الرئيسية » » ذكرياتي في المدرسة الابتدائية

ذكرياتي في المدرسة الابتدائية

كانت أياما و أوقاتا لطيفة و ممتعة و لا يمكن للمفردات البسيطة أن تصفها لأنها هي التي جعلتني اليوم أكتب و أطلق العنان لفأرتي لتخطّ ما تريد أن تخطه لكن هذه المرة من دون قطرة حبر أو ورق و لكن الزمان ليس كما كان فلكل زمان مقال و لقد كان ذلك الزمان في تلك المدرسة الرائعة و التي لطالما حملت معها ذكرى و ذكريات لا تنسى أبدا لأنها خالدة في القلب و ثابتة في العقل و لقد جعلتني اليوم أكتب من فرط الأسى على مرور تلك الأيام من غير رجعة و لتبقى مجرد ذكرى رائعة ليس إلا.



ذكرياتي في المدرسة الابتدائية


إنني أكتب لأول مرة و الدموع تكاد تنهمر و أحاسيس كثيرة تتحرك بداخلي و تحرك أفكاري من هنا و هناك لتعود بي إلى تلك الأيام السعيدة و تلك النسمات الضاحكة و تلك السماء المبتسمة حيث كان كل شيئ يرسم أمامك طريقا للفرح و لا مكان حينها للحزن، إنه ذاك الماضي الذي كان في مجمله سعيدا و لقد كانت أيام المدرسة أياما رائعة و أياما خالدة في الذاكرة التي لم تستطع يوما فقدانها أو نسيانها لأنها أيام الطفولة الجميلة و تلك الأيام سحرت ذاكرتي و أرهقتها بالذكريات.


لم تكن تلك الأيام التي قضيتها في المدرسة لحظة من العمر بل كانت بالنسبة لي تساوي العمر كله لأنها أصدق لحظات عشتها و عاشها كثيرون فكم من أزمان و أوقات مرت في هذه الحياة و لم تحرك في النفس شيئا و كم من لحظات سعيدة مرت كانت تعني لي كل شيئ قد تعني الحياة و قد تعني الذكريات إنها تستحق الذكرى لأنها خالدة في الوجدان و ساكنة في صميم الفؤاد، لقد كانت تلك أجمل أيام حياتي في بلدة لم يكن هناك أروع منها، حينها تلتقي كثبان الرمال مع واحات النخيل في لوحة رسمتها قوى الطبيعة المعجزة لكأنك في بلاد الرافدين في حين أنك في بلاد المغرب إنها مفارقات الشرق و الغرب في بلاد العالم الثالث حيث تحاول الحياة أن تجد نفسها في قلب الصحراء في حين يحاول اللصوص في هذه البلاد المغتصبة أن يسرقو حتى عقول المدرسة.

كنت حينها صغيرا في السن لكن مخيلتي كانت واسعة كما أني كنت أستمتع بالذهاب و الإياب إلى مدرستي القريبة كانت تلك بالنسبة لي أمتع أيام كنت أتعلم فيها حين تجتمع براءة الطفولة مع متعة المدرسة قد تكون تلك الوصفة السحرية لأوقات لا يمكن أن تُنسى في حياة سوف يملأها النسيان فيما بعد، إنها أيام رائعة مع معلمات جميلات و قد ينقلبن في بعض الأحيان إلى مملات.



لم تكن تلك الأيام في المدرسة أياما عادية بل كانت أياما إستثنائية بإمتياز، إنها سنوات الصفاء و النقاء مع النفس و مع الذات و لا يمكن أن يكون بها شوائب تعكر صفو تلك المرحلة الرائعة و الفريدة في أغلب فترات الحياة، إن كل تلك الذكرى في تلك المدرسة ظلت راسخة في الوجدان لا يمحوها مرور الزمن و لا تداول الأيام و لا تعاقب الليل و النهار لأنها بالأحرى حلم الحياة الممتع و ذكرى الأيام التي لا تُنسى في مدرستي الصغيرة تلك الأيقونة التي تزين بلدتي الجميلة.

كان في مدرستي كل شيئ رائع مثل أشياء لا يمكن وصفها من شدة تأثيرها في النفس لهذا كان كل شيئ في مدرستي ساحر و له أثر كبير في ذاتي التي تبدو متأثرة و هي تخط هذه الكلمات أكثر من اللازم لعلني إكتشفت نفسي اليوم أو في عالم الإكتشاف أنني إنسان ذو حساسية مفرطة تجاه ذكرى مدرستي و مدرسة كلها ذكريات، إنني أعي جيدا ذلك الركن الجميل فيها و تلك الحديقة اللطيفة و التي تبدو من بعيد أو قريب كأنها روض من رياض الجنة أما الأقسام و الطاولات فهي ذكريات أخرى في حد ذاتها تضم خطوطا و رسوما و خواطر و أحلام و آمال و فراغ و أفكار و ذكريات و نقوش و زخارف كلها إجتمعت على طاولتي الخشبية لتسرد ذكريات الزمن الجميل.







إكتشف العالم يسعى إلى المعلومة المفيدة و البسيطة التي يحاول الجميع إيجادها و مهما كانت المعلومة غريبة أوعجيبة سوف تجدها في عالم الإكتشاف بسيطة و سهلة , إكتشف حولك هو إكتشاف العالم الذي نعيش فيه و لا زلنا لم نكتشف منه حتى قطرة من محيط .                                                                                                                                                                                                                                                                الكاتب محمد علي [ عالم الإكتشاف ]  


- مقالات متصلة :

- كيف تعيش سعيدا   

- الطفولة أجمل مرحلة يعيشها الإنسان

- الذكريات الجميلة في حياة الإنسان

- كلمات مؤثرة عن الحياة

- تمر الأيام و تمضي السنين






 

copyright © 2020. كتابـــي - جميع الحقوق محفوظة