ذات مساء من أيام الصيف الحار جلست وحيدا أفكر لم أكن أفكر في شيئ واحد بل كنت أفكر في أشياء كثيرة منها أن الأيام تمضي و تمر مسرعة كسحابة صيف عابرة أنزلت ماءها وسط صحراء قاحلة فأنبتت الزرع و سقت الأرض و غيرت ملامح المكان فكانت ملجأ لعديد المخلوقات من هذا الحر ، كل هذا يحدث بمثابة حلم آخر يمر و ينقضي في ليلة طويلة من ليالي الشتاء حيث يبحث فيه الإنسان عن بعض الدفء بينما مازالت حبات مطر خفيفة تتساقط في الخارج.
إنها صحراء قاحلة بينما الأيام تمر و لا تتوقف يظهر سحاب مليئ بالظلمة و الوحشة من خلال الأفق البعيد و يبدو أنها رياح التغيير تلوح لكنه لم يكن سوى تغيير من فصل إلى فصل آخر حيث يتلاشى فصل الصيف و يبدأ خريف جديد وسط الصحراء و خلف أمواج الرمال العالية. عما قريب ستصبح الواحات جرداء من دون أي أوراق ، هناك أوراق الأشجار و أوراق الحياة و كل شيئ مدون هنا و هناك و لكن الغافلين في كل مكان إنها ليست الواحة فقط جرداء بل كل مدينة أصبحت خاوية على عروشها حيث يسير كل شيئ نحو مصيره المحتوم.
تلك كانت كلمات مختلفة وسط مكان و زمان مختلف لتبقى مسجلة و منقوشة على حبات الرمال الذهبية.