتنتهي بذلك حقبة المسلمين في الأندلس و التي حكموها منذ ما يزيد عن خمسة قرون و تطوى صفحة الحكم الإسلامي في الأندلس. رغم كل الهزائم و الإنكماشات التي شهدتها الحضارة الإسلامية في الاندلس إلا أن المسلمين حافظو على بقعة جغرافية تقع في الجنوب ألا و هي مملكة غرناطة و قد تمكنت هذه المملكة من الصمود نظرا لقربها من المغرب كما أنها تبدو بعيدة نسبيا عن الجيران الإفرنج و المسيحيين في الشمال و قد إستطاعت هذه المملكة التي كانت بمثابة القلعة الأخيرة لدى المسلمين أن تصمد في وجه الأخطار خاصة مملكة قشتالة طيلة أكثر من قرنين من الزمن، لم يدم هذا الصمود للأبد حتى يسقط في النهاية آخر قلاع المسلمين ألا و هي غرناطة و قد كان ذلك بيد الملك القشتالي الملك فرناندو الخامس و طوي بذلك سجل الحضارة الإسلامية في الاندلس.
إكتشف العالم يسعى إلى المعلومة المفيدة و البسيطة التي يحاول الجميع إيجادها و مهما كانت المعلومة غريبة أوعجيبة سوف تجدها في عالم الإكتشاف بسيطة و سهلة , إكتشف حولك هو إكتشاف العالم الذي نعيش فيه و لا زلنا لم نكتشف منه حتى قطرة من محيط . الكاتب محمد علي [ عالم الإكتشاف ]
1- الأصـــــــــول و التــــــــــاريخ
يعود إسم الأندلس إلى اللغة البربرية و هي لغة كانت سائدة لدى شعوب ضفة جنوب البحر المتوسط و تحديدا شعوب شمال إفريقيا الذين كانو في الأصل من البربر و الأمازيغ لكن في حين يقول بعضم بأصل تسمية شبه الجزيرة الإيبرية مثلما أصبح يطلق عليها بالأندلس يرى آخرون أن تسمية الأندلس تعود للعرب الفاتحين الذين فتحوها سنة 711م، يرى البعض الآخر أن الأندلس هي تسمية ذات أصول رومانية حين كانت الإمبراطورية الرومانية تحكم ما تسمى إسبانيا اليوم.
هناك عديد النظريات حول تسمية "الأندلس" حيث يرجح بعض المؤرخين أن يكون مصدر هذه الكلمة لقبائل القوط الغربيين و هي قبائل جرمانية كانت في صراع مع الإمبراطورية الرومانية. هناك عدة نظريات و آراء مختلفة حول مصدر كلمة 'أندلس' و يرجع ذلك إلى الأحداث التي شهدتها تلك المنطقة و صراعات متعددة بين إمبراطوريات عظمى في تلك الفترة، سيطر المسلمون على الأندلس خلال سنة 711م و إنتزعوها من سيطرة مملكة القوط الغربيين و كان ذاك حين أرسلت الخلافة الإسلامية جيشا بقيادة القائد الشهير المسلم موسى بن نصير.
أرسل القائد المسلم موسى بن نصير جيشا قوامه 12 ألفا من المسلمين و قد كان جل قادة هذا الجيش من أصول بربرية و من بين هؤلاء كان طارق بن زياد و الذي كان حاكم طنجة آن ذاك و الذي خلد إسمه فيما بعد على جبل طارق حيث هزم جيش المسلمين مملكة القوط الغربيين و سيطرو على الأندلس. لم يقم جيش المسلمين بالسيطرة على الأندلس بطريقة خاطفة أو بإعتماد الحرب الخاطفة التي تعتمدها بعض الجيوش بل كانت هذه السيطرة بصفة تدريجية حيث سيطرو في البداية على إشبيلية ثم إسيجا و أخيرا قرطبة و في النهاية تمكن جيش الإمبراطورية الإسلامية أو الخلافة الإسلامية من السيطرة على مدينة سرقسطة.
