الرئيسية » » أيام من حياة عادية

أيام من حياة عادية

 أيام من حياة عادية


تمر الأيام لدى كثيرين كما يجب عليها أن تمر و تفرض نفسها على الجميع ، إنها مسيطرة و متسلطة تسلط الحكام الظلمة و هي أيضا تفعل لدى كثيرين أفعالها إما برضاهم أو رغما عن أنوفهم لتفرض واقعا مريرا على البعض و واقعا يرضى عنه البعض الآخر و لو نسبيا و لا يجد هذا الإنسان سوى أن يستسلم لقوانين فرضتها الطبيعة لا يمكن تجاوزها.


كأي حياة لأي إنسان هي ليست سوى حلقة مغلقة لا يمكن الخروج عن حدودها المصطنعة و التي وضعها و رسمها أشرار العالم مجتمعين، إنها إذن أيام أخرى عادية تمر و تنقضي تحمل معها الفراغ و الأفكار ، الحلم و الواقع ، الخير و الشر و متناقضات عديدة يبدو أنه لا نهاية لها.

إنها أيام عادية يشعر بها كثيرون و يحس بها آخرون و هي من دون شك تمر مرّ السحاب و الذي لا يشعر به أناس آخرون إلا المتفكرون الذين قد يدور في خاطرهم الواسع أشياء عديدة و أسئلة مختلفة تجعلهم في النهاية يكتبون من فرط الأسى على عالم ليس له روح، كل هذا ليس سوى مجرد كلمات أخرى في جمل متناثرة تأتي من هنا و هناك و من عقل هذا و ذاك لتصف فترة ما من الزمن أو مرحلة ما من العمر أو لتسرد قصة حقيقية مر بها كاتبنا المجهول وسط عالم من دون روح.
إنها أيام أخرى تمر فهل من مجيب أو هل من سؤال حول كل هذا التاريخ المحزن الذي تعيشه هذه الأمة المدمرة وسط المجهول ، إنها بلا ريب أسئلة عديدة ليس لها قرار كما أنه لا قاع لها في حين يبدو أفقها غير موجود وسط ضباب أمواج العالم المتلاطمة و التي لا ترحم الضعفاء.

تلك أيام أخرى تمر و تنقضي مثل أي شيئ آخر يمر و ينتهي و من ثم يأتي الصباح ليقول لظلمة الليل إنجلي عن هذه الأوطان المحتقرة من جلاديها في الداخل و الخارج ، يمر كل ذلك في حياة تبدو عادية لدى كل خائن لأمته و مستبد لأبناء جلدته فكيف لا تكون أياما عادية في أوطان لا تصنع أي شيئ لهذا العالم غير أنها تبيع ثرواتها بثمن بخس و هذا لن يتغير أبدا في أوطان الخونة و العملاء الذين يسيطرون على كل شيئ و ينهبون في أي شيئ فهم لم يبقو و لم يذرو شيئا إلا و باعوه في سوق الخيانة ، الدين ، الهوية ، الثروة ، الأخلاق و المبادئ ، كأي ورم خبيث في جسد ضعيف دماءه الخوف و الجبن من الحاكم المستبد ......


 

copyright © 2020. كتابـــي - جميع الحقوق محفوظة