الرئيسية » » قصة عن ذكريات الطفولة

قصة عن ذكريات الطفولة

قصة عن ذكريات الطفولة


لطالما فكرت أن أكتب بعيدا عن هذه الأيام و رغم حبي الشديد لعالم الطبيعة و عالم الحيوان و تلك الأفلام الوثائقية إلا أن قلة القراء و ندرتهم ممن لا يقرأون كتابا في حياتهم لا يبعث فيك سوى الإحباط و يجعلك تقلب الصفحات و تكتب بإراداتك لما تحب ما كان يجب أن يكتب خاصة و أن فيروس كورونا الذي ينتشر اليوم مثل النار في الهشيم قد فتح أبوابا لا تحصى ليكتب الإنسان عنها فكانت قصة أخرى لشخص آخر لم يرد سوى أن يكتب كتابه و يطلق عليه تسمية " كتابي " مثلما كتب الزعيم النازي هتلر كتابه و أطلق عليه تسمية "كفاحي" و رغم أن هتلر و قصته الخالدة في التاريخ بعيدة كل البعد عن قصتنا اليوم إلا أن الذكريات تبقى الوحيدة التي تدفع الكثيرين للكتابة !


يعلم الجميع بأن الأيام تمر و لا تترك سوى القصص التي تتابع أحداثها و لا تعرف كيف ستنتهي فهي أحداث تشد إنتباهك تارة و تجعلك تتحسر عنها تارة أخرى و ليس هناك أي وجه للمقارنة بين الفلاح الكادح الذي يغرس غراسه طيلة سنين و ينتظر جني ثمار ما تشققت يداه من أجله و بين لصوص البنك و هنا أقصد أصحاب بنوك الربا الذين هم لوحدهم في هذا العالم الشرير يحصدون فقط و لم يزرعو شيئا في حياتهم ، لم تتشقق أيديهم يوما فهي رطبة و ناعمة مثل الحسناوات رغم أنها لا تزال تسرق و تنهب من جيوب مرتاديها، إنها لعبة دنيئة و حقيرة يلعبها أصحاب البنوك فهم لا يزرعون أبدا لكنهم يحصدون ما زرعه ذلك الفلاح المثابر و هكذا تستمر القصة إلى ما شاء الله فيزداد البنك ثراءً و يزداد ذلك الفلاح الكادح شقاءً.


القصة ها هنا هو أنني و في فترة من فترات طفولتي البريئة هو أنني فعلت فعلا غير بريئ فسرقت جهد سنة لذلك الفلاح الكادح الذي تشققت يداه و جنيت ما كان ينتظر أن يجنيه و لم أترك له سوى السراب و ندمت على ذلك أشد الندم إلى هذا اليوم رغم أني كنت صغيرا و لكني تمنيت لو أنني سرقت من صاحب بنك على الأقل ذلك لن يحرك في ضميري شيئا لأن المعادلة ستصبح منصفة فسارق يسرق من سارق أو سارق يسرق من حقير و عديم ضمير هو في الحقيقة يقضي كل حياته في سرقة عرق الجميع و خاصة الفقراء و إمتصاص دماءهم مثل مصاصي الدماء.

 

copyright © 2020. كتابـــي - جميع الحقوق محفوظة