كانت سيطرة المسلمين على الأندلس غير مكتملة في بعض المناطق حيث لم يستطع المسلمون التوغل كثيرا في مرتفعات كانتابريان كما أنهم لم يستطيعو أيضا إختراق مملكة الباسك في الشمال، بدأت بعد ذلك مراحل جديدة من الصراع و السيطرة على شبه الجزيرة بين المسلمين و المسيحيين في الشمال. سيطر بعد ذلك المدعو عبد الرحمان الدَّاخل على مفاصل الدولة الإسلامية الناشئة في شبه الجزيرة لتدخل بعدها الأندلس في مرحلة جديدة من الحكم الإسلامي الرشيد على يد هذا الرجل و تنفصل عن حكم الخلافة العباسية في المشرق و تستقل ذاتيا عنها.
مرت الأندلس بعد ذلك بحقب تاريخية طويلة و صراعات لا تنتنهي تقاسمها و المسلمون و الإفرنج و المسيحيين فمن إمارة قرطبة التابعة للخلافة الأموية إلى عهد و ملوك الطوائف الذين حكمو الأندلس إلى الدولة المرابطية بالمغرب الأقصى التي إستطاعت إعادة أجزاء كبيرة جنوب الأندلس على يد قائدها يوسف بن تاشفين و التي كانت قد سقطت على يد الإفرنج حيث وصولا إلى الدولة الموحدية و التي كانت قد هزمت دولة المرابطين.
2- المعمــــــــار الإســــــــلامي
أثرت الحضارة الإسلامية بدرجة لا تصدق على المعمار في الأندلس و كان ذلك طيلة أكثر من خمسة قرون حكمها فيها المسلمون لذلك فإن المعمار الإسلامي لا يكاد يغيب عن أي جزء من بقاع الأندلس. كانت المساجد من أهم التحف الفنية التي شيدها المسلمون و هي رمز على مدى قوة و إزدهار الخلافة الإسلامية آن ذاك و التي كانت في أوج عنفوانها و من أهم هذه المعالم مسجد قرطبة في غرناطة و برج الذهب في إشبيلية و قصر الحمراء في غرناطة و كذلك القصر الملكي في إشبيلية .
وظف المسلمون المعمار ذو الطابع الإسلامي في كل البناءات في الأندلس مثل المساجد و القصور و القلاع و المسارح و قد أثر هذا بشكل كبير على المدينة لتأخذ طابع المدن المشرقية كما شهدت الأندلس تغيرا نوعيا في المعمار خاصة إبان حقبة تولي عبد الرحمان الداخل حكمها. يعتبر مسجد قرطبة أحد أهم التحف المعمارية للحضارة الإسلامية الذي قام عبد الرحمان الداخل ببنائه و كان ذلك في سنة 786م، شيد الأمراء و الخلفاء المسلمون تحفا معمارية رائعة عديدة برهنت على عظمة العمارة الإسلامية من ذلك مدينة الزهراء و قصر الحمراء و برج الذهب في إشبيلية كما كان للزخرفة الإسلامية حضور واسع في معمار الأندلس.
3- العلمـــــــاء المسلميــــــــــن
أنجبت الحضارة الإسلامية في الأندلس خيرة علماء الإسلام و الذين هم من وضعو أسس العلم الحديث حيث ظهر آن ذاك العالم و المخترع أبو القاسم عباس بن فرناس و الذي عاش خلال حقبة حكم الدولة الأموية أما العالم الأندلسي الآخر فهو غني عن التعريف إنه العالم الفيلسوف و الطبيب و الفقيه و القاضي و الفلكي و الفيزيائي إبن رشد، ترك هذا العالم مؤلفات علمية في الطب و الفلسفة. إبن زهر هو عالم مسلم آخر من علماء الأندلس الذين إختصو في مجال الطب حيث ترك هذا العالم المسلم مؤلفات علمية عديدة و من أهمها الموسوعة الطبية "كتاب التيسير في المداواة والتدبير". إهتمت الدولة الأموية في الأندلس إهتماما كبيرا بالعلم و العلماء و شجعت على نشر المعرفة حيث قامت بفتح المكتبات و نشرها حيث كانت الخلافة الأموية حينها في أوج إزدهارها الإقتصادي و العمراني و العلمي.
