الرئيسية » » يا ليتك كنت معي

يا ليتك كنت معي

كل الأيام تمر من دون رجعة و كل لحظة تنقضي قد لا تعود مثيلتها أبدا لأنها سوف تبقى في البال سوى مجرد ذكرى و ذكريات أخرى بين الماضي المفقود و الحاضر المسرود و حينما تفتقد روحا خلت في هذه الحياة منذ بدأت القصة و حتى تنتهي الرواية فلعلك تصرخ لتقول يَا لَيْتَكَ كُنْتَ معي، إنها ذكرى محزنة و عبرة مذهلة و نهاية حتمية كان لا بد لها أن تكون !


يا ليتك كنت معي



كل الأمنيات قد تقف على الحد الفاصل بين الرجاء و الأمل حيث هناك منها ما يتحقق و هناك منها ما قد يستحيل تحقيقه مثل إنسان يرغب في العودة عبر الزمن ليرى ما لم يستطع رؤيته حينما خرج لهذه الحياة.




1- الماضي المفقود


كان الماضي و كان يمثل أشياء كثيرة أغلبها كانت جميلة لكن هذا لا ينفي بأن فيها أشياء أخرى سيئة كانت منذ البداية و سوف تبقى حتى النهاية لأنها قد تكون عقدة الحياة الثابتة و لا يغيرها مرور الزمن و لا يلغيها تداول الأيام و مهما تغيرت و تبدلت الأحداث فهذا الحدث ثابت في القلب لا يتلاشى مثل شجرة عظيمة تغزو بعروقها أعماق الأرض البعيدة و لا تموت أبدا.
إنها ذكرى أولى ولدت مع هذا الإنسان البسيط فكونت لديه و منذ البداية فكرة عميقة عن ماهية الحياة الدنيا و مآل و مصير كل إنسان حي هكذا ألغى الموت قصص حياة كثيرين و هو يتربص بما تبقّى من الآخرين و عندما يلد الإنسان و يجد أن الموت قد رسم ملامحه العميقة في كل الحياة يعلم بصدق ماهية هذه الحياة الفانية.
كشرت الحياة و منذ البداية عن أنيابها تجاه هذا الإنسان البسيط فعلمته درسا خالدا من دروسها حمل معه كل عبرة و ألم و أمل و فراق و تأمل و لقد كانت تلك نقطة فارقة قد لا تكون كذلك في حياة أي إنسان آخر لكنها كانت بالنسبة له كل معاني هذه الحياة مجتمعة.

لقد كانت تلك أمنية من الأماني لم تتحق أبدا لأن القلم قد جرى عليها قبل ذلك فلم تبقى إلا عبرة واضحة لا تقبل أي جدال و لا تستوجب من أي إنسان إلا اليقين و الصبر ليستطيع مواصلة السير إلى الأمام من دون التردد بالإلتفات في لحظة ما إلى الوراء لأن ذلك قد يعني لحظة السقوط لهذا الإنسان البسيط و الذي قد لا يفقه كل المعادلات في هذا العالم الذي لا يخلو من الأرقام لذلك فإن المتحدث و القارئ هنا و في أي زمان و مكان ليسو سوى مجرد أرقام تضاف إلى معادلات و تخمينات و إستنتاجات و مقاييس و حسابات تشكل مجتمعة وصفة الحياة السحرية التي تخلو من كل خطأ و لا تضم أي ألم أو حزن لا هروب منه و لعلها تلك معادلة القدر الذي يبدو أنه لا مفر منه أبدا.


إنه و في خضم كل هذا الماضي المفقود و الذي قد ولد فيه هذا الإنسان البسيط و هو فاقد لأهم الأشياء و التي لا يمكنه أن يبوح بها لأي كان ذاك الشيئ هو أساس أي عائلة و عمود أي أسرة حينها فقط تعلم واقعا آخر من واقع هذه الحياة الزائلة، إنه واقع الفناء ؟


2- الحاضر المسرود


إننا نعيش مثل كثيرين و نحاول أن نسرد شيئا ما غاب عن بعض العقول و تاه عن طريقه قطار الزمن و لم يسجله التاريخ في أي سجل من سجلاته العديدة و لم يحالفه الحظ هنا أو هناك و لم يستطع هذا البسيط رؤيته حتى في الحلم لكن هذا الإنسان البسيط و رغم كل ما سبق إستطاع أن ينظر لمسألة الفراق الأبدي من منظوره الخاص و حسب مفهومه هو و أن الفراق الذي جاء من دون لقاء قد سطر الموت كل مخطوطاته في الماضي و كذلك الحاضر و هو من دون شك حدود فاصلة لأي مستقبل.

إننا لا نروي هنا قصص ألف ليلة و ليلة و لكننا نحاول إكتشاف مفهوم و معنى الفراق من منظور كاتبنا البسيط الذي إكتوى بنار الفراق منذ الولادة مثلما إكتوى و يكتوي به كثيرين على مر الزمن و من هذا المنطلق فإن الفراق كان لا بد أن يكون مصدرا لأماني عديدة منها التي ذكرناها آنفا و التي لطالما أثرت في نفسية و وجدان الكاتب و أحاسيسه المرهفة أحيانا و التي لها ما بعدها حيث أنها أثرت في شخصيته بشكل أو بآخر.
أصبح كاتبنا في النهاية يعي جيدا مفهوم الحياة و سير الواقع و العبرة الكبرى من كل هذا و أن كل شيئ يحدث لم يكن أبدا ليحدث عبثا حتى و لو كان محزنا أو مؤلما فلكل شيئ عبرة و لكل حدث حكمة و من إستطاع أن يستسقي ذلك فسوف يستطيع فهم و إستيعاب أمور و أشياء عديدة تدور من حوله قد لا يفهمها بسطاء آخرون.

الحياة هي مجرد فراق لا ينتهي و أماني لا تتوقف مثلما يراها كاتبنا و كل فراق يحمل معه آلام و أحزان و أماني و آمال تلك قسمة الحياة و لا يمكن أن تكون إلا قسمة عادلة كما أنها لما تكن في يوم من الأيام قسمة ضيزى، إنها عدالة الإله و ليست كلمات يخطها الكاتب فكل ركن في هذا العالم توجد فيه عدالة مختلفة و لكنها رغم كل الظلم السائد موجودة قد يضعف نورها أحيانا لحكمة ما لكنها خالدة في هذه الحياة لا تزول أبدا و لئن زالت فمن دون شك سوف يزول معها معمار الكون ؟









إكتشف العالم يسعى إلى المعلومة المفيدة و البسيطة التي يحاول الجميع إيجادها و مهما كانت المعلومة غريبة أوعجيبة سوف تجدها في عالم الإكتشاف بسيطة و سهلة , إكتشف حولك هو إكتشاف العالم الذي نعيش فيه و لا زلنا لم نكتشف منه حتى قطرة من محيط .                                                                                                                                                                                                                                                                الكاتب محمد علي [ عالم الإكتشاف ]  


- مقالات متصلة :

- كيف تعيش سعيدا   

- الطفولة أجمل مرحلة يعيشها الإنسان

- الذكريات الجميلة في حياة الإنسان

- كلمات مؤثرة عن الحياة

- تمر الأيام و تمضي السنين






 

copyright © 2020. كتابـــي - جميع الحقوق محفوظة