الرئيسية » » واحة في الصحراء الكبرى

واحة في الصحراء الكبرى

 

واحة في الصحراء الكبرى


لقد كانت حبات الرمال تتناثر في كل مكان و تخدش جلدك و أنت تجوب المكان أما كثبان الرمال فكانت تنتظر هبوب رياح الصحراء التي لا تنام لتأخذ حبات الرمل طريقها وسط المجهول فهي لا تعلم حتى من أين أتت و إلى أي قدر هي ذاهبة تلك هي مشيئة القدر وسط بيئة تبدو للسالك قاحلة و لا تعرف معنى الحياة في حين أنها تحمل بين طياتها صفحات مذهلة من حياة فأوراقها الجافة تنبت الزرع و بذورها المتناثرة تثمر و لو بعد حين و كائناتها تقاتل لتجد طريق الحياة في قلب الجحيم.

كانت واحة عظيمة تجعلك تعرف كثيرا من مفارقات الحياة و كيف أن هذه الطبيعة تسلك طريقها وسط السراب اللامتناهي كانت ساحرة مثل جنة عدن وسط الجحيم ، أشجار نخيلها كانت مذهلة باسقة بطولها و شموخها تقول عرفت الله و هي تسبح و تثمر و تنجب و لا تكل و لا تمل حتي تعطى ثمارها الحلوة أما رائحة و عطر الواحة فستعلمه خاصة حين تنزل حبات المطر فتمتزج لتكون عطرا عجيبا يجعلك تفكر و تقدر أنها معجزة ربانية وسط الصحراء.


إنها قطعة من الجنان وسط جحيم لا يرحم نخيلها و أشجارها رمالها و بنيانها ترسم لوحة خالدة و نادرا ما ترى مثيلاتها لتعلن أن من رسمها لا يمكن أن يكون آدميا ، إنه فن يعجز عنه الإنسان و لكنه كان عنصرا رئيسيا فيه.

 

copyright © 2020. كتابـــي - جميع الحقوق محفوظة