إن للبومة عينين كبيرتين هما أكثر ما يميزان هذا الطائر و يجعلا هذا الطائر من الطيور التي قد تخيف في شكلها حتى الإنسان نفسه و تجعلا من هذا الطائر رمزا من رموز الظلام و الخوف، تستغل البومة عينيها الكبيرتين لتنظر بهما في ظلمة الليل و كأنها تنظر في وضح النهار حيث ترى فرائسها في الليل و بكل سهولة رغم حلكة الظلام لذلك فإن هذا الطائر لا يخرج للصيد إلا في اليل حيث صممت عيني هذا الطائر لحياة الليل .
بالإضافة إلى حاسة البصر القوية التي تملكها البومة فإنها أيضا تملك حاسة سمع قوية تجعلها تستمع لأصوات فرائسها من مكان بعيد من حيوانات صغيرة و قوارض و حشرات، لا تعيش البومة في الغابات و البراري و حسب بل هي تجاور الإنسان في محيطه و بيئته فتعشش في البيوت القديمة الخالية و المنازل المهجورة التي هجرها الإنسان .
إن قرب هذا الطائر من بيئة الإنسان جعله يتصف بصفات كثيرة و متعددة حيث ألف الإنسان القصص و الأساطير حول هذا الطائر و لولا قرب البومة من بيئة و حياة الإنسان لبقي هذا الطائر مجهولا لدى الإنسان مثل أي نوع آخر من الطيور المجهولة على هذه الأرض، تستطيع البومة الطيران من دون إصدار أي صوت و ذلك نظرا لإمتلاكها ريشا ناعما يمكنها من الطيران في صمت و الإنقضاض على فريستها بكل سهولة .
تعتبر البومة من بين الطيور الجارحة التي تمتاز بأنها صياد ماهر و هي قادرة على المناورة في السماء نظرا لجناحيها الكبيرين و رغم أن أغلب أصناف البومة تستطيع الرؤية خلال الليل فإن هناك أنواع أخرى من البومة تستطيع الرؤية كذلك في النهار و يمكن لها أيضا أن تصطاد خلال تلك الفترة .
يعرف الإنسان البومة منذ القديم و خاصة لقربها منه و تعشيشها في المنازل المهجورة و القديمة لذلك فإن وجه البومة المخيف و رأسها الكبير الشبيه برأس الإنسان يبقى خالدا في مخيلة الإنسان على أنه وجه من وجوه القبح و البشاعة و الخوف و كل هذا لدى إنسان اليوم أما الإنسان القديم فقد كان ينظر للبومة نظرة مختلفة حيث تراها بعض الحضارات القديمة على أنها رمز للحكمة أما حضارات أخرى مثل حضارة الإغريق فقد كانت ترى البومة على أنها طائر مقدس لآلهة أثينا .
تعيش البومة في أغلب الأماكن و القارات في العالم كما يوجد من هذا الطائر أجناس و أصناف و أشكال عديدة و مختلفة كما تعتبر البومة من الطيور الجارحة و هي أقرب في جنسها من الصقور حيث تملك البومة مخالب حادة لإمساك و تمزيق الفريسة كما أن لها منقار معقوف كل هذا بالإضافة إلى حاستي سمع و إبصار قوية جدا لدى هذا النوع من الطيور مما يجعلها طائرا جارحا و مفترسا ماهرا بإمتياز .
أحصى العلماء في الطبيعة ما يزيد عن 140 نوعا من البومة من ذلك البومة القزمة و البومة العقاب و البوم السماك و البوم الحفار و هي طيور جارحة و قوية حيث تستطيع التأقلم مع الظروف الطبيعية القاسية لهذا فإن البومة تعيش في أغلب الأماكن حول العالم مثل المناطق القطبية و المناطق المدارية و المعتدلة و كذلك بعض الجزر حول العالم .
تعتبر البومة الثلجية من أكبر أنواع البوم في العالم حيث تعيش في الولايات المتحدة الأمريكية كما تمتاز هذه البومة بمنقارها الأسود و عيونها ذات اللون الأصفر و رأسها المستدير و منقارها الأسود ، البومة القزمة هي تعتبر من أصغر أنواع البوم في العالم حيث يبلغ إرتفاعها 12 سنتيمتر أما مايسمى بالبوم الحفار فهي نوع آخر من البومة التي تعيش في الولايات المتحدة الأمريكية و تعشش في جحور ما يسمى بكلاب البراري و هي نوع من القوارض كبيرة الحجم .
تتغذى البومة على لائحة طويلة من الفرائس مثل الثديات الصغيرة كالقوارض و الفئران و الأرانب و كذلك الأسماك و السناجب و الحشرات و بعض الطيور كما يطلق على البومة البعض إسم منظف البيئة نظرا لما تقضي عليه من آفات ضارة للإنسان مثل القوارض الصغيرة و الحشرات . تضع إناث البومة ما بين 4 و 12 بيضة حيث يتعاون كل من الذكر و الأنثى في حضن البيض لمدة تتراوح بين 10 و 12 أسبوعا .
رغم كل ذلك فإن توجس الإنسان من طائر البومة لا يعد أمرا حقيقيا بل هي فكرة رسمها هذا الإنسان من محض خياله و ليس لها أي حقيقة على أرض الواقع لكن شكل البومة المخيف في مظهرها و خاصة رأسها الكبير الذي يشبه رأس الآدمي و عيناها الغائرتين رسما للإنسان نظرة سلبية مسبقة عن هذا الطائر .
إكتشف العالم يسعى إلى المعلومة المفيدة و البسيطة التي يحاول الجميع إيجادها و مهما كانت المعلومة غريبة أوعجيبة سوف تجدها في عالم الإكتشاف بسيطة و سهلة , إكتشف حولك هو إكتشاف العالم الذي نعيش فيه و لا زلنا لم نكتشف منه حتى قطرة من محيط . الكاتب محمد علي [ عالم الإكتشاف ]