أنا لا ألوم الغرب المتقدم أو الشرق الآسيوي المتطور أو أي شعب يحترم نفسه و يسير في ركب الحضارة و التاريخ حيث يحسب له التاريخ حسابه و يعطيه حقه في ركب الأمم ، تلك شعوب العالم المتقدم إنها شعوب قدمت لنفسها و للتاريخ فهي إذن تستحق أن تحتفل بمرور الزمن أو مرور سنة أو ما يسمى "رأس السنة الميلادية" فهم في تلك السنة صنعو و إبتكرو و شيدو و بنو و خططو و رسمو ، ثلاثمائة و خمسة و ستين يوما لم تضع حكوماتهم فيها يوما في حين يضيع طغاة عالمنا كل الساعات و كل الأيام و كل السنين.
إنهم يحتفلون برأس السنة الميلادية التي إستطاعو فيها صناعة سلاح لإبادتنا و إستطاعو فيها الوصول إلى القمر و إستطاعو فيها بناء نفق في عرض المحيط و إستطاعو فيها إختراع دواء لداء و وباء قاتل ، إستطاعو فيها صناعة غواصة و بناء سفينة و صناعة صاروخ عابر للقارات ... إنهم بالفعل يستحقون أن يحتفلو بمرور سنة ضوئية كاملة من النجاح و التقدم و الإبهار و أنا من مكاني هذا في أغبى العوالم أقدم لهم وسام الإستحقاق الذي دائما ما يقدمه أغبى و أرذل الناس في بلدي و هم بالتأكيد الذين يقودن الدفة و هم في الآن نفسه أحقر من أن يقودو قطيعا من الغنم .
أنا من مكاني هذا في أغبى العوالم أو عوالم الغباء أقدم لهم وسام الإستحقاق لكي يحتفلو و يمرحو و يسمرو حتى مطلع الفجر لأن سنتهم الجديدة سوف تكون حبلى بنجاحات و إختراعات جديدة لذلك فالعوالم الأولى أو المتقدمة عندما تقوم بتلك الإحتفالات الصاخبة و المبهرة فهي تستحق عن حق ذاك الإحتفال الصاخب لأنها قدمت و أنتجت و أبدعت و طورت إنها عوالم و شعوب تعيش في خضم التاريخ لا خارجه و تقدم له كي يذكرها في صفحاته الذهبية و بين سطوره الفضية هؤلاؤ هم من يستحقو أن يعيشو فوق هذه الأرض أما الآخرون الذين يمثلون أغبى العوالم أو عوالم الغباء فهم حتما في قمامة التاريخ الذي لا يعير لهم أي شأن أو قيمة لأنهم شعوب رخيصة و حكومات عميلة و خائنة لدينها و دنياها دون أدنى شك . إن نقطة التعجب و الإستغراب و ما يثير الغيض و الإشمئزاز هنا في حثالة العالم الغبي التافه من حكومات ساذجة و شعوب تافهة ليس لها محل من الإعراب في دوامة هذا العالم الزاخر و المتعجرف الذي لا يعترف إلا بالقوي و لا مكان للضعيف فهو في النهاية لا وجود له بين صفحات التاريخ . إن السؤال هنا هو لماذا و عما يحتفل مواخير العالم الثالث و الحقير من حكام و أمراء و شعوب في ما يسمى برأس السنة الميلادية و لعلي إكتشفت و فهمت بعد عناء كبير و جهد مضن عما يحتفل لأجله هؤلاؤ السذج و الحمقى الذين لفظهم التاريخ منذ زمن بعيد . لقد فهمت أن مواخير العالم من حكام و شعوب العالم الثالث الحقير و العرب خصوصا يحتفلون أولا بغزوهم الفضاء و إرسالهم المركبات الفضائية للمريخ بداية هذا العام الذي يحتفلون به لذلك فهم يحتفلون برأس السنة الميلادية لأنهم بكل تأكيد يحققون النجاحات في كل سنة , إنهم ينافسون الغرب و الشرق في التقنية و التكلنوجيا لذلك فهم يحتفلون كذلك يحتفلون بنهاية العام أو رأس السنة الميلادية لأنهم صنعو في هذه السنة قنبلتهم الذرية و أسموها قنبلة العجز و التخلف و السير إلى الوراء و التقليد الأعمى .
