الفضاء إنه شغل الإنسان الشاغل منذ النشأة الأولى حيث نظرت كل حضارة للفضاء من منظورها الخاص و أوّلت ذلك المكان اللامتناهي حسب طقوسها و معتقداتها الذاتية ، إن الفضاء بلا شك عالم يستحق منا التدبر و التفكر في كيفية نشأة تلك العوالم الأخرى من مجرات و نجوم و كواكب ليس لها نهاية من حيث المكان و الزمان !
يقر علماء الفلك على أن مجرتنا التي تسمى "درب التبانة" و رغم كل ضخامتها التي لا يستطيع العقل تصورها فهي مع ذلك عبارة عن حبة حصى وسط صحراء لا متناهية في زمانها و مكانها و هذا قد يكون سببا مقنعا جدا لوجود تلك الحضارة المتقدمة التي تعيش في الكواكب الأخرى و التي لطالما بحث الإنسان عنها و قدم الحجج و البراهين على وجودها ، لقد تصورها في مخيلته الشاسعة شساعة ذاك الفضاء و ألف حولها القصص و الخرافات التي ليس لها حصر من ظهور أطباق طائرة في السماء إلى الأناس الغرباء القادمين من كواكب بعيدة إلى حضارات متقدمة جدا تأتي من كواكب أخرى لتغزو كوكبنا هذا !
لا يمكن للإنسان أن يرى هذا الفضاء من حوله من دون أن يحرك ساكنا إنها فطرته و غريزته التي يملأها حب الإطلاع و الرغبة في الإكتشاف و رحلة البحث عن اليقين ، إن تلك الحضارة المتقدمة التي شغلت على مر التاريخ هذا الإنسان لم تشغل باله و عقله اليوم أو بالأمس بل هي تجول في خاطره منذ الأزل و سوف تبقى كذلك ، توضح كتابات و مخطوطات و نقوش تركتها حضارات و شعوب قديمة جدا أن تلك الحضارة الغائبة في الفضاء و تلك الشعوب المتقدمة و التي تسكن المجرات الأخرى و التي تفوقنا و تتقدم علينا بآلاف السنوات الضوئية رغم كل بعدها عنا فقد فكر في وجودها الإنسان رغم غياب أدلة حسية واضحة و ملموسة على وجودها بالفعل . إنها حضارات الإنسان القديمة التي أعطت الإشارات الأولى على وجود حياة من نوع آخر أو عوالم أخرى أو شعوب بأجسام مخيفة و مختلفة عنا في مكان ما أو مجرة أخرى وسط مليارات المجرات و بليارات الكواكب ، لا يمكن أن تغيب حياة أخرى عن هذا الفضاء الذي لا يمكن للعقل البشري إستيعاب مدى شساعته. إن البشر اليوم يبحثون عن تلك الحجة عن وجود جنس آخر في مكان آخر و رغم وجود حجة الحياة في مجرتنا هذه ألا و هي الماء إلا أن حجة وجود حضارة متقدمة في مجرة ما لا تزال صعبة المنال. الفضاء إنه غموض لا متناهي و أسرار ليس لها حدود و قد بدأت القصة حين إكتشف العلماء وجود مياه على كواكب في مجموعتنا الشمسية مثل المريخ و زحل و هذه كواكب تعد قريبة جدا من كوكبنا الأرض فماذا إذا تخيلنا مليارات الكواكب و المجرات هل يمكن أن لا تدعم إحداها أي نوع من أنواع الحياة إنها نقطة إستفهام كبرى يلفها الغموض إلى أن يوجد دليل أو برهان دامغ ! إذا كانت الحياة قد وجدت على كوكبنا الأرض في أماكن مختلفة كان لا يعتقد أنه يوجد بها حياة مثل ينابيع المياه الحارة حيث الحرارة المرتفعة جدا و جليد القطب المتجمد حيث تنخفض الحرارة عشرات الدرجات تحت الصفر و أعماق المحيطات ذات الضغط العالي الذي لا يمكن لكائن أن يعيش فيها و لكن رغم ذلك فقد وجدت كائنات بدائية تمكنت من العيش وسط هذه الظروف المستحيلة لدعم الحياة ، إنها الحياة التي دائما ما تجد طريقة رغم الظروف المستحيلة و هذه هي الأطروحة التي قد يتشبث بها أغلب الباحثين في إيجاد حضارة أخرى متقدمة عن حضارة الإنسان تعيش في مكان ما من هذا الفضاء المبهم و السحيق . إن أسرار تلك الحضارة المتقدمة و الغامضة الموجودة في غياهب الفضاء المعتم و المضيئ حسب آراء الكثيرين من علماء فلك و باحثين فإنها موجودة حقيقة في مكان ما قد يكون قريبا أو بعيدا منا ، إنها سردية الفضاء المعجز الذي لطالما عكس رحلة الإنسان القصيرة على هذه الأرض و التي يبقى فيها الإنسان باحثا عن أي غموض و أسرار في أي مكان و زمان مهما كان بعيدا عنا . لا بد أن تكون هناك عوالم أخرى و حضارة غائبة في هذا الكون الفسيح الذي يبحث فيه الإنسان مثل الأعمى الذي يلتمس طريقا وسط الظلام المحيط لا بد أن تكون هناك مخلوقات أخرى في مجرات أخرى وسط مليارات المجرات التي لا نهاية لها في الوقت نفسه يزداد الكون إتساعا يوما بعد يوم ليزداد هذا الإنسان حيرة و أسئلة لا تتوقف عما يدور على الأقل في مجرتنا التي نعيش عليها اليوم و التي نعرفها بإسم درب التبانة ؟ إكتشف العالم يسعى إلى المعلومة المفيدة و البسيطة التي يحاول الجميع إيجادها و مهما كانت المعلومة غريبة أوعجيبة سوف تجدها في عالم الإكتشاف بسيطة و سهلة , إكتشف حولك هو إكتشاف العالم الذي نعيش فيه و لا زلنا لم نكتشف منه حتى قطرة من محيط . الكاتب محمد علي [ عالم الإكتشاف ]