يوجد في العالم أنواع ضخمة من الأفاعي التي قد تستطيع حتى إبتلاع رجل بالغ من دون أي عناء و لعل أفعى الأناكوندا هي الأفعى الأبرز و الأكثر ضخامة على سطح هذه الأرض حيث ألفت حولها القصص و الأساطير و الخرافات و حتى الأفلام.
تعيش أفعى الأناكوندا في أماكن مختلفة من القارة الأمريكية و القارة الأسترالية و تعتبر أمريكا الجنوبية وغابات الأمازون الموطن الأصلي لمثل هذا النوع من الزواحف العملاقة و في نفس الوقت تعتبر أفعى الأناكوندا من الأفاعي غير السامة لكن تعوض تلك المادة الكيميائية بقدرة فائقة على الضغط و سحق الفرائس حتى تتهشم عظامها.
يوجد أنواع مختلفة من أفعى الأناكوندا لكن صنفا واحدا منها يعد الأضخم على الإطلاق و هي الأناكوندا الخضراء التي ألفت حولها القصص و الخرافات إذ يمكن أن يصل وزن هذه الأفعى إلى 200 كلغ كما يمكن أن يبلغ طولها حوالي 8 أمتار ، يوجد كذلك إختلاف بارز بين طريقة حمل الإناث لصغارها بين أنواع هذه الزواحف إذ تفقص صغار أفعى الأناكوندا التي تعيش في الأمازون داخل بطن الأم و عند خروج صغارها من بطنها تظهر للعيان على أنها تلد صغارها في حين أنها لا تلد على الإطلاق أما الأناكوندا الأسترالية فهي تضع بيوضها في عش و من ثم تقوم بحضانتها إلى أن تحين فترة التفقيص.
تعتبر أفعى الأناكوندا من أضخم أنواع الأفاعي في العالم حيث يمكن أن يتجاوز حجم هذه الأفعى 5 أمتار و هي بذلك تكون من أضخم الزواحف التي بإستطاعتها إبتلاع حيوانات و مخلوقات أخرى ضخمة.
يمكن لبعض الأناكوندا خاصة في غابات الأمازون الوفيرة من حيث الطعام أن يصل ضخامة هذه الزواحف في بعض الأحيان إلى عشرة أمتار من حيث الطول و مئات الكيلوغرامات من حيث الوزن.
تتغذى أضخم أفعى في العالم "الأناكوند" على كميات هامة من الطعام المختلف و المتنوع في الغابات و المستنقعات و ضفاف الأنهار من طيور و جرذان و ثديات مختلفة و أسماك.
تنصب أفعى الأناكوندا كمينا محكما للفريسة قرب ضفاف المياه حتى تأتي الطريدة لتقوم بعد ذلك بالإنقضاض على الفريسة و الإلتواء عليها و الضغط عليها حتى عصرها و قطع أنفاسها و تكسير أضلاع قفصها الصدري و من ثم بعد ذلك تأتي عملية إبتلاع الفريسة.
رغم نهم أفعى الأناكوندا الشديد و قدرتها على البقاء لساعات بل حتى لأيام و هي تقوم بإبتلاع فريسة ضخمة جدا حيث تضم معدة هذا النوع من الزواحف عصارات هضمية قوية جدا تمكنها من هضم فريستها مهما كان حجمها و نوعها إلا أن الأناكوندا لديها قدرة فائقة على التأقلم مع الظروف الصعبة حين يقل الطعام و ينخفض الصيد إذ بإمكان هذا النوع من الزواحف أن يبقى من دون أكل لمدة قد تتجاوز سنة بأكملها و هذا ما يجعلها من الزواحف الفريدة و النادرة التي تعيش على هذا الكوكب.
يوجد أنواع أخرى بالإضافة إلى الأناكوندا الخضراء مثل الأناكوندا الصفراء و التي لئن قل حجمها عن الأناكوندا الخضراء فإنها قد تبلغ ما يقارب 4 أمتار عند نضوجها كما قد يتجاوز وزنها 40 كلغ و بإستطاعتها إبتلاع حيوانات أضخم منها حجما ، إن أفعى الأناكوندا كائن فتاك و ضخم و هي زواحف تبتلع كل ما تستطيع القبض عليه من مخلوقات و كائنات أخرى قد تفوقها حجما.