الرئيسية » » ماذا سأكتب و ماذا سأقول !

ماذا سأكتب و ماذا سأقول !

ماذا سأكتب و ماذا سأقول !
 

أحيانا أقول في نفسي التي ما إنفكت تطرح أسئلة لا تنتهي أنني لن أكتب مجددا فقد حان زمن الصمت و يكفيني كل هذا الهراء الذي كتبته إلى حد الآن فالحروف لم تعد فوقها نقط و الكلمات أصبحت لا تعني أي شيئ أما الجمل فلم يعد يقرأها أحد حيث الجميع يدردش الآن أما العناوين فهي تتلاعب بها أمواج المحيط العاتية فتدفعها هنا و هناك و لا أحد يعرف حتى معناها أو حتى من أين أتت ؟


لذلك أنا أفكر الآن لترك الكتابة نهائيا فالصمت جيد أحيانا و لا شيئ يدفعك لمواصلة السير فالجميع يحبذ الرقص و الغناء ، أنا بصراحة لا أدري ماذا أفعل و محتار للمواصلة لعل راية الإستسلام بدأت تلوح في الأفق البعيد لكن هناك دائما أسباب تدفعني للعودة و وضع عناوين جديدة تشد إنتباه قرائي الجدد و رغم قلتهم لكنهم بقو دائما أوفياء و من ذا الذي يقرأ في زماننا المذهل. أحيانا لا يجد الكاتب الإلهام الذي يبحث عنه و تبقى الجمل بعيدة المنال لا أدري لماذا ؟ لكن غالبا ما تحصل معجزة لتأتي الحروف و الكلمات و المفردات كلها مع بعضها لتعبر عما كان يسكن في داخلي هكذا هي المفردات تظهر تارة و تغيب تارة أخرى كسراب في قلب الصحراء الموحشة و الموحلة لكنها تعني لي في الوقت ذاته تعني لي نبع الذكريات. إنها رحلتي الأولى وسط محيط الرمال الشاسع من هناك أبحرت و من هناك جذفت و من هناك عرفت معنى الذكرى و الأطلال ، من هناك تعلمت السباحة و عرفت ما معنى الغرق و سعدت بإنقاذ بعض من شارفو على الغرق.

هكذا تحظر الكلمات و المفردات معا من أجل ماذا ، من أجل أزهار الرياحين و حبوب الطلع و من أجل زقزقة العصافير و هدير المياه وسط الوادي و السواقي و من أجل النخيل الشامخات و جذوعها الباسقات. لقد كتبت إلى أن سئمت و فكرت إلى أن قدرت و عرفت إلى أن جهلت و في النهاية تركت هذا القلم و نمت !

 

copyright © 2020. كتابـــي - جميع الحقوق محفوظة