أيضا الأعراب يحتفلون لأنهم أهل ليسطر التاريخ تقدمهم الباهر من أنفاقهم تحت المحيط إلى جسورهم فوق البحار إلى مركباتهم الفضائية إلى صناعاتهم الحربية إنهم بالتأكيد قوة عظمى على هذا الكوكب و الجميع يكن لهم كل الإحترام و التقدير و الدليل واضح لكل متدبر لإحتلال بلدانهم و قتل شعوبهم و تهجيرها و لعلهم يحتفلون برأس السنة نتيجة الدمار الهائل للبلدان العربية المستباحة للطغاة و الغرب . إن حثالة الأمم من حكام خونة و شعوب ساذجة تافهة بالطبع كنا نمزح فهم ليسو أهلا لأي إحتفال مهما كان نوعه أو مكانه أو زمانه فهم لم يصنعو حتى إبرة خياط كي يحتفلو بمرور سنة كانت بالطبع أسوأ من سابقتها تحتل أوطانهم و تدمر أمصارهم و تباد شعوبهم مثل الذباب أو أحقر فهم حتما أرخص بني البشر في هذا فيا للعجب فعلى ماذا يحتفلون و لأي نجاح يمرحون و يرقصون ؟ إنهم عار على التاريخ و وبال على الإنسانية و أخص بالذكر الحكام العرب حكام الدياثة و شذاذ الآفاق فالشعوب الساذجة دائما مغلوبة على أمرها . رأس السنة الميلادية هي سنة مثل التي تلتها كلها مآسي و أحزان و أشواق و آمال و بكاء و دموع و دماء فعلاما الإحتفال يا حمقى هذا الزمان فالقدس محتلة و بلاد الرافدين مهجرة و بلاد الشام مدمرة و بلاد الجزيرة أسيرة و اليمن تقاسي و غيره و غيره كثير فعلاما الإحتفال يا حمقى هذا الزمان إن القلب حزين و به حرقة لما آلت إليه الأحوال و الأوضاع و يا للأسف لذلك أردنا و لو لمرة أن نضع النقاط على الحروف في بلاد لا توجد بها نقاط و لا حروف فقط نقاط الإستفهام و التعجب في هذه البلدان العربية و التي لا يصح تسميتها بالبلدان إنما هي زرائب و حضائر بيد حكام خونة و ملوك سذج و أمراء يتقنون صفة الدياثة على أكمل وجه فقد شربوها في ألبان أمهاتهم . في النهاية رأس السنة الميلادية و إحتفالاتها بالنسبة لنا سكان العالم الثالث و خاصة بني العرب يجب أن تكون صمتا مدويا و تفكيرا معمقا و سكونا مبهما لعلنا نحترم أنفسنا آن ذاك أمام العالم و لن تنتهي كلماتي حول هذه التناقضات و الترهات لأنني أعلم علم اليقين أن هذا العالم العربي لن يصطلح حاله أبدا إلا بعودة الإسلام الحق و الحمد لله و كفى .
إكتشف العالم يسعى إلى المعلومة المفيدة و البسيطة التي يحاول الجميع إيجادها و مهما كانت المعلومة غريبة أوعجيبة سوف تجدها في عالم الإكتشاف بسيطة و سهلة , إكتشف حولك هو إكتشاف العالم الذي نعيش فيه و لا زلنا لم نكتشف منه حتى قطرة من محيط . الكاتب محمد علي [ عالم الإكتشاف ]
- مقالات متصلة :
- الهدف من خلق الإنسان وعمارة الارض
- السعادة مفردة سهلة و لكنها صعبة المنال !
- إنسان يبحث عن حياة ؟