الحقيقة , إنها ما يبحث عليه الجميع بغض النظر إن كانو على خطأ أو على صواب , إن الجميع يعتقد نفسه على صواب و هذه عجرفة الذات الإنسانية التي تكبرت و تجبرت إلى حد إدعاء الألوهية في يوم من الأيام . إن الحديث اليوم سوف يكون مشوقا عن أهم معنى يركض خلفه الجميع و يحاولون تحصيله بطرق شتى, إنها طرق الحياة المتشعبة .
منذ أن يولد الإنسان و هو يبحث عن حقيقة أي شيئ يعترض طريقه و هذا ما ميزه به الله عز و جل عن بقية المخلوقات , إنه العقل الذي يجعلنا نفكر و نعقل و نتدبر و نتفكر . نحن نحاول منذ نشأتنا الأولى و بعد أن نعي هذه الحياة الدنيا البحث في حقائق كثيرة تواجهنا لذلك فإن أول ما يتبادر إلى أذهاننا هو سؤال كيف و لماذا خلقنا , حقيقة الخلق إنها أهم و أول حقيقة نريد البحث فيها .
لا يختلف إثنان في أن الحياة مليئة بالأسرار لأن الغموض يلف جوانب كثيرة من حياتنا لذلك إختلف الإنسان حول أهم حقيقة أراد الخوض فيها , إنها حقيقة خلقنا في هذا العالم . إن الحقيقة في هذا الأمر بالنسبة للمؤمنين محسومة و لا جدال فيها و هذا ليس لأنهم وجدو أمامهم الحقيقة جاهزة فأخذوها كما هي و لكن أيضا لأنهم آمنو بتلك الحقيقة عن تفكير منطقي لا يستحق كثيرا من الذكاء في حين غاب هذا الذكاء عمن يظنون أنفسهم أنهم أذكياء . إن سؤال لماذا وجدنا في هذا العالم سوف يخطر ببالك ذات يوم لذلك لا بد أن تكون لديك إجابة و لن تمتلك تلك الإجابة إلا بإدراكك تلك الحقيقة . إن الحقيقة هي التي تكتشفها بنفسك و ليس العكس فإيمانك و عقيدتك و تواضعك هم سبيلك لإدراك الحقيقة التي كنت تبحث عنها فعندما تسأل نفسك عن سر وجودك في هذا العالم فأنت على يقين أنها ليست محض صدفة لأن الذي أوجدنا في هذه الحياة أوجدنا لحكمة ما و لسبب ما! الحقيقة هو أنك إن كنت متواضعا في تفكيرك فسوف تجد بسهولة ما كنت تبحث عنه أما إذا كنت متكبرا و متعجرفا فسوف ترفض كل تلك الأطروحات و ستعتمد على أطروحتك أنت التي تقوم على الشك . لطالما إغتر كثير من الناس بأنفسهم و إعتقدو أنهم على حق و لديهم الحقيقة الكاملة لكنهم في آخر المطاف إكتشفو زيف تلك الحقيقة . كانت قصة فرعون ملك مصر خير دليل و خير مثال على تلك الأطروحة التي تقول " الحقيقة هي التي تكتشفها بنفسك و ليس العكس " لكن فرعون مصر لم يكن أبدا يمتلك أي حقيقة بل إن تجبره و طغيانه و تكبره جعله يعتقد أن كل الحقيقة بيده لوحده . إن قصة "الفرعون" هي إمتداد طبيعي لبقية الناس في كل زمان و مكان الذي يسيرون على منهاج الفرعون الذي ظن أنه إله لا بد أن يعبده الناس . إن قصة الفرعون لا تخلو من الحقيقة الصحيحة و الحقيقة المزيفة , إن الحقيقة المزيفة تظهر في صورة الفرعون أو صورة الإله المزيف الذي يدعو البسطاء و أصحاب القلوب الضعيفة لعبادته . تظهر في نفس القصة الواردة في كتاب الله عز و جل حقيقة أخرى هي الواقعية و هي الصواب بعينه , إنها الحقيقة التي حملها نبي الله موسى عليه السلام و أوصلها للجميع بأمر من الله عز و جل و هكذا تظهر الحكمة و العبرة من هذه القصة الرائعة لتبرهن عن الحقيقة الكاملة و الحقيقة الزائفة . إن نبي الله موسى