الرئيسية » » فيروس زيكا الأعراض، الوقاية و العلاج

فيروس زيكا الأعراض، الوقاية و العلاج


فيروس زيكا هو أحد الفيروسات الذي ينتقل و ينتشر من خلال نوع من البعوض يعيش في المناطق الإستوائية و شبه الإستوائية و الذي يطلق عليه إسم "البعوض الزاعج" و الذي ينتشر في أغلب قارات العالم. ينتمي فيروس زيكا إلى ما يطلق عليه بالفيروسات المصفرة حيث مصدر هذه التسمية هو فيروس الحمى الصفراء و قد تم إكتشاف هذا الفيروس لأول مرة عند نوع من القرود الإفريقية.



فيروس زيكا الأعراض، الوقاية و العلاج


معلومات حول الفيروس

بقي فيروس زيكا محصورا لعقود في أماكن و قارات محددة حول العالم مثل آسيا و إفريقيا لكنه اليوم يطال قارات و أماكن جديدة مثل أمريكا الشمالية و الجنوبية، تعتبر فيروسات أخرى مثل فيروس الحمى الصفراء و فيروس حمى الضنك من أكثر أنواع تشابها لفيروس زيكا. تعود تسمية الفيروس للإكتشاف الأول للمرض و الذي كان من خلال نوع من القرود و التي كانت تعيش في غابة زيكا في بحيرة فيكتوريا على شبه جزيرة عنتيبي بأوغندا و من تلك اللحظة تم تسمية فيروس زيكا بإسم تلك الغابة التي إكتشف فيها لأول مرة. إنتشر الفيروس بعد ذلك في أماكن لم يكن من المتوقع أن يصل إليها حيث إستطاع خلال سنة 2014 شق طريقه عبر المحيط الهادئ وصولا إلى وسط و شمال و جنوب القارة الأمريكية.



فيروس زيكا الأعراض، الوقاية و العلاج



فيروس زيكا الأعراض و العلامات

تتسبب الفيروسات في أعراض ظاهرة أثناء فترة وجيزة من الزمن أو خلال عدة أيام تبدأ أعراض المرض في الظهور و كذلك توجد أعرض أخرى أو أنواع أخرى من الفيروسات و التي قد لا تظهر أعراضها إلا بعد وقت طويل، فيروس زيكا يحمل أعراض أولية تتمثل في ظهور طفح على مستوى الجلد يتزامن معه حمى تصيب الجسم و هو ما يدل على بداية نشاط الفيروس داخل الجسم. يتسبب فيروس زيكا أيضا في أعراض أخرى تمتد طيلة أيام و من هذه الأعراض صداع في الرأس و آلام في المفاصل و العضلات و توعك يصيب كامل الجسم و فقدان في شهية الأكل كذلك إلتهابات على مستوى الملتحمة.
مازال هناك بحث حول إمكانية تسبب زيكا في بعض المضاعفات العصبية و خاصة بعد تأكيد العلم علاقة الفيروس بالمواليد الذين يولدون حديثا و معهم ذاك التشوه الخلقي على مستوى الرأس و الذي يسمى "الصعل".



فيروس زيكا الأعراض، الوقاية و العلاج



 كيف تتم الإصابة بفيروس زيكا ؟

ينتقل الفيروس عبر وسيلة واحدة متمثلة في نوع من أنواع البعوض و الذي يعيش متغذيا على دم الإنسان كما يعتبر هذا الجنس من البعوض و الذي يطلق عليه "البعوض الزاعج" من أكثر أنواع البعوض إنتشارا على مستوى العالم. يحقن البعوض الزاعج إبرته على مستوى جلد الإنسان ليتغذى على الدماء في تلك اللحظة تتم العدوى بالفيروس عبر تلك الإبرة التي تحقنها في جلد الإنسان و هكذا ينقل هذا الجنس من البعوضيات فيروس زيكا من شخص لآخر. لا يكتفي البعوض الزاعج بنقل فيروس زيكا فحسب بل ينقل أنواعا أخرى من الأمراض و الفيروسات مثل فيروس الحمى الصفراء و فيروس حمى الضنك و فيروس شيكونغونيا و فيروس إلتهاب الدماغ الياباني و فيروسات أخرى عديدة.



