الرئيسية » » موضوع في فصل الصيف

موضوع في فصل الصيف

كان يوما مثل باقي الأيام المتكررة و الذي يكاد يكون نسخة عن اليوم الذي سبقه و لكن لا هروب من واقع الحياة المملة و لكن هذا اليوم كان في الماضي لذلك لم يكن مملا بأي حال من الأحوال و هذا ما جعله يوما مغايرا تماما لأيامنا الساذجة هذه، لقد كان يوما من أيام الصيف الحارة في بلدتي الجميلة ذات الحرارة المذهلة حيث كانت النسمات الدافئة تداعب الخدود الساخنة من هنا و هناك.


موضوع في فصل الصيف



حين أتذكر تلك الأيام الخوالي ينتابني شعور بأن أكتب ما يدور و يجول في خاطري البسيط من خيال مركب بفعل إنقضاء السنوات بسرعة لكأنها ساعة مرت من نهار و هذا ما دفعني أن أكتب بكل مشاعري و أن أخط بكل أحاسيسي هذه المفردات و باقي الكلمات و التي لم يكتبها أحد غيري في عالم التيه هذا، إنه يوم أذكر أنه كان دافئا في حين أنني أكتب الآن و أنا أشعر بالبرد فعجبا لمفارقات الحياة القصيرة، كان ذلك اليوم من أيام الصيف الحارة و في أمسية لطيفة من أمسيات الصيف كانت هناك أحداث و ذكريات و شخصيات حينها لم يكن هناك أي شيئ يشير إلى المستقبل بل كانت تلك اللحظة الحاضرة هي التي تسود و تهيمن على المكان.

أتذكر أني في تلك الأمسية الصيفية و التي كانت الشمس تشع فيها بقوة مثل العادة كنت حينها في المدرسة القريبة من منزلنا تلك المدرسة الظريفة و اللطيفة التي لن أنسى ذكراها أبدا، إنها ساحرة بذكرياتها و أحداثها، لا يمكنني أن أنسى ذلك أبدا مهما حييت !

كنت حينها أجلس على تلك الطاولة الخشبية في ذلك الفصل الصغير و قد كانت باحة المدرسة صغيرة أيضا و يزينها ورود و أزهار رائعة، كنت حينها أجلس على طاولتي الخشبية و أكتب بقلمي ما لم أكن أعلم أنني سوف أكتبه في يوم ما في المستقبل، كنت أكتب حينها ما تمليه علينا المدرّسة أما الآن فأنا أكتب سيرتي الذاتية و ما يمليه عليّ ضميري و ما دار فيها من أحداث و ما جال فيها من خواطر تلك أيام لا أستطيع نسيانها أبدا و لم يستطع الزمان و مقدرته أن يغيرو من تلك الذكريات أبدا، إنها خالدة مع الإنسان و لا يمكن محوها بجرة قلم بل إنها منقوشة على ذاكرة المخيلة و على وجدان القلب، إنها خالدة لا تزول.

كانت تلك بدايات نظرتي الشاملة لمفهوم الحياة و أن تلك المدرسة الظريفة و المعلمة الجميلة ذات البشرة البيضاء المتداخلة مع حُمرة الورود لم تكن سوى ذكرى سوف أتذكرها بكل شوق في المستقبل الغائب آن ذاك، كنت أكتب حينها موضوعا تلقائيا عن فصل الصيف فكتبت حينها و في ذاك الموضوع وقتها بإسهاب كبير و أطلقت العنان لخيالي الواسع فلم أجد للمفردات نهاية و للسطور كفاية أمام الأوراق فقد إنتهت و لم ينتهي الموضوع حينها كنت أسرد قصة مؤلفة من أحداث مزجت بين الحقيقة و الخيال و راوحت بين السرد و الوصف و حملت شخصية واحدة بطلة كنت أنا ذلك الإنسان البسيط بطلا لتلك القصة التي ألفتها و أخرجتها بنفسي و رسمت ملامحها و تفاصيلها و كل تفصيل حمل معه معنى و عبرة كما أن كل جملة حملت معها عبرة.
لقد كانت قصة تعكس شخصا من هذا العالم و رغم أن عنوانها قد يأخذك إلى موضوع آخر إلا أن القصة كانت بالفعل قد دارت خلال أمسية من أمسيات الصيف الحارة و رائحة زهور تلك الأمسية اللطيفة في المدرسة الظريفة هي لن تزول من المخيلة أبدا !

في نهاية الموضوع كتبت أن الذي وهب الجنان، جنات النخيل في قلب الصحراء لهو خالق هذا الكون المعجز بلا ريب فهي مثل حياة في وسط الموت و من يقول أن الميت إنتهت حياته بالموت أو أن حياته بعد الموت قد بدأت بأول منزلة لتوها حينها كنت قد أكملت و حان دوري في الصف لقراءة موضوعي فبدأت سرد ما كتبته من جديد في أمسية صيف لا تنسى !








إكتشف العالم يسعى إلى المعلومة المفيدة و البسيطة التي يحاول الجميع إيجادها و مهما كانت المعلومة غريبة أوعجيبة سوف تجدها في عالم الإكتشاف بسيطة و سهلة , إكتشف حولك هو إكتشاف العالم الذي نعيش فيه و لا زلنا لم نكتشف منه حتى قطرة من محيط .                                                                                                                                                                                                                                                                الكاتب محمد علي [ عالم الإكتشاف ]  


- مقالات متصلة :

- كيف تعيش سعيدا   

- الطفولة أجمل مرحلة يعيشها الإنسان

- الذكريات الجميلة في حياة الإنسان

- كلمات مؤثرة عن الحياة

- تمر الأيام و تمضي السنين







 

copyright © 2020. كتابـــي - جميع الحقوق محفوظة