4- الإســــــلام و الأندلــــــــس
إرتبطت الأندلس إرتباطا وثيقا بدين الإسلام منذ دخول المسلمين إلى ما كانت تسمى سابقا بشبه الجزيرة الإيبيرية فقبائل القوط الغربيين كانو سباقين في إعتناق هذا الدين الذي لطالما شعر معتنقوه الجدد بعظمته في حين يتركه أهله الأصليين يوما بعد يوم لكن بالرغم من ذلك حافظت الأقليات الأخرى في الأندلس عل معتقداتها كاليهودية و المسيحية و المجوسية. سمح المسلمون لبقية المعتقدات بممارسة شعائرهم بكل حرية و على دور العبادة الخاصة بهم، أظهر الإسلام عن تعامله الحسن مع مختلف الديانات الأخرى مثل اليهودية الموجودة قديما في شبه الجزيرة.
5- ســــــكان الأندلــــــــــس
ضمت الأندلس بعد فتح الخلافة الأموية لها سكانا من كل حدب و صوب و سكانا من كل طائفة و عرق فالذين قتحو الأندلس من المسلمين هم في الأصل عرب و أمازيغ و بربر و الذين تزاوجو فيما بعد مع قبائل القوط الغربيين الذين كانو يقطنون شبه الجزيرة. قدم المسلمون من بلاد الشام بعد الفتوحات حيث كانت دمشق عاصمة الأمويين كما عاشت في الأندلس أعراق و معتقدات أخرى من نصارى و يهود و مسيحيين.
6- سقــــــــوط الأندلـــــــــس
سقطت الأندلس خلال حقبة الدولة الموحدية حيث نشبت صراعات بين أفراد الأسرة الحاكمة لدولة الموحدين مما أكسب فرناندو الثالث ملك قشتالة فرصة ذهبية للإنقضاض على حصون الأندلس واحدا تلو الآخر، أدى بعد ذلك إندلاع الثورات في الأندلس ضد الحكم الموحدي لإنتهاز الممالك المسيحية في الشمال إلى العودة بقوة إلى شبه الجزيرة. إستغل المسيحيون في الشمال و الذين كانو على الحدود مع الأندلس ليقضمو أرض شبه الجزيرة الإيبيرية قطعة قطعة و قد كان الهدف الأخطر للمسيحيين هو قرطبة و التي بسقوطها تسقط الأندلس و هذا ما كان يفكر فيه الملك فرناندو الثالث.
كان السقوط المدوي للأندلس و التي تعد آخر قلاع المسلمين في جنوب أوروبا في سنة 1234م حيث سير المسيحيون جيشا ماهولا لإنتزاع القلعة الأخيرة و الحصن القديم للمسلمين ألا و هي قرطبة لتنتهي بذلك حقبة المسلمين في الأندلس و التي حكموها منذ ما يزيد عن خمسة قرون و تطوى صفحة الحكم الإسلامي في الأندلس. رغم كل الهزائم و الإنكماشات التي شهدتها الحضارة الإسلامية في الاندلس إلا أن المسلمين حافظو على بقعة جغرافية تقع في الجنوب ألا و هي مملكة غرناطة و قد تمكنت هذه المملكة من الصمود نظرا لقربها من المغرب كما أنها تبدو بعيدة نسبيا عن الجيران الإفرنج و المسيحيين في الشمال و قد إستطاعت هذه المملكة التي كانت بمثابة القلعة الأخيرة لدى المسلمين أن تصمد في وجه الأخطار خاصة مملكة قشتالة طيلة أكثر من قرنين من الزمن، لم يدم هذا الصمود للأبد حتى يسقط في النهاية آخر قلاع المسلمين ألا و هي غرناطة و قد كان ذلك بيد الملك القشتالي الملك فرناندو الخامس و طوي بذلك سجل الحضارة الإسلامية في الاندلس.
إكتشف العالم يسعى إلى المعلومة المفيدة و البسيطة التي يحاول الجميع إيجادها و مهما كانت المعلومة غريبة أوعجيبة سوف تجدها في عالم الإكتشاف بسيطة و سهلة , إكتشف حولك هو إكتشاف العالم الذي نعيش فيه و لا زلنا لم نكتشف منه حتى قطرة من محيط . الكاتب محمد علي [ عالم الإكتشاف ]