الرئيسية » » لوحات لم تكتمل

لوحات لم تكتمل

لوحات لم تكتمل


إنها تشبه ألوانا متناثرة هنا و هناك و تشبه أفكار تنبع من هنا و هناك و هي تشبه مشاهد خالدة تصف هذا و ذاك كما تشبه صراعات و تناقضات و مفارقات محتدمة تصف و تسرد الواقع مثلما هو من دون أي خداع مثلما وصفته رسومات في لوحات أخرى لأنها لوحة أصلية و ليست مزيفة تعبر عن الحقيقة الغائبة.


لقد كان كل شيئ يتم تلقائيا و أحيانا بمحض الصدفة مثل حياة كثيرين و عذابات أخرى فوهبت الطبيعة لكل جمال لونا و لكل ألم ألوانا لتبدأ بذلك قصة لوحة و رحلة إنسان سوف يحاول رسم حياته كما يراها و كما عرفها لتبدأ الأحداث بألوان في البداية فاتحة ثم تتشابك الأحداث بعد ذلك و تتداخل لتتغير في وقت ما إلى ألوان داكنة تصف قتامة الأحداث و بشاعتها إلى حد ما.
لقد رسمت لوحات عديدة و لكن الأيام و السنين قد أضاعت و أتلفت كثيرين أما الغبار فقد غطى لوحات و غشى وجوها أخرى داس عليها الزمان بحذاءها الثقيل و هكذا تتناول كل لوحة موضوعا ما لتغوص في أعماقه المظلمة و التي لا يبدو أن لها قرار ، بالنسبة لي الكلمات هي تلك الرسمة المبدعة و التي يرسمها رسام مجهول و لا يقرأها سوى الأوفياء.
إن العالم من حولنا اليوم هو تلك اللوحة المشوهة من دون شك و التي لا يعرف معناها كل إنسان يقف أمامها لأن كثيرين في هذا العالم لا يملكون تلك البصيرة اللازمة لفك رموز لوحة لم يعرف أحد من هو صاحبها.
تتداخل الألوان و تمتزج فيما بينها و اللوحة واحدة ، إنها لوحة الربيع حين تبدأ النسمات الدافئة تهب من هنا و هناك و تبدأ الألوان المزدهرة تقول حان وقت الإزهار.

إنها لوحة رسمها فنان و أبدع في رسمها فكانت ألوانها زاهية و كانت مشاهدها ملهمة تسرد في ملامحها أفكار و مشاعر و أحلام مختلفة تجوب في مخيلة شخص ما. رغم ذلك لم تخلو هذه اللوحة من ذلك اللون الأسود الذي لا يعبر سوى عن تلك الكوابيس التي يفر منها الجميع إلى السكون و السلام الذي لا يمكن للجميع رؤيته ، الألوان الفاتحة و المشرقة هي ألوان تعكس قدوم فصل الربيع و روائح الأزهار و الرياحين و تفتح الأزهار و ألوانها و خروج فصل آخر من الحياة و دخول فصل جديدة تلك إذن مسيرة الحياة فصول متتالية و شخصيات و أحداث و في النهاية تتشكل قصة أو ترسم لوحة !


 

copyright © 2020. كتابـــي - جميع الحقوق محفوظة