الرئيسية » » ذكرياتي في الطفولة

ذكرياتي في الطفولة

ذكريات الماضي الجميل


حين تعود إلى الماضي فأنت تعود إلى أمكنة و أزمنة لم تبقى خالدة في ذاكرتك فحسب بل قد تمثل لدى بعضهم أول شيئ و كل شيئ فهي قد تكون نظرتك الأولى للحياة و هي أيضا قد تكون نظرتك الثابتة لباقي الحياة فهي الأساس الأول لكل الحياة و هي الطفولة و البراءة و الصبى كلهم مجتمعين في ركن واحد ، إنه عقلك الذي هو شبيه جدا بالمحيط ففي وقت ما يتمدد و في وقت آخر يتراجع ليعود بك كسفينة تسلك طريقها بين الأمواج المتلاطمة لترسو بك في النهاية على الشاطئ ، ذاك هو شاطئ الماضي ؟


إنه شاطئ في البداية و لكن خلفه جزيرة تعج بالحياة و ألوانها فهناك حياة و هناك موت و هناك قوي و هناك مستضعف كما هناك خير فهناك بلا ريب شر لا يرحم أحدا.

الآن ها أنت ترى جمال تلك الجزيرة و خضرتها من خلال ماضيك الذي قضيت فيه أجمل الأوقات من دون شك و ظننت لوهلة أنه لن ينقضي لكنه إنقضى أكثر مما كنت تظن ؟ لذلك فإن ماضيك الجميل قد علمك أيضا أن الزوال أمر محتوم و ليس هناك شيئ سوف يدوم إلا من خلق كل شيئ ، إنه وحده الباقي.


إن كل ذكرى جميلة تتذكرها لهي لحظات أخرى تأخذك إلى ذاك الزمن الجميل الذي كان يحمل بين طياته أوقاتا ممتعة و أشياء لا يمكن نسيانها و لا تجاوزها بأي حال من الأحوال ، إنها نسمات عابرة و لطيفة ترسم لوحة مذهلة و مميزة بين جنبات وقائع جديدة و تأملات مختلفة تعج بالأفكار و الجمل التي تسرد ما كانت عليه تلك الفترة!

إن الزمن أيضا لا زال يحمل و يضع و لن يتوقف أيضا عن فعل ذلك كأي آية أخرى تدور دورتها في هذه الحياة الفانية ليفنى في النهاية كل شيئ و لا يبقى سوى الذكريات؟

إنها أيام لم يستطع أناس نسيانها و كأي ماض مضى هناك أيام جميلة و هناك أخرى سيئة فلا يوجد يوم يتحرك ساكنا في هذه الحياة الدنيا و كل شيئ هو متغير.

أنا لا أريد أن أروي كل ذكرياتي و بمختلف تفاصيلها لأني أحتفظ دائما بأهم تفاصيلها لنفسي كما أني أعبر عن ذكريات مر بها كثيرون منهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر ، إنها مشاهد للوحات قديمة مر عليها الزمن و ترك فيها بصمته و حين أرسم تلك المشاهد بالكلمات تنطق الصورة من خلال تلك المشاهد.

بالنسبة لي أنا العبد المرهف الإحساس فإني لا أقول مثل كثيرين و لكني أقول ليت الطفولة تعود يوما ، إنها رائعة بالنسبة لي و مؤثرة لكن المتغيرات ألقت كلمتها في الواقع لتكون كلمتها هي العليا و كلمة الذكريات هي السفلى فلم يبقى من الذكريات إلا الذكريات؟



 

copyright © 2020. كتابـــي - جميع الحقوق محفوظة