تبدأ القصة حين تبدأ الرحلة فتأتي في المدينة من هنا و هناك وسط جحيمها و ضوضاءها فتشكل كلمات و تظهر تلك المفردات وسط الجحيم و تكون هناك جمل و نصوص قد إستكملت تاريخها لتسرد قصة و تنثر كلمات هنا و هناك يتنفس من خلالها الكاتب الصعداء و يجد فسحة أمل وسط جحيم من الضياع لا يعرفه و يعرفه كثيرون ، هكذا دائما ما كنت أحمل حقيبتي الخضراء في بلاد جرداء مستعدا بذلك لرحلة طويلة تسرد رحلة الإنسان الطويلة في هذه الحياة.
لقد كتبت عنها لكني لم أوفيها حقها تلك أيام و اليوم أيام ، لقد تغيرت الأيام و تسارعت معها الأحداث فتغيرت الشخصيات رغم غياب الأبطال هكذا يتغير كل شيئ لكنه يسير نحو النهاية.
كنت مستعدا لذلك من قبل فسبع ساعات في الحافلة كانت مملة و مشوقة في نفس الوقت راكمت من خلالها مشاهد و مناظر و طبيعة و حيوانات أفضل بكثير من حيوانات بني البشر ، تلك الخضرة غالبا ما كانت تذهلني و تلك السمرة لتلك الفتاة ذات النظارات غالبا ما كانت تحرك شهواتي رغم كثرتهن هنا لكنهم لا يشبعن رغباتي ، هكذا إختلطت علي الأمور لكن ليس مثلما إختلطت علي في مدن الملح.
إن كل شيئ مالح ها هنا حيث لا يوجد سوى صحراء و سراب و ملح و لكن رغم ذلك مازالت الأرض تنتج و تعطي خيراتها و ثمارها و غلالها فالنخيل تخرج طلعها لموسم جديد و الأشجار تخرج براعمها من دون كلل و لا ملل و المياه ما تزال تتدفق رغم ظاهرة الإحتباس الحراري التي صدعت آذاننا ، الحقيقة هي أن الصحراء مازالت تنبض بالحياة و تتصارع مع الموت رغم كل الظروف القاسية........