الرئيسية » » الذكريات الممتعة والمفيدة في الحياة المدرسية

الذكريات الممتعة والمفيدة في الحياة المدرسية

الذكريات الممتعة والمفيدة في الحياة المدرسية

كانت حياة المدرسة لا توصف و كانت أوقاتها مميزة كانت تملأها البراءة و التلقائية و كان كل شيئ يحدث مصادفة و كل زمن كان يمر من دون علم أحد حتى أن الأيام لم تكن تذكر سوى في جدول الأوقات الصغير الذي كنت ألصقه على خزانتي الصغيرة لقد كانت ظريفة تلك الخزانة ذات اللون البني ، لم تكن تحمل كتبي و كراساتي فحسب بل كانت تحمل معها أيضا ذكرى لا تنسى إنها ذكرى حياة المدرسة حيث كنا.


كنت أستيقظ باكرا لأغسل وجهي و أتناول فطور الصباح كنت أكره ذلك كثيرا خاصة في فصل الشتاء البارد حينها كان الفراش هو الملك و هو أيضا المعلم فلطالما كان يجذبني بشدة و لطالما كانت المدرسة أيضا تجذبني بشدة فكنت مرة هنا و تارة هناك هكذا كان صباح المدرسة يمضي دائما و عطلة نهاية الأسبوع كانت مبتغى الجميع لأنه يوم الملعب في شارعنا الظريف ، كانت الكرة نهاية الأسبوع مكافأة مجزية لبقية أيام المدرسة المملة ؟
لقد كانت الحياة في تلك الفترة لا توصف لكنها تكتب بحروف من القلب حروف لا تعرف النقاط فحسب بل إنها حروف تكاد تنطق من شدة ما تحمله من معاني خالدة في القلب ، لقد كانت أيام المدرسة مملة بالفعل لكنها لم تكن أبدا مملة كأيامنا اليوم ، كنت أحمل محفظتي في ذلك الصباح الباكر و أقول في نفسي لو أنني عدت إلى فراشي الدافئ لكان أفضل هكذا كنت أتصارع مع نفسي في كل يوم و هكذا بدا أنه لم يكن لهذا الصراع أي نهاية؟

كانت الأيام تمر مثل أي عابر سبيل يمر في هذه الحياة و يذهب من دون رجعة و كانت الأوقات تنقضي لحظة بلحظة وسط بحر هادئ منذ البداية لكنه مخادع يعكس الحياة بكل تفاصيلها حتى لو كانت تفاصيل لا معنى لها مثل حياة كثيرين و التي تبدو بلا أي معنى لكن ذكريات هنا و هناك بالنسبة لي كانت تعني كل شيئ و الآن و في هذه اللحظة ها أنا أعود بالزمن و الذاكرة لأسترجع تفاصيل خالدة في ذاكرتي لا يمكن نسيانها بأي حال من الأحوال و لا يمكن كتابتها كلها لأن النسيان قد يكون نعمة الله المجزية في بعض الأحيان المؤلمة و المحزنة.
إنني أكتب في هذه اللحظة الهادئة على ورقتي الرقمية و يا لعجائب و غرائب هذا الزمان تعبيرا كتابيا من دون أوراق و من دون أعداد لهذا فهو إمتحان مطمئن منذ بدايته فهو مغاير لما عهدته في أيام المدرسة التي لا تنسى.

لم تكن أياما فحسب تلك الأيام بل كانت عبارة عن ررقة إمتحان تحمل إسما كبيرا عنوانه عبر و صف و أسرد إن أمكنك ذلك و هذا بالضبط ما كنت دائما أفلح فيه رغم قلة الوقت آن ذاك ، إنها أسطورة لا تعرف الكذب رغم كل الأساطير الكاذبة التي بلغت الآفاق و رغم لعنة كل أسطورة على من يعبدونها فإنها كانت في وقت من الأوقات نعمة لمن كانو يغوصون لكشف أعماقها السحيقة و المجهولة ، إنها تشبه إلى حد ما أعماق النفس البشرية و التي مازالت ألغازها لم تحل بعد في حين أن قصصها و أساطيرها قائمة في سرديتها إلى قيام الساعة ؟


 

copyright © 2020. كتابـــي - جميع الحقوق محفوظة