الرئيسية » » تمر الأيام وتبقى الذكريات

تمر الأيام وتبقى الذكريات

تمر الأيام وتبقى الذكريات

إنه واقع لا لبس فيه و حياة لا هروب من واقعها فهي ترسم لوحاتها كيف تشاء و تخط رسوماتها كما تريد فلا شيئ يستطيع إيقافها و لا أحد يستطيع الهروب من واقعها ، إنه واقع الحياة المؤلم لدى كثيرين و الذي يتجرع كأسه المر آخرون فليس هناك لأحد من مهرب إلا من خلال الخروج من الحياة خروجا من دون رجعة ؟

لكأنه سجن دنيوي و الجميع بداخله و لا أحد يستطيع الخروج إلا لبرهة من الزمن في باحة ذاك السجن و أيامه التي تتكرر لتعيد نفسها كأي يوم آخر من أيام التكرار و التي لا حدود لها فلا تبقى سوى الكلمات التي هي لوحدها من تستطيع تسطير التاريخ لتستطيع أجيال أخرى قراءته و معرفة ماذا كان يحدث في كل يوم من تلك الأيام.
فهاهي الأيام تمر على الجميع و تفعل أفاعيلها الخرقاء و هاهي الأزمنة تظهر وجهها القبيح و هاهي الأمكنة تعود بك إلى الزمن البعيد لتريك ذكرى و تلقي في نفسك عبرة ؟

كل شيئ يمر و ينقضي و لا شيئ يبقى على حاله لا على الأرض و لا في السماء فكل يدور في فلكه الذي رسم له و ليس هناك من أخطاء إلا أخطاء هذا الإنسان و ذنوبه فهو إما يدور حولها كالحمار أو أنه خرج عن فلكها و قد يكون نجى!

إن كل شيئ يمر و ينقضي بخيره و شره و قبحه و زيفه حيث لا زمن يتوقف و لا أيام تتوقف فالجميع يسير في خطى ثابتة نحو تلك النهاية فطريق الحياة لا بد أن ينتهي بالموت و طريق الموت لا بد أن يبدأ بالحياة ، إنها معادلة منطقية و ثابتة لا ريب فيها لأنها معادلة القدر المحتوم على الجميع و الذي قد رسم حدودا لا يستطيع أحدا تجاوزها مهما كان.
قد تكون هناك أيام جميلة و ذكريات خرقاء و أوقات متداخلة فيما بينها لأنها لا تعكس في النهاية سوى مرور زمن أراد أن يمر إنه زمن جميل رغم ذكراه المؤلمة التي قد تعود بك إلى تلك الأزمنة الغابرة في سجل التاريخ و بين أوراقه الغابرة ، إنها أوراق متساقطة مثل أوراق شجرة هبت عليها رياح خريف هادئة فجعلتها تنشر للجميع خبر حلول فصل جديد ليس من فصول السنة بل هو أيضا فصل آخر من فصول الحياة المتسلسلة!



 

copyright © 2020. كتابـــي - جميع الحقوق محفوظة