فيروس زيكا الأعراض، الوقاية و العلاج


 كيف يتم تشخيص المرض؟

يعتبر التشخيص السريري لفيروس زيكا من الأمور الصعبة خاصة و أن أعراض هذا المرض هي أعراض عادية مثل أي مرض آخر يضرب الجسم كما أن أعراض زيكا مشابهة لأعراض تتسبب بها فيروسات أخرى مثل فيروس الحصبة الألمانية و أمراض أخرى لها نفس الأعراض كمرض إلتهاب المفاصل و إلتهاب الملتحمة و أمراض الحساسية و مرض إلتهاب المفاصل التفاعلي. يتم تشخيص المرض من خلال أخذ عينات من الدم، أثبت أيضا الأبحاث الطبية أن أخذ عينات من اللعاب لتشخيص فيروس زيكا خاصة من خلال كشف الحمض النووي الريبوزي للفيروس قد تكون أفضل من أخذ عينات الدم للتشخيص. تتم عملية تشخيص فيروس زيكا من خلال عينات الدم عبر فحص يطلق عليه إسم إليزا و الذي يتم فيه البحث على ما يسمى "الغلوبولين المناعي" في الدم و هذا الأخير هو ما ينتجه الجسم و جهازه المناعي من مضادات نوعية للتصدي للفيروس و وجود الغلوبولين المناعي في الدم هو دليل جازم على وجود الفيروس في الجسم.



فيروس زيكا الأعراض، الوقاية و العلاج


 أمراض أخرى يتسبب بها الفيروس

أثبتت الأبحاث الطبية بأن فيروس زيكا يتسبب في حالات مرضية أخرى خاصة تلك التي تصيب الجنين و تأثر على رأس الجنين و شكله ليكون شكل رأس الجنين المصاب غير إعتياديا و أصغر حجما، يحدث الفيروس لدى الجنين أمراضا أخرى من بينها ما يعرف "متلازمة فيروس زيكا الخلقية" و هي إعتلالات مرضية تصيب الجنين أثناء إنتقال العدوى إليه من الأم و تبرز هذه الإعتلالات في هياج و نوبات و تحرك لاإرادي و خلل في وظائف الدماغ و إعتلالات دماغية و سمعية و بصرية.
هناك أيضا أطفال قد يصابو بالفيروس لكن ليس بالضرورة دائما أن يكون لزيكا تأثير على الدماغ و إتلاف جزء منه، قد يتسبب هذا الفيروس أيضا في مرض آخر نادر يطلق عليه إسم  متلازمة غيان باريه و مرض نادر الحدوث يتسبب في إعتلال على مستوى جهاز المناعة لدى المريض كما قد يضرب هذا المرض الجهاز العصبي بأكمله و قد يأدي في نهاية المطاف إلى الشلل.






فيروس زيكا الأعراض، الوقاية و العلاج


 مناطق إنتشار الفيروس

في البداية كان فيروس زيكا مقتصرا على أماكن معينة حول العالم لكن أصبح فيما بعد يضرب كل مكان و كل قارة من شرق الكرة الأرضية إلى غربها لكن نوعين مما يسمى بالبعوض الزاعج هما من ينقلان عدوى هذا الفيروس و ينشرانها، البعوضة الزاعجة المرقطة تقوم بنشر الفيروس في مناطق عديدة و حتى المناطق التي تعد صعبة التأقلم لدى الحشرات مثل المناطق شديدة البرودة فإن هذا الجنس من البعوض بإستطاعته التأقلم و التكيف مع هذه الأجواء الباردة حيث يدخل هذا النوع من البعوض في سبات شتوي يمكنها من البقاء على قيد الحياة. يوجد النوع الثاني من البعوض و الذي ينقل فيروس زيكا للإنسان و هي تسمى بالبعوضة الزاعجة المصرية و التي تعيش في الأماكن المدارية و شبه المدارية في حين تجد هذه الأجناس من البعوض الزاعج العيش بالقرب من بيئة البشر مما يساهم في زيادة نشر هذا النوع من الفيروسات.




فيروس زيكا الأعراض، الوقاية و العلاج



 سبل الوقاية من فيروس زيكا

بما أن أنواع البعوض الزاعج هي المسبب الأول لنشر هذا الفيروس فإن المعادلة تبدو سهلة و صعبة في نفس الوقت فالقضاء على البعوض الزاعج و أماكن إنتشاره و وضع بيوضه هو يعني الحد من إنتشار فيروس زيكا لكن هذه المسألة تبدو صعبة جدا للقضاء على هذه الأنواع من البعوض و التي تنتشر و تتكاثر في كل مكان. إن القضاء على بيوض البعوض الزاعج و التي ما يضعها عادة في المياه و الجداول و البحيرات الراكدة قد تسهم بشكل كبير و بنسبة هامة في التقليص من أعداد هذا النوع من البعوض مما يأدي حتميا إلى التقليص في مدى إنتشار الفيروس بين البشر. ليست الوقاية من لدغ البعوض الزاعج هي لوحدها كفيلة من تجنب فيروس زيكا حيث يستطيع هذا النوع من الفيروسات مثلما أثبت العلم و البحث أن بإستطاعة فيروس زيكا الإنتقال جنسيا و من خلال العملية الجنسية يستطيع الفيروس الإنتقال بين الأشخاص. يرجع إنتشار الفيروس في بعض الأماكن إلى غياب الوعي بقدرة هذا النوع من الفيروسات على الإنتقال جنسيا.




فيروس زيكا الأعراض، الوقاية و العلاج


 فيروس زيكا لعلاج سرطان الدماغ

رغم عدم وجود علاج أو لقاح لفيروس زيكا إلى حد الآن إلا أن هذا الفيروس أصبح هو بدوره علاجا لأمراض أخرى حيث أثبت علماء أمريكيون أن هذا الفيروس قد يساعد في معالجة أنواع من الخلايا السرطانية لدى أدمغة البالغين، قام هؤلاء العلماء و الباحثين الأمريكيين بإجراء تجارب على فئران المختبرات حيث أثبت التجارب أن فيروس زيكا ساعد في تقليص أورام خبيثة كانت تنمو في أدمغة هذه الفئران و الشيئ الإيجابي و المهم في هذه التجربة هو أن الفيروس لم يأثر على الخلايا الأخرى السليمة في الدماغ. اليوم أصبح الإهتمام بعلاج زيكا للخلايا السرطانية الدماغية ينتشر في أماكن أخرى حول العالم حيث بدأ باحثون و علماء بريطانيون في جامعة كامبريدج بتجارب و أبحاث مماثلة على هذا فيروس في حين أكدت الطبيبة "كاثرين بيكوورث" من مؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة أن نسخة مطورة و معدلة من فيروس زيكا يمكن أن تهاجم الخلايا السرطانية في الدماغ.









إكتشف العالم يسعى إلى المعلومة المفيدة و البسيطة التي يحاول الجميع إيجادها و مهما كانت المعلومة غريبة أوعجيبة سوف تجدها في عالم الإكتشاف بسيطة و سهلة , إكتشف حولك هو إكتشاف العالم الذي نعيش فيه و لا زلنا لم نكتشف منه حتى قطرة من محيط .                                                                                                                                                                                                                                                               الكاتب محمد علي [ عالم الإكتشاف ] 

 

copyright © 2020. كتابـــي - جميع الحقوق محفوظة