هناك أوقات كثيرة تمر علينا منها ما هو جيد كذلك منها ما هو سيئ لتختلف أفعال البشر فيما يبنهم فالجميع يفقه جيدا قيمة الوقت و سيطرته على حياة الإنسان و قد يضيع الجميع أيضا هذه اللحظة أو تلك عن قصد أو عن غير قصد فيصبح الوقت بلا جدوى و يصبح الزمن من دون معنى حينها قد يسيطر الفراغ على كل شيئ و تصبح حياة الحيوان أكثر رحمة و مسؤولية في بعض الأحيان !
إنه سؤال معقد و بسيط يطرح على أي إنسان في وقت ما فالوقت هو من دون شك هو من يحدد بداية و نهاية القصة و مهما كان تسلسل أحداثها و تغير أشخاصها فالوقت في أي قصة ثابت لا يتغير سوى أنه يمر و ينقضي من غير رجعة لهذا فهو ثابت كما لو أنه سيف مسلط على رقاب الجميع و لكل أجل في نهاية المطاف لا بد من كتاب ، إنه كتاب يسرد كل قصة و يقدم في كل زمن فكرة تصور حدثا ما في لحظة ما من وقت ما في حياة ما.
اليوم أصبح واضحا لدى الجميع أن وقت هذا الإنسان قد إختلف إلى حد كبير عما مضى فلكل زمان هناك وقت و ما يوجد فيه ، هناك من يلهو و هناك من يذنب و هناك من ينام و هناك من يكتب ، يكتب لأنه في وقت فراغ لم يستطع شيئ أن يملأه سوى الكلمات هكذا هو الوقت بالنسبة لي فلقد كنت أكتب في ما مضى عن مواضيع لا يهتم بها كثير من القراء أما اليوم فأنا أكتب عن مواضيع أهتم بها لنفسي و هذا هو الأهم فلم يعد للفراغ وقت و لم يعد للوقت فراغ حيث أصبحت الكلمات تملأ الآفاق و تصم الآذان ، إنها كلمات صادقة نابعة من خلطة سحرية جمعت بين الصدق و الحزن و الألم و الذكرى فلم يبقى الوقت في النهاية سوى ذكرى.
إنها في مجملها أوقات متناثرة من هنا و هناك و هناك من يكتب فيها و هناك أيضا من ينام فيها لذلك ها أنا الآن أكتب هذه المفردات الصامتة و هذه الفقرات الراهنة حتى لا يهاجمني النوم و كذلك كي أطرده بعيدا عني في هذا الوقت بالذات ، إن القلم هو الوحيد القادر على أن يطرد أشباح النوم و يملأ أوقاتا أخرى فارغة وسط أيام تكرر نفسها و لا تستحي من ذلك أبدا !