كشف زيف حقيقة فرعون و برهن للعالمين كذبه و غشه بإدعاء الربوبية لتبين هذه القصة الصراع الأزلي القائم إلى قيام الساعة بين الحق و الباطل . إن الحقيقة المزيفة التي دعا لها الفرعون هي الكفر و عبادة غير الله لكن الحقيقة التي جاء بها نبي الله موسى هي الحقيقة الواضحة التي لا لبس فيها و لا غبار عليها . إن الإيمان بالله و خلقه لكل شيئ هو رأس الحقيقة للذين لا يريدون تجبر و تكبر في هذه الأرض مثل فراعنة مصر وكذلك فراعنة العالم الذين لا يخلو منهم زمان و مكان . إن بحث الإنسان عن حقيقة ما هو أمر لا بد منه و لهذا ميزنا الله بعقل لندرك و نعقل به كل الأمور التي دار حولها خلاف جميع الناس مثلا يدركون حقيقة الموت لكن ليس الجميع يدركون ماذا يوجد بعد الموت ؟ إن حقيقة ماذا يوجد بعد الموت لهو سؤال محير و غامض سواءا للمسلم أو للكافر حيث لا أحد يعلم ما الذي يوجد بعد الموت فحتى المؤمن رغم إيمانه بالغيب فهو لا يعلم بالضبط ما الذي ينتظره . إن إيمانك و إعتقادك الجازم لهو نابع من مدى إدراكك بحقيقة ما تراه حقيقيا و هذا ما لا يستطيع أحد أن يفرضه عليك لأن ذلك راجع لقناعتك الشخصية و لن يستطيع أحد أن يدفعك لتؤمن لأن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يستطع أن يدفع عمه للإيمان . هكذا هي الحقيقة التي لطالما بحثنا عنها حيث هناك من يجدها و هناك من لا يجدها و سواء عليك أوجدتها أم لم تجدها فإن ذلك يعود لطريقة تفكيرك و مدى بحثك الحثيث عن تلك الحقيقة و هذا ما نريد إيصالك إليك و هو أن الحقيقة هي التي تكتشفها بنفسك و ليس العكس .
إكتشف العالم يسعى إلى المعلومة المفيدة و البسيطة التي يحاول الجميع إيجادها و مهما كانت المعلومة غريبة أوعجيبة سوف تجدها في عالم الإكتشاف بسيطة و سهلة , إكتشف حولك هو إكتشاف العالم الذي نعيش فيه و لا زلنا لم نكتشف منه حتى قطرة من محيط . الكاتب محمد علي [ عالم الإكتشاف ]
- مـــقالات متصلة
ـ تمر الأيام و تمضي السنين
ـ كيف تكون رجلا ؟
ـ السعادة مفردة سهلة و لكنها صعبة المنال !
ـ إنسان يبحث عن حياة ؟
ـ الإنسان في هذه الحياة هو مجرد قشة في مهب الريح !
منذ أن يولد الإنسان و هو يبحث عن حقيقة أي شيئ يعترض طريقه و هذا ما ميزه به الله عز و جل عن بقية المخلوقات , إنه العقل الذي يجعلنا نفكر و نعقل و نتدبر و نتفكر . نحن نحاول منذ نشأتنا الأولى و بعد أن نعي هذه الحياة الدنيا البحث في حقائق كثيرة تواجهنا لذلك فإن أول ما يتبادر إلى أذهاننا هو سؤال كيف و لماذا خلقنا , حقيقة الخلق إنها أهم و أول حقيقة نريد البحث فيها .
إكتشف العالم يسعى إلى المعلومة المفيدة و البسيطة التي يحاول الجميع إيجادها و مهما كانت المعلومة غريبة أوعجيبة سوف تجدها في عالم الإكتشاف بسيطة و سهلة , إكتشف حولك هو إكتشاف العالم الذي نعيش فيه و لا زلنا لم نكتشف منه حتى قطرة من محيط . الكاتب محمد علي [ عالم الإكتشاف ]
- مـــقالات متصلة
ـ تمر الأيام و تمضي السنين
ـ كيف تكون رجلا ؟
ـ السعادة مفردة سهلة و لكنها صعبة المنال !
ـ إنسان يبحث عن حياة ؟
ـ الإنسان في هذه الحياة هو مجرد قشة في مهب الريح !