إن كل يوم يمر هو عبارة عن تذكرة أخرى من تذاكر الحياة إما للدخول أو للخروج لمكان أو زمان ما و مهما كان هناك ضجيج و أصوات مرتفعة و ضحك هنا و بكاء هناك و إبتسامة فرح هنا و صمت محزن هناك فلا بد من دخول أو خروج إلى عالم ما من هذه العوالم المتعددة و التي تجذب هذا الإنسان الضعيف تارة هنا و تارة أخرى هناك.
إن حياتي هي بمثابة قصة أخرى مثل قصص الملايين الذين يأتون و يذهبون كأمسية أحد الأيام القصيرة و التي إنفلت فيها الزمن و فر مسرعا حيث لم يلتفت ورائه فتمر الأوقات الصعبة و السهلة و تنقضي و لا يبقى عالقا في البال و الوجدان سوى الذكريات ، إنها ذكريات مضت أثرت و تأثرت تحكي حلما ضائعا وسط سراب الصحراء المخادع و الضعيف هنا ذلك الإنسان المخدوع دائما وسط رمال متحركة لا تتوقف مستعدة لتكون قبره من دون شواهد في هذه الدنيا.
هناك لحظات تأتي على حين غرة لتصب حممها وآلامها على قلب متألم من لحظات أخرى ليست جيدة على إنسان يكتب ما يخطر بباله المشتت وسط بلد الشتات حيث الجميع يزحف على هذه الأرض زحفا في حين يولد كثير من السذج و الحمقى على فرش من حرير ، إنها قضية صعبة و معقدة و يبدو أن الحلول قد ذهبت أدراج الرياح لتتضاءل الحظوظ و تنعدم الفرص وسط جحيم القلوب و الذي هو من صنع هذه القلوب السيئة و التي لم يملأها سوى البغض و الحسد فلم يبقى من البنيان سوى الخراب و الفناء و صمت مقيت يخيم على المكان يشبه صمت القبور.
هكذا كانت المذكرات في تلك الأيام العادية من الحياة لكنها في زمن الكورونا أضحت من المضحكات المبكيات و باتت من عجائب الدنيا السبع و هي أقرب إلى مآسي القرن الماضي و أقرب إلى آخر حربين عرفتهما البشرية لكن اليوم أيضا هناك نعوش و هناك موتى و هناك جثث تتوالى ليكون العدل هو السائد على الجميع في شمال الأرض و جنوبها و في أقصى شرقها و أقصى غربها إنه حكم الأقوياء إنه حكم الفيروسات !