الرئيسية » » طريق من طرق لا تنتهي !

طريق من طرق لا تنتهي !

طريق من طرق لا تنتهي !
 

لم تعرف حياة أي إنسان طريقا واحدة كما لم تعرف حياة أي شخص آخر طرقا ليست متشعبة و لكن يبدو أن كل هذا لا يحدث عبثا إنما هي قصة واحدة من بين ملايين القصص وسط ملايين البشر أحدهم يأتي أما الآخر فيذهب لكن العبرة ها هنا هو أنه لا شيئ ثابث في هذا العالم فكل شيئ يسير نحو الزوال.


تبدأ الرواية في يوم دافئ من أيام الشتاء وسط أعاصير ساخنة تشعل نيرانها في كل حدب و صوب و ها هي تحمل معها قلوبا شتى و حطاما و بقايا من ركام و غبار ، يحدث هذا كله و الأرض قد تبدو مريضة و متألمة و تصارع صراعها الأخير من أجل البقاء لكن يبدو و أنه لا شيئ باق في هذا الجحيم الذي لا يبقي و لا يذر. إن طريق الإنسان قد رسمت منذ أزل و تشعبها هو أمر واقع لا محالة لكن السؤال المطروح هو كيف سينتهي الأمر ؟ لا أحد يعلم مسبقا ما الذي سيجري إنها لغز آخر من حياة و الجميع يرغب في إجابات و لكن هناك أسئلة خلف أسئلة تنتظر أجوبة.


إن البذور الخبيثة تبدو في كل مكان وسط هذه الغابة السوداء حيث لا ورود و لا زهور و ثمار ، إنها قاحلة و مقفرة وسط الهشيم فمن ذا الذي سيغرس غراسا طيبة في ظل قلوب سوداء تملأ المكان و حتى ما تبقى من مياه فقد لوثها بني البشر و ما تبقى منها فقد غار في جوف الأرض لذلك فهي اليوم ليست سوى أرض جرداء قاحلة و مملة ليس فيها سوى تلك الفزاعات التي لا تزال تحرس أراض جرداء.


إنها أرض جرداء لا تنبت سوى الملح و لكنها لا تخلو من الرمال الذهبية و التي تغرق كل من يحاول المرور وسط أمواج عالية من صحراء لا متناهية ، كل هذه الرمال تجعلك تعي أنه لا سبيل من الخروج من هنا و قد جعلت أناسا آخرين في يأس لا ينتهي و الإحباط أصبح يخيم على المكان لكن آخرين دوما ما يكافحون و يناضلون رغم قلة الحيلة و شح الموارد ، إنها كلمات أكتبها في هذا الفراغ المهلك و الذي لا يرحم لعلها تكون لي عونا في خضم هذا الروتين الذي يأكل الأخضر و اليابس لكن يبدو هنا أنه لم يتبقى سوى الحطام لكن و للصدفة فهذا الحطام لن يذهب سدًى بل سيكون وقودا لنضالات و كفاح من نوع آخر.


إن كل واحد منا من دون شك يختار طريقه و يمضي فيه لأنه لا يوجد هناك من مهرب و لكن يوجد دائما طوق للنجاة المهم أن تعرف أين تبحث ؟

 

copyright © 2020. كتابـــي - جميع الحقوق محفوظة