الرئيسية » » المجرة درب التبانة

المجرة درب التبانة

إنه الكون المعجز الذي تقع فيه مجرتنا درب التبانة إنها مجرة شاسعة لا يتخيلها العقل حيث لا يزال الإنسان لم يكتشف من هذه المجرة شيئا يذكر ، هناك غموض و ألغاز لا تنتهي حول مجرتنا درب التبانة و التي تسمى أيضا "درب اللبانة ".



المجرة درب التبانة



الكون إنه يزداد توسعا يوما بعد يوم كما أثبت ذلك العلم الحديث و في كل يوم تزداد أسئلتنا حول هذا الكون المعجز و ما يحويه من ألغاز و أسرار تستوجب من الإنسان التدبر و التفكر حول مدى إعجاز الخالق في قدرته على الخلق !
  

رغم ما وصل إليه العلم اليوم من تقدم لا مثيل له على مر التاريخ من مناظير لرؤية الكواكب والنجوم متطورة جدا و مركبات فضائية و أقمار صناعية و رغم كل هذا التقدم فإن الإنسان لم يخطو إلا خطوات بسيطة جدا في إكتشاف على الأقل مجرتنا هذه درب التبانة و يظهر ذلك في أن الأسئلة التي يبحث عنها الإنسان في الفضاء تتصادم في الغالب مع إكتشاف أسئلة أخرى تستوجب منا هي بدورها البحث و الإجابة. 




مجرة درب التبانة



تبدأ القصة في المجرة حين يحين موعد موت نجم داخل مجرة درب التبانة حينها ينفجر ذلك النجم و يتلاشى كأن لم يكن و كأن لم يوجد لكنه في نفس يترك لغزا غاية في التعقيد و الغرابة إنه لغز محير يجوب الفضاء ، إنها ظاهرة " الثقب الأسود ".  


إنها أهم أسرار المجرة و التي لا تنتهي حيث تضم المجرة ملايين الثقوب السوداء التي تختلف في أحجامها حيث يمكن لثقب أسود أن يبلغ حجمه حجم ملايين من كوكب الشمس ، إنها ثقوب تبتلع أي شيئ يقترب منها حتى الضوء . يوجد ثقب أسود وسط مجرتنا درب التبانة و ليس هناك أي تفسير لهذه الظاهرة ليومنا هذا إنها ظاهرة غامضة و مخيفة تعيش في قلب مجرتنا و لا أحد يعرف ماهي بالضبط .



المجرة درب التبانة



يفسر البعض هذه الظاهرة التي تحدث في مجرتنا على أنها مكان يتلاشى فيه الزمان و المكان من دون أي تفسير في حين يرى آخرون أن الثقب الأسود هو عبارة عن جسم غاية في الضخامة و غامض لا يوجد حوله أجوبة كثيرة و تلفه و تدور حوله أسئلة لا متناهية في نفس الوقت يتجه آخرون لكون هذه الظاهرة في الفضاء هي منطقة ذات جاذبية ليس لها حدود و هي قادرة على إبتلاع أي جسم يدخل في مدارها حتى الضوء لا يستطيع النجاة من الثقوب السوداء ، إنها ثقوب تبتلع حتى الفضاء نفسه لا شيئ يمكن أن يقف أمام قوة جذب هذه الظاهرة الغامضة في قلب مجرتنا درب التبانة .



المجرة درب التبانة



يفسر بعض العلماء هذه الظاهرة على أنها بمثابة دوامة ضخمة في قلب المحيط بحيث تبتلع كل مياه المحيط بلا توقف و هكذا فإن الثقب الأسود يبتلع كل شيئ في قلب الفضاء مهما كانت كثافته أو حجمه . 
الثقب الأسود إنها الظاهرة الأبرز و التي أنتجها هذا الكون العظيم و لكن علماء الفلك مازالو غير متأكدين تماما من وجود ثقب أسود بالفعل في قلب مجرتنا درب التبانة إنه غموض محير يحدث في قلب المجرة .


مازال هناك غموض واسع في كل جزء من أجزاء مجرتنا درب التبانة فمثلا يفيد علماء الفلك أن الثقب الأسود إن كان موجودا فعلا في مركز مجرتنا فإن قطره فقط قد يبلغ مليون كلم ناهيك عن قوة جاذبيته الساحقة و المدمرة .


إنه ظاهرة معقدة جدا تحدث في قلب المجرة و ليس بإمكان أي أحد إيجاد تلك التفسيرات و الحجج التي تجيب عن كم ضخم من أسئلة ليس لها نهاية أبدا ، نحن نعرف فقط في هذا الفضاء أن هناك ثقب أسود في حين أننا نجهل أن ذلك الثقب ينتهي بممر آخر في جزءه الآخر و هو بمثابة باب خلفي يسميه العلماء بالثقب الأبيض و لكن الفرق بين هاتين الظاهرتين التي هي عبارة عن ظاهرة واحدة هو أن الأولى تقوم بإبتلاع أي شيئ حتى الضوء نفسه في حين تقوم الأخرى بدفع ما تم إبتلاعه للخارج إلى أقصى الفضاء .




المجرة درب التبانة



وصل علماء الفلك في النهاية بأن لكل مجرة لا بد أن يكون هناك ثقب أسود في مركزها و هذه هي نقطة الوصل بين هاتين الظاهرتين المعقدتين في أفق الفضاء ، بدأت القصة عند حصول ما يسمى بالإنفجار الكوني العظيم حيث بدأت الكون بالتشكل و بدأت النجوم تتكون لكن بعد ذلك بإنتهاء و موت تلك النجوم تولد الثقوب السوداء التي يعتبرها العلماء تنشر العناصر المكونة للكون لذلك فإن تكون هذه الثقوب يترافق معه تكون المجرات بحيث يكمل الواحد منهما الآخر فمثلا مجرة درب التبانة تكونت على مدى مليارات من السنين من خلال تصادم و إندماج عدة مجرات فيما بينها لتلد مجرتنا كما نراها اليوم .




المجرة درب التبانة




تقوم مجرة ضخمة بإبتلاع مجرات أخرى صغيرة تدور في فلكها و يتم ذلك بفضل قوة جاذبية الثقب الأسود لتلك المجرة الضخمة و مع كل إبتلاع لتلك المجرات يتم معها إبتلاع ثقوبها السوداء مما يزيد من تعاضم الثقب الأسود لتلك المجرة التي تبتلع الآخرين . 


إن ما يمنح مجرتنا و مجموعتنا الشمسية و خاصة كوكبنا الحياة هو أن ثقب مجرتنا الآسود في حالة من الخمول و النوم التي لم يعهدها في مراحل حياته السابقة و هذا ما يمنحنا نحن الحياة على الأقل إلى اليوم. 




المجرة درب التبانة






إذا إستطاعت مجرتنا النجاة من سحق الثقب الأسود فإنها لن تستطيع أبدا التصادم مع مجرات ليس لها نهاية و أخرى قد تكون قريبة منا ، إن النهاية الحتمية و المؤكدة حيث يفيد العلماء بوجود مجرة أخرى عملاقة تندفع نحونا بسرعة مذهلة تقدر بمليون كلم في الساعة سوف تحدث هذه الظاهرة بعد مليارات السنين لكنها ستحدث حيث ستسحق مجرتنا درب التبانة بدون رجعة إنها النهاية لكل بداية ؟




                                                                                                    
إكتشف العالم يسعى إلى المعلومة المفيدة و البسيطة التي يحاول الجميع إيجادها و مهما كانت المعلومة غريبة أوعجيبة سوف تجدها في عالم الإكتشاف بسيطة و سهلة , إكتشف حولك هو إكتشاف العالم الذي نعيش فيه و لا زلنا لم نكتشف منه حتى قطرة من محيط .                                                                                                                                                                                                                                                               الكاتب محمد علي [ عالم الإكتشاف ]  
 

copyright © 2020. كتابـــي - جميع الحقوق محفوظة