جزيرة الفصح أو كما يطلق عليها جزيرة يوم القيامة هي واحدة من الجزر التي جلبت إهتمام علماء الآثار و الباحثين حول حضارات الإنسان لتصبح الجزيرة تمثل بعد ذلك لغزا من ألغاز حضارة الإنسان القديمة ينضاف إلى ألغاز أخرى عديدة و لا تنتهي في هذا العالم المحير ؟
بدأت القصة على جزيرة الفصح عندما إكتشف علماء الآثار تلك التماثيل البشرية الضخمة و الوجوه المحيرة لشعوب تلك الجزيرة و التي عاشت في حقب تاريخية غابرة، وضعت هذه الشعوب القديمة التي عاشت على جزيرة الفصح بصمتها على أرض الجزيرة فنحتت في الصخور الصلبة تماثيل بشرية غاية في الروعة و الجمال و كذلك الغرابة في نفس الوقت. توجد جزيرة الفصح الجزيرة اللغز في الجنوب الشرقي للمحيط الهادئ و هي تتبع دولة تشيلي الواقعة في جنوب القارة الأمريكية كما يطلق على جزيرة الفصح أيضا تسمية "جزيرة يوم القيامة".
بالإضافة إلى جزيرة يوم القيامة تسمى هذه الجزيرة المحيرة أيضا بالإسبانية ' جزيرة باسكوا ' و قد جلبت هذه التماثيل البشرية لجزيرة الفصح شهرة واسعة في كل العالم فأصبحت الجزيرة من أغرب الجزر في العالم و قد أتت هذه الشهرة من خلال هذه التماثيل الصخرية الضخمة و التي تملأ الجزيرة و تمتد على طولها و عرضها و ساحلها. يرجح العلماء و الباحثين في ألغاز جزيرة الفصح أن تكون الحضارة البولينيزية هي من إستقرت على الجزيرة و بنت حضارتها المزدهرة خلال تلك الحقبة التاريخية و التي من المرجح أن تكون ما بين 700 و 1100 م.
أراد الشعب البولينيزي أن يخلد ذكرى حضارته المزدهرة خلال تلك الحقبة التاريخية فنحت في الصخور الصلبة وجوها بشرية يبدو أنها لسكان الجزيرة حيث تبدو سمات الكدح و التعب تعلو وجوه هؤلاء الناس، أتت تسمية الجزيرة بجزيرة الفصح نسبة للمستكشف الهولندي جاكوب روجيفين الذي إستكشف الجزيرة يوم عيد الفصح و بذلك وقعت تلك التسمية على الجزيرة كما تعود أيضا تسمية الجزيرة بالإسبانية و هي ' جزيرة باسكوا ' إلى نفس المعنى السابق و هو عيد الفصح أما الإسم الأصلى لدى سكان الجزيرة الأصليين فهو "تي بيتو تي هينوا".
ترسم تماثيل جزيرة الفصح وجوه السكان الأوائل الذين عاشو على الجزيرة حيث تبدو تعابير وجوههم شبيهة بوجوه سكان أمريكا الجنوبية و لا سيم الهنود منهم كما يطلق ' إسم ماتا كي تي رانجي ' من طرف سكان الجزيرة و الذي يفيد معناه "عيون تتطلع إلى السماء" و هي التعابير الظاهرة على وجوه هذه التماثيل و التي تبدو من خلال أشخاص من حضارة بولينيزيا المزدهرة و هم ينظرون و يتطلعون إلى السماء. تضم جزيرة الفصح ما يفوق 800 تمثال من هذه التماثيل الصخرية الضخمة في مساحة الجزيرة التي تبلغ حوالي 163 كلم مربع.
تقف جزيرة الفصح اليوم أو جزيرة يوم القيامة لغزا آخر مذهلا رسمته حضارة أخرى من الحضارات مثل الحضارة الفرعونية و الحضارة الإغريقية و حضارة المايا و غيرها من الحضارة الأخرى التي إزدهرت في عصور بدائية كان يعيشها هذا الإنسان على هذه الأرض، إن الحضارة البولينيزية و التي كانت مزدهرة خلال حقبة ما من التاريخ على أرض جزيرة الفصح أرادت مثل أي حضارة أخرى أن تخلد تاريخها على صخور الجزيرة لتبقى تلك الصخور المنحوتة شاهدة على أن شعب بولينيزيا هو من عاش منذ البدء على جزيرة يوم القيامة كما يطلق عليها.
ليست التماثيل هذه التي وضعها الشعب البولينيزي القديم و هي بالمئات على جزيرة الفصح هي عبارة عن منحوتات لرؤوس بشرية تمثل سكان الجزيرة القدامى لكن علماء الآثار و الباحثين إكتشفو أيضا أن هذه التماثيل نصفها الآخر مطمور تحت التراب و أن هذه التماثيل الضخمة هي ليست رؤوس فحسب بل هي أجسام كاملة بكافة أعضاء جسمها جسمها حيث أن بقية جسم هذا الإنسان مدفون تحت التراب و لذلك فإن تمثالا واحدا من هذه التماثيل يقدر وزنه الحقيقى بآلاف الكيلوغرامات.
قام شعب بولييزيا القديم بتخليد ذكراه و مثل الأهرامات لحضارة الفراعنة و آثار حضارة المايا إختار هذا الشعب أن ينحت هذه التماثيل لتكون شاهدا و برهان على تاريخه على أرض جزيرة الفصح، رغم تسميتها بجزيرة الفصح من خلال المستكشف الهولندي ياكوب روجيفين و إكتشاف العلماء لعدة أسرار حول هذه الجزيرة إلا أن الواقع هو عكس ذلك تماما فالعلماء في مجال الآثار و الباحثين لم يكتشفو إلا شيئا قليلا حول جزيرة يوم القيامة كما تسمى حيث مازالت هناك ألغاز عديدة و تساؤلات ليس لها إجابات حول هذه الجزيرة الغامضة وسط المحيط الهادئ.
في النهاية و مثل أي مكان في هذا العالم يلفه الغموض كذلك مثل أي حضارة لم تنتهي أسرارها بعد فإن عالمنا لا يخلو من الأسرار و الألغاز المحيرة التي تجعل الإنسان عاجزا عن إيجاد إجابات تزيح عنه ذاك الغموض و لعل جزيرة الفصح و تماثيلها المحيرة واحدة من هذه الألغاز التي مازال حولها كثير من علامات الإستفهام و لهذه الأسباب سوف تبقى جزيرة الفصح لغزا آخر من ألغاز أخرى عديدة تستوجب من الإنسان مزيدا من البحث و الإكتشاف !
إكتشف العالم يسعى إلى المعلومة المفيدة و البسيطة التي يحاول الجميع إيجادها و مهما كانت المعلومة غريبة أوعجيبة سوف تجدها في عالم الإكتشاف بسيطة و سهلة , إكتشف حولك هو إكتشاف العالم الذي نعيش فيه و لا زلنا لم نكتشف منه حتى قطرة من محيط . الكاتب محمد علي [ عالم الإكتشاف ]
مقالات متصلة :
- غرائب العالم القديم أهرامات الجيزة !
- حضارة المايا من أعظم حضارت العالم التي لم تبح بأسرارها بعد !