تبدأ الحياة مثل أي حياة تبدأ فتكون مثل
بذرة سقطت عليها قطرات من الماء فدفعتها للحياة من جديد فكان الموت في البداية ثم
الخروج من العدم مثل قطرات أخرى أنبتت هذا الإنسان و جعلته يحيا من تلك النطفة
لتبدأ بعدها قصة جديدة و رحلة مختلفة من إنسان إلى إنسان و كل رحلة تحمل معهاأزمنة و أمكنة و أحداث.
تبدأ الحياة و حينها لا يوجد شيئ إسمه
ممات فتكون حلوة خضرة في البداية ترسم في أفق الإنسان أحلام القصص و الأساطير و
تجعله ينظر إلى عالم ليس له وجود إلا في الخيال و الأوهام فتكون بداية القصة ممتعة
و مشجعة لكن الأمر قد لا يبدو صحيحا تماما لأن الأيام وحدها هي الكفيلة بأن تبرهن
لهذا الإنسان ماهية الواقع و ماهية الخيال لتبدأ بعدها أحداث جديدة و مغايرة، تمر
الأيام الأولى في الحياة بنسماتها الجميلة و سكونها المريح و المحير و هدوءها الذي
قد يسبق كل العواصف، تمر تلك الأيام بدفئها و مرحها لتكون بذلك أجمل فترات الحياة.
إنها الحياة الجميلة و جمال الحياة لا شيئ سيئ إلى حد الآن و كل شيئ يوحي بأن
الحياة خالية من أي مشكلات لكأن هذا الإنسان خلق ليكون سعيدًا على هذه الأرض و هذا
ما سوف يعتقده هذا الإنسان لفترة من الفترات لكن الأيام حبلى بالمفاجآت ليكتشف زيف
القناع أو القناع الزائف و الذي تتوارى خلفه حقيقة الحياة الدنيا.
إنها مسألة وقت فحسب حتى يعي إبن آدم
حقيقة الأمر و واقعا قد يكون مريرا لدى بعضهم و قد لا يكون مريرا لدى البعض الآخر
هكذا تبدأ الحياة الدنيا تكشر عن أنيابها التي لا ترحم و تكشف عن زيف قناع لطالما
خدع عقولا و ألهى قلوبا أخرى ليكون هناك دوما الفطنين و هناك دوما المغترين، مثل
بذرة نبتت على هذه الأرض لا بد لها أن تنمو لتصبح شجرة شامخة وسط تقلبات طقس
الحياة القاسي و الذي قد لا تستطيع أشجار أخرى الصمود في وجهه في حين قد تميل
أشجار أخرى مع رياح تهب من هنا و هناك.
إنها قصة الحياة و قصة بذرة كانت قد
نبتت على أرض هذه الحياة الفانية لتنمو شيئا فشيئا وتصبح في يوم من الأيام شجرة
وارفة ضلالها و باسقة أغصانها، إنها صورة من صور الحياة تتمثل في تلك البذرة التي
نبتت من العدم و سلكت طريقها في باطن الأرض و ظاهرها لتنمو أو تموت.
يقف الإنسان متأملا في كل ما يدور من حوله في رحلة الحياة و متاهاتها التي لا تنتهي و تجاذباتها التي لا تتوقف و صراعاتها اللامتناهية لتكون رحلته مثل رحلة أي بذرة سقطت من شجرة لتبدأ بدورها رحلة جديدة بين ذرات التراب و قطرات السماء فتكون سنة ممطرة و سنة جافة ترسم علاماتها و آثارها على تلك الساق الخضراء.
إكتشف العالم يسعى إلى المعلومة المفيدة و البسيطة التي يحاول الجميع إيجادها و مهما كانت المعلومة غريبة أوعجيبة سوف تجدها في عالم الإكتشاف بسيطة و سهلة , إكتشف حولك هو إكتشاف العالم الذي نعيش فيه و لا زلنا لم نكتشف منه حتى قطرة من محيط . الكاتب محمد علي [ عالم الإكتشاف ]
- مقالات متصلة :
- كيف تعيش سعيدا
- الطفولة أجمل مرحلة يعيشها الإنسان
- الذكريات الجميلة في حياة الإنسان
- كلمات مؤثرة عن الحياة
- تمر الأيام و تمضي السنين