الرئيسية » » مذكرات في سنوات الكورونا !

مذكرات في سنوات الكورونا !

مذكرات في سنوات الكورونا !

الجميع اليوم يلبس القناع الذي يمكن أن يحميه من فيروس كورونا و من كان يظن أن كل ما وصل إليه الإنسان من علم و تقدم لم يشهده تاريخ البشرية منذ النشأة الأولى و وصوله إلى الفضاء و قدراته التي أصبحت ماهولة في العلم و الصناعة و التكلنوجيا كلها سيوقفها فيروس لا يرى بالعين المجردة عند حدودها و ليوضح لهذا الإنسان الذي إغتر بأن هناك مخلوقات أخرى على سطح هذا الكوكب هي أقدم في وجودها من هذا الإنسان نفسه على هذه الأرض و من يعرف ما الذي مازال يخبأه هذا الكوكب الأزرق ؟

لقد عاشت هذه المخلوقات الصغيرة و المذهلة منذ نشأة هذا الكوكب الأزرق و إستطاعت أن تنجو رغم كل الظروف ، إن الفيروسات مخلوقات مناورة كما أنها كائنات مخضرمة فقد إستطاعت أن تنجو على هذه الأرض في كل زمان و مكان ، إنها مخلوقات مراوغة و فتاكة إلى حد كبير فلا يستطيع العلم مجاراة نسقها السريع هكذا تبقى هذه المخلوقات المجهرية التي تسمى بالفيروسات متجاوزة الإنسان بسنوات ضوئية لا يمكنه مجاراتها ، لقد إستطاع فيروس كورونا إيقاف كل شيئ على هذه الأرض في غضون أشهر قليلة و هذا لم تستطع حتى الحروب العالمية فعله ، إنها حرب مباغتة شنها فيروس كورونا على حين غرة فقتلت كثيرين و دمرت حياة ملايين آخرين و ضاعفت أموال الذين هم أشد ثراءً و زادت فقر الفقراء فقرا على فقرهم.


إنها مذكرات بائسة في زمن الفيروس و لا أحد يدري ما الذي سيأتي بعد كورونا ، إنها آية صغيرة لبني البشر الذين فعلو كل أنواع المنهيات فلم يبقى شيئ لم يفعل بعد في زماننا هذا فما الذي ينتظره الإنسان سوى الحساب فلا بد من نهاية و لا بد من حساب و بدون ذلك فإنما هي حياة عبثية و تلك ليست حكمة الخالق. لقد غير هذا الفيروس كثيرا و أثر كثيرا و في كل شيئ فكيف لا ! إنها البداية فحسب و لكن لا أحد يدري فالأرض مليئة بالمفاجآت هكذا هي فقد ملئت بالأشرار و الحمقى فما الذي سينزل من السماء سوى بذور أشجار سامة وسط الحطام و الهشيم.

ها نحن نكتب اليوم حيث حرك فيروس كورونا المياه التي كانت راكدة و لعل بهذا يتغير لونها و رائحتها أو أن تنهمر مياه جديدة من السماء فتصبح المياه صافية و عذبة.

 

copyright © 2020. كتابـــي - جميع الحقوق